كشفت مصادر إعلامية دولية أن أرتالا عسكرية روسية عبرت الحدود باتجاه دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا، كما نقل عن وسائل إعلام روسية أن قافلتين عسكريتين توجهتا إلى المنطقتين.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء، إن دبابات روسية تنتشر بضواحي دونيتسك بعد اعتراف بوتين باستقلالها.
وأضافت رويترز، نقلا عن شهود عيان، أن طوابير من العربات العسكرية، تشمل دبابات، دخلت في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء إلى ضواحي دونيتسك، عاصمة إحدى المنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا.
وأعلنت الولايات المتحدة -الاثنين- نقل جميع دبلوماسييها المتبقين في أوكرانيا إلى بولندا لدواع أمنية، بعد ساعات من اعتراف بوتين بالجمهوريتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، وإعطاء قواته أوامر بدخولهما.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن -في بيان- “لأسباب أمنية، سيقضي موظفو وزارة الخارجية الموجودين حاليا في لفيف هذه الليلة في بولندا”.
من جهته عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا علنيا طارئا في الساعات الأولى من صباح يومه الثلاثاء 22 فبراير بعد إعطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامر نشر قوات روسية في المنطقتين الانفصاليتين لوغانسك ودونيتسك، وهي خطوة شجبتها الولايات المتحدة وحلفاؤها بشدة خلال الجلسة.
وخلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن ، أعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة أن بلاده “منفتحة على الدبلوماسية”، لكنه شدد على ضرورة الدفاع عن المناطق الانفصالية في وجه العدوان الأوكراني على حد وصفه.
وأضاف قائلا “نبقى منفتحين على الدبلوماسية ومن أجل التوصل الى حل دبلوماسي”، مضيفا “ومع ذلك فإن السماح بحمام دم جديد في الدونباس هو شيء لا ننوي فعله”.
وخلال الاجتماع، وصفت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد الإثنين ادعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن قواته التي أمرها بالتوجه الى شرق اوكرانيا هي لحفظ السلام بأنه مجرد “هراء”.
وقالت السفيرة “نعرف ما هي حقيقتهم”. وجاءت تعليقاتها بعد إعراب روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وحفظ السلام، عن “أسفها” لنشر جنود روس في الجمهوريتين الانفصاليتين.
من جهتها حضت الصين خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي “جميع الأطراف” على ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد ، ودعت للتوصل الى حل دبلوماسي وتجنب أي عمل من شأنه تأجيج التوتر .
من جهته أعلن ، سيرغي كيسليتسيا، مندوب أوكرانيا لدى مجلس الأمن أن حدود أوكرانيا “غير قابلة للتغيير” رغم ما أقدمت عليه روسيا.
وقال سيرغي كيسليتسيا خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن في أعقاب اعتراف روسيا بجمهوريتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا “الحدود الأوكرانية المعترف بها دوليا كانت وستبقى غير قابلة للتغيير بصرف النظر عن أي بيانات أو أفعال من قبل روسيا الاتحادية” مطالبا إياها بإلغاء قرار الاعتراف هذا بالمناطق الانفصالية، معتبرا أن تلك الخطوة تهدد السلم العالمي.
لكنه شدد في الوقت عينه على أن كييف مستعدة للمفاوضات، وحل الأزمة عن طريق الدبلوماسية، مؤكدا أن بلاده لن تقع في فخ الاستفزازات الروسية.
وفي سياق التطورات المتسارعة بالمنطقة، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستفرض عقوبات جديدة على موسكو الثلاثاء، في أعقاب رد فعل حذر في البداية حيال قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بمنطقتين انفصاليتين في شرق اوكرانيا وارساله قوات الى هناك ل”حفظ السلام”.
وصرح متحدث باسم البيت الابيض لوكالة فرانس برس الإثنين “نخطط لإعلان عقوبات جديدة ضد روسيا غدا ردا على قرارات موسكو واجراءاتها اليوم. ونحن ننسق مع حلفائنا وشركائنا بشأن هذا الإعلان”.
