المجلس الإقتصادي و الإجتماعي يكشف حجم تداعيات كورونا و يقدم أولويات ما بعد كوفيد 19
أنوار التازي
الإثنين 2 نوفمبر 2020 - 13:03 l عدد الزيارات : 21867
التازي أنوار
كشف المجلس الإقتصادي و الإجتماعي و البيئي، الآثار و التداعيات السلبية لجائحة كورونا على كافة المستويات، حيث أثـرت الأزمة المرتبطة بجائحة كورونا، علـى الإقتصـاد والمجتمـع المغربـي ككل بشـكل كبيـر.
فعلى الصعيـد الإقتصادي، أوضح المجلس في تقريره السنوي ل2019، الذي نشر في الجريدة الرسمية، أن خصوصيـة الأزمـة الصحيـة لكوفيـد-19 تتجلى في تداعياتهـا التـي تتعلـق علـى حـد سـواء بالعـرض والطلـب. حيـث تشـير التوقعـات إلـى انكمـاش قـوي للناتـج الداخلـي الإجمالـي برسـم 2020 ،قـد تبلـغ نسـبته حسـب المندوبيـة السـامية للتخطيـط حوالـي 5.8 فــي المائــة.
و تباينت التداعيــات الإقتصاديــة للأزمة مــن قطــاع لآخــر حيــث اضطرت العديد مــن المقاولات للإغلاق النهائي أو المؤقت. و برســم شــهر أبريــل، صرحت قرابـة 61 فــي المائــة مــن المقاولات المنخرطة في الصنـدوق الوطنـي للضمـان الإجتماعـي بأنهـا تأثـرت بأزمـة كوفيـد-19.
و أكد التقرير، أن الأزمـة الصحيـة فاقمت مـن الهشاشـة الإقتصاديـة، لا سـيما التوازنـات الخارجيـة الهشـة التـي ترتبـط بشـكل كبيـر بعائـدات القطـاع السـياحي، و تحويلات المغاربـة المقيميـن بالخـارج، و القـرارات الإسـتراتيجية لكبار المسـتثمرين المستقرين بالمغرب، و كـذا كبـار الفاعليـن فـي ديناميـة الطلـب الخارجي الذين ترتهن بهـم المقاولات الصغيـرة جـدا والصغـرى والمتوسـطة الوطنيـة فـي بعـض القطاعـات كالنسـيج والألبسة.
و أضاف، أن محدوديـة هوامـش التدخـل علـى مسـتوى الميزانيـة شـكلت أحـد عوامـل الهشاشـة التـي زادت حدتهـا خلال الأزمـة الحاليـة. وهـو مـا دفـع المغـرب إلـى رفـع سـقف التمويلات الخارجيـة و اللجـوء إلـى الإقتـراض مـن الخـارج.
فعلى الصعيد الإقتصادي يتعلق الأمر بإعادة تشـكيل و تحسـين الحيـز المالـي خلال مرحلـة مـا بعـد الجائحـة بعـد أن يعرف النشـاط الإقتصادي اسـتقرارا و يعـود إلـى وتيرتـه لتحقيـق القـدرة علـى الإسـتجابة للأزمـات المسـتقبلية و تعزيز أدوات الإسـتقرار التلقائية، بالإضافة إلى مواصلــة عمليــة مراجعــة مختلــف الإتفاقيات التجاريــة التــي أبرمهــا المغــرب، بهــدف دعــم الصناعــات الوطنيــة و حمايتهــا مــن الممارسات المنافية لقواعــد المنافســة التــي قــد يلجــأ إليهــا بعــض الشــركاء.
و دعا المجلس، إلى اعتمـاد سياسـة تشـجيع اسـتهالك المنتجـات المصنعـة فـي المغـرب مـن طـرف المسـتهلك المغربـي ، وتوفيـر حوافـز لتشـجيع المقاولات الكبـرى علـى التعـاون بشـكل أكبـر مـع المورديـن المحلييـن، وتعميـم شـرط الأفضليـة الوطنية علـى جميـع الصفقـات العموميـة، علـى أن يتـم وضـع دفاتـر تحملات تتضمـن شـروطا موضوعيـة ينبغـي احترامهـا علـى مسـتوى الجـودة و المعاييـر و خلـق مناصـب الشـغل مـن قبـل المقـاولات المسـتفيدة، مؤكدا على اغتنـام فرصـة التغييـرات المحتملـة فـي سلاسل القيمـة العالميـة مـن خلال اسـتثمار معطـى القـرب الجغرافـي وسلاسل القيمـة الإقليميـة مـع أوروبـا و إفريقيـا.
و في ما يتعلق بالمجال الإجتماعي، أكد التقرير على ضرورة، العمل على تقوية القطاعات الإجتماعية الأساســية و بالخصوص التعليم عــن طريق وضع منظومــة رقميــة للتكوين تكمل و تدعم منظومة التكوين الحضوري، مــع العمل على معالجــة أوجه التفاوت مــن حيث التجهيزات الرقمية و الولوج إلى الربط بشبكة الأنترنت.
و دعا، إلى تطوير التطبيب عن بعد والرفع من ميزانية الصحة العموميـة و تحسـين العـرض الصحـي بتكوين عـدد كاف مـن الأطـر الطبيـة و تحسـين التأطيـر الطبـي، من خلال الرفـع مـن نسـبة الأطبـاء مقارنـة بعـدد السـكان، و إنشـاء مركز استشفائي جامعي في كل جهة و غيـر ذلك، وضمـان إدمـاج و هيكلـة القطـاع غيـر المنظـم عـن طريـق اقتـراح تدابيـر تحفيزيـة كتطبيـق ضريبـة جزافيـة منخفضة.
و فـي مـا يتعلـق بترسـيخ و حمايـة المكتسـبات و دولـة الحـق والقانـون، ذكر المجلس، أنه يجـب أن تكون القيود والتدابير المرتبطة بحالة الطوارئ الصحيـة مؤقتـة، و ألا تصبح بـأي حال مـن الأحـوال قاعدة، أو أن تدفع فـي اتجـاه ممارسات لا ترصد مكتسـبات بلادنا فـي مجال دولة الحق و القانون و الحريات. وفـي هـذا الصـدد، سـيكون مـن الأنسـب للمؤسسـات الدسـتورية المختصـة و المجتمـع المدنـي تقييـم التجـاوزات المعزولـة التـي قـد تكـون حدثـت أثنـاء تطبيـق حالـة الطوارئ الصحيـة، والحـرص علـى أن تكـون العـودة إلـى الوضعيـة الطبيعيـة وفـق مـا يضمنـه الدسـتور مـن حقـوق وحريـات.
تعليقات
0