جماهري: المغرب نموذج في التعايش ولابد من تعزيز قيم الحوار والتسامح
أنوار التازي
الثلاثاء 30 مايو 2023 - 20:55 l عدد الزيارات : 15464
أكد عبد الحميد جماهري، اليوم الثلاثاء بمراكش، أن “دسترة التسامح بالمغرب تعبر عن تحصيل حضاري دام قرونا طويلة، واختيار واع يساير الشكل الحداثي”.
وأبرز الاعلامي والخبير في حوار الحضارات والثقافات، عبد الحميد جماهري، في مداخلة ضمن الورشة السادسة، المنعقدة حول موضوع “من أجل مجتمعات أكثر تسامحا لمحاربة الكراهية والتطرف”، في إطار الدورة الأولى للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، الذي ينظمه الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، بشراكة مع الشبيبة الاتحادية وشبكة “مينا لاتينا”، ما بين 29 و31 ماي الجاري، أن المغرب تبنى، دون مواربة، خطاب التسامح واحترام الاختلاف، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى نموذج التدين المغربي ووجود مؤسسة مركزية هي إمارة المؤمنين.
وأوضح أن “إمارة المؤمنين بالمغرب هي الضامن للحرية الدينية والفاعل الرئيسي في تحقيق التقارب بين مختلف مكونات المجتمع المغربي”.
وتابع جماهري في مداخلته، “اعتقدبغيرقليلمنالجزمبأنالحالةالمغربية،فيدسترةقيمالتسامحالواردةفيالدستورعليالشكلالتالي، «المملكةالمغربيةدولةإسلاميةذاتسيادةكاملة،متشبثةبوحدتھاالوطنيةوالترابية،وبصيانةتلاحموتنوعمقوماتھويتھاالوطنية،الموحدةبانصھاركل مكوناتھا،العربية – الإسلامية،والأمازيغية،والصحراويةالحسانية،والغنيةبروافدھاالإفريقيةوالأندلسيةوالعبريةوالمتوسطية. » مؤكدا على ان “هذه الدَّسترةتعبرعنتحصيلحضاريدامقروناطويلةوهياختيارواع،يسايرالشكلالحداثيفياقرارشيء تاريخي وأن التعبيرالدستوريهوتتويجلحالةحضارية،اختارتالشكلالكونيللتعبيرعننفسهابعدأنكانتحياةيوميةقائمة.”
واعتبر المتحدث، أن النموذجالمغربيفيمجالالتسامحوالتعايشوالحواربينالأديان،يقربأنالرافدالعبريمكونمنمكوناتهويته. وهذاالمعطيالثقافي،ليسمتميزافيالدائرةالعربيةالسلاميةوحدها،بلهوموضوعتقديركوني،باعتبارأنالاخر، اليهوديكثيراماكانعرضةللاَّتسامحفيقاراتالعالمكلها. مضيفا “أن التميزالمغربيينظراليهمنخلالوحدةقياس العبرية …وقبلأنيكوناختياراسياسياوتشريعيافقدكان واقعاتاريخايومياوفيكلمناحيالحياة.” مشيرًا الى انه “سبقالتاريخُوالحضارةُالتعبيرَالدستوري،فيالتاريخالحديثجلالةالمغفورلهالملكمحمدالخامس،وقفبشجاعةوبلاده تحتالاستعمارمنزجلحمايةمواطنيهاليهودضدالنازيةوالممارساتالتمييزيةلنظامفيشي.”
ويضيف جماهري “أن الراحل الحسن الثاني عمل طيلة 40 سنةعلىترسيخروحالأخوةوالمواطنةالمشتركةبينيهودالمغربوالمسلمين،فيجميعأنحاء العالم، كماورفع جلالة الملك محمدالسادسهذاالتسامحإلىدرجةالخصوصيةالمغربية، بمستوياتأوسعسواءبتثمينالتراثاليهوديالمغربيوصونه”.
كما أكد جماهري على مسألة التربية والتعليم وجعلالمدرسةوالتربيةوالتثقيفوالتنشئة الثقافية،تربيةعلىالتسامح، وتعزيز قيم التعايش، وذكر في هذا السياق أنالبناءالفكريوالثقافيوالحضاريللمغرب،يمتدالىالمؤسساتالتعليمية،منذالأزل،إذ أن جامعةالقرويين،كأقدمجامعةفي العالم،أعطتتاريخاتعليمياللتربيةعلىالتسامح،فهيآوتالباباسلفسترالثاني،والذيشغلالمنصبالرسوليفيالفترة 999 – 1003 م، ، كماأنموسىبنميمونالطبيبوالفيلسوفاليهودي Maimounid قضىفيهابضعسنواتقامخلالهابمزاولةالتدريسفيها.
وسجل بأن المغرب يصر اليومعلىتنقيةالبرامجالتعليميةمنأيتسرباتمتطرفةأوغيرمتسامحةبوعيوبقرارسياسي شجاعفيزمنالتطرف،يعرفتدافعامجتمعيا.
كما ركز جماهري على مسألة أساسية ومهمة وهي الجانب التشريع، مؤكد على ضرورة التشريع من أجل التغيير، معتبرا أنه منالضروري أن يكون التشريعلتطويرالتاريخوالتحريضعلىالتقدموتفهمالمطالبالمشروعة( امامحركةسياسةمحافظةومجتمعمحافظ فيمرحلةمنحياتهلجأالمغربالىالتشريع،كالكوطاوتمثيليةالشبابوفيمجالالارهابمثلا )،وهنايكونالتشريعتخصيباللتربة الاجتماعيةللانتقالإلى مستوىأعلىيتقبلحقائقالآخر،سواءكانآخرفيناأوآخرمقابلالنا، يضيف جماهري.
وشدد المتحدث على أن التشريعلايقفعندالمؤسساتالمغربية،بليتعداهاالىالفضاءاتالدوليةحيثأنالمغرب،تقدمإلىالجمعيةالعامةللأممالمتحدة بالقرارالذياعتمدتهتحترقم 73/328 بشأنالنهوضبالحواربينالدياناتوالثقافاتوتعزيزالتسامحمنأجلمناهضةخطابالكراهية” وهذاالقرار،دعمته 90 دولة، كماقامالمغرببالتشريعكذلكفيالهجرةالتيتأتيبأوعيةثقافيةمعهاوتأتيبالاخرإلى داخلاسوارالهويةالمغربية،وهوماسمح باستقرارعشراتالالافمنالمهاجرين،وفتحمعهافضاءاتالممارسةالدينيةالمسيحيةفيكنائسالمغرب،التييؤمهاالكثيرمنالمهاجرين منجنوبالصحراءبدونأدنىقلقأومخاوف.
وأضاف الإعلامي والخبير في حوار الثقافات، أن المغرب حافظ على الفسيفساء والتنوع الاجتماعي والثقافي واللغوي والإثني، واستطاع بفضل دور إمارة المؤمنين وتوافق القوى الديمقراطية، أن يتقدم في قضايا حقوق الإنسان بشكل عام، وحقوق المرأة بشكل خاص.
ودعا في هذا الصدد، الشعوب والمجتمعات إلى صون تعدديتها وتنوعها وتاريخها في التعايش وعدم فتح المجال أمام مظاهر التطرف والإقصاء.
تعليقات
0