تعرف على جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك
قد يتبادر إلى ذهن الكثيرين سؤال عن جغرافية وتاريخ دونيتسك ولوغانسك التي اعترف استقلالهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تحد صارخ للغرب في ظل تزايد حدة التوتر بين موسكو من جهة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى بشأن الأزمة الأوكرانية.
تقع دونيتسك ولوغانسك، الجمهوريتان الانفصاليتان المواليتان لروسيا التي اعترفت باستقلالهما الإثنين، في حوض دونباس الناطق بالروسية في شرق أوكرانيا، وقد أصبحتا منذ 2014 خارجتين عن سيطرة كييف.
وأودى النزاع المستمر منذ 2014 بين الانفصاليين والقوات الحكومية الأوكرانية بحياة أكثر من 14 ألف شخص.
منطقة تعدين ومعادن
دونيتسك (ستالينو سابقاً)، هي المدينة الرئيسية في حوض التعدين دونباس وأحد المراكز الرئيسية لإنتاج الصلب في أوكرانيا. يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة.
ولوغانسك (فوروشيلوفغراد سابقا) هي مدينة صناعية يبلغ عدد سكانها 1,5 مليون نسمة.
ويحتوي حوض دونباس المتاخم لروسيا على الشاطئ الشمالي للبحر الأسود، على احتياطات ضخمة من الفحم.
ويعود وجود ناطقين بالروسية في تلك المنطقة بشكل أساسي إلى إرسال عمال روس إليها بعد الحرب العالمية الثانية خلال الحقبة السوفياتية.
صراع منذ العام 2014
واندلع الصراع بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في دونيتسك ولوغانسك قبل ثماني سنوات، عقب ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم.
ولا يعترف المجتمع الدولي باستقلالهما الذي أُعلن بعد استفتاءات.
وتتّهم كييف والغرب روسيا بدعم الانفصاليين الموالين لموسكو عسكريا وماليا. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين اعترفه باستقلالهما.
وتقع منطقة دونباس أيضاً في قلب معركة ثقافية بين كييف وموسكو التي تؤكد أن هذه المنطقة، على غرار جزء كبير من شرق أوكرانيا، يسكنها ناطقون بالروسية تنبغي حمايتهم من القومية الأوكرانية.
اتفاقات مينسك
ووصلت الجهود المبذولة لحل النزاع في شرق أوكرانيا، المنصوص عليها في اتفاقات مينسك التي أبرمت عام 2015، إلى طريق مسدود، فيما تتبادل كييف والانفصاليون الاتهامات بانتهاكها.
وتم الاتفاق على سلسلة هدنات فشلت الواحدة تلو الاخري بسبب الانتهاكات المتكررة من المتحاربين.
وما زال الجانب السياسي للاتفاقات الذي يمنح مناطق المتمردين حكما ذاتيا واسع النطاق وإمكان إجراء انتخابات محلية وفقا للقوانين الأوكرانية، حبرا على ورق إذ تتبادل الجهات المتحاربة إلقاء اللوم في هذا الفشل.
ويقود دينيس بوشيلين الذي انتخب عام 2018 في انتخابات ندّدت بها كييف، “جمهورية دونيتسك الشعبية” المعلنة ذاتيا.
أما ليونيد باسيتشنيك فيرأس “جمهورية لوغانسك الشعبية” المعلنة ذاتيا أيضا.
وقتل العديد من أمراء الحرب والقادة الانفصاليين في السنوات الأخيرة في هجمات، أو كانوا ضحايا صراعات داخلية أو حتى عمليات للقوات الخاصة الأوكرانية، وفقاً لتقارير لم يتم التحقق منها.
وكان زعيم المتمردين في دونيتسك ألكسندر زاخارتشينكو الذي قتل بتفجير في مقهى في دونيتسك في غشت 2018، أبرز قتيل يسقط في صفوف الانفصاليين حتى الآن.
تعليقات
0