-
أنوار بريس
تعززت الخزانة المغربية بإصدار جديد، عن منشورات دار بصمة، تحت عنوان “إدغار موران: الفكر المركب خلاصا للإنسانية” من تأليف مجموعة من الباحثين من مختلف ربوع الوطن مساهمة منهم – كل من موقعه وتخصصه- في إخراج الفكر المركب لإدغار موران إلى حيز الوجود، ذلك تحت إشراف وتنسيق الكاتب منير الحجوجي، فيما قام بتصميم غلاف العمل الأستاذ توفيق البيض.
والكتاب، حسب مشارك في العمل، يأتي ك “محاولة متواضعة لرد دين لرجل قدم أشياء كبيرة… سواء على مستوى الإبستمولوجيا/ طريقة فهم العالم أو على مستوى الإيتيقا/ طريقة عيش/التواجد في العالم…”، ويضم العمل تقديما حاول فيه القائم بالتنسيق “موضعة اسهام ادغار موران في قلب الإطار العام للفكر الغربي المعاصر.. والذي يعتقد أن إسهام موران يأتي ضمن تيار عام وسمه بـتيار نقد الشر..”.
ويتشكل الكتاب من فصلين، الأول المعنون ب: “الفكر المركب في مواجهة أعطاب عالمنا” ويضم عدة مقالات تقف عند الجهد الاستثنائي الذي بذله موران في سبيل إرساء ابستمولوجيا مركبة تحاول تجاوز المنهج الاختزالي المشوَّه والمشوِّه للقضايا/الملفات الكبرى للعالم…”، فيما يضم الفصل الثاني المعنون ب: “التربية في خدمة أنسنة العالم” مقالات تقارب تصور موران لمدرسة المستقبل، المدرسة التي يمنحها موران مهمة استعجالية، والتي هي التربية على الفكر المركب/الإنسي”.
النهج الوحيد، في اعتقاد ضيف الكتاب، هو “الخروج من مدرسة لم تعد تقدم شيئا، مدرسة تقع دون مستوى فهم التحولات غير المسبوقة لعالمنا”، و”بطبيعة الحال لم يكن رهان الكتاب الحديث “عن” موران… فهناك مئات بل آلاف الصفحات التي جرى انتاجها في هذا السياق…”، وكل هدف المساهمين كان هو “توريط ” الفكر الموراني في مقاربة راهننا المغربي بكل تموجاته الحارقة…”، مع الإشارة أيضا إلى أن موران وزوجته الفاضلة السيدة صفاء أبو السلام قد خصا الكتاب بمساهمتين جميلتين تكثفان الأطروحات الكبرى لضيفنا الجميل.
ولم يفت مشارك في العمل، الأستاذ هاشم علوي، التعريف بمحتوى العمل بوصفه “كتابا يضم مقالات مهمومة بمفهوم الفكر المركب لفيلسوفنا المئوي، فيلسوفنا الإنساني الذي لا يمكن أن نقول عنه سوى أن فلسفته اليوم قد أصبحت طبا لهذا العصر المريض/المليء بالأورام السياسية والاجتماعية والاقتصادية،…التي غدت عائقا أمام صحة الانسان و أمام راحة هذا الكوكب الذي نسكنه، و أمام المشترك الانساني المفقود و أمام المستقبل الذي لا ضامن أننا سنبلغه آمنين”.
وزاد قائلا: “نحن أمام كتاب راهني، بمقالات رصينة حول أهمية الفكر المركب، تستدعي وقفة تأمل، وقفة نقد للذات السياسية والاجتماعية… لاستنهاض الانسان الراقد، الإنسان الصدئ الذي يحتاج الصقل الإنساني ليظهر بصيغة جديدة تسمح له بالنهوض من أجل البقاء آمنا غدا، ومستقرا بعد كل هذه الهزات العنيفة التي باتت تخبر بتبخر المستقبل”، كما في هذا الكتاب “نصائح تعتبر مفتاحا لقراءة واقعنا المغربي المعاق، والمتقيح بكل الأورام الخبيثة التي تستدعي الاستئصال الجذري”.
تعليقات
0