أسعار خيالية والفاعل مجهول ..هذه حقيقة الأسعار بأكبر سوق للجملة بالمغرب
محمد اليزناسني
الجمعة 24 مارس 2023 - 21:06 l عدد الزيارات : 23205
محمد الطالبي
فيديو :زينب صيان – محمد لشكر
عرفت أسعار الخضر والفواكه بسوق الجملة بالدار البيضاء، الجمعة، ارتفاعا مهولا جديدا، في تحد لوعود الحكومة التي التزمت بكبح جماح الغلاء، لكن الأرقام التي وقفت عليها الجريدة، فجر أمس، كانت صادمة خاصة أسعار الخضر التي يحتاجها المغاربة لإعداد وجبات الإفطار في رمضان الأبرك. وهكذا وقفنا على الأثمنة التالية: الفلفل الملون 26 درهما للكيلوا غرام بسعر الجملة، البصل 13 درهما، البطاطس 10 دراهم، الفلفل الأخضر 15 درهما، أما القرع أو “الكورجيت”، فوصل سعرها ل9 دراهم، والقرع البلدي 15 درهما، وعرف سعر بعض الفواكه أرقاما تاريخية حيث وصل سعر “لافوكا” إلى45 درهما والبرتقال 10 دراهم، وتراوح ثمن التفاح بين 15 و30 درهما.
في أول أيام رمضان مواطنون يشتكون الأسعار الملتهبة للخضر
ووقفت الجريدة على غياب المواطنين بشكل لافت عن السوق في ثاني أيام رمضان، حيث جرت العادة أن يعرف إقبالا كبيرا خاصة في رمضان، حيث لا تفتح أبوابه يوم الجمعة خارج الشهر الفضيل، وظل التجار الصغار وحدهم داخل السوق في انتظار فرج ما ليضطروا في النهاية لاقتناء ما يديرون به الحركة التجارية رغم تشكيهم من الغلاء ومن ضيق هامش الربح، وهو نفس موقف الفلاحين، ليبقى السؤال: من يربح كل هذا الهامش الناتج عن الغلاء أمام عجز الحكومة عن فرض شروط تراعي القدرة الشرائية، حتى أصبح توفير سلة الغذاء الأساسية حملا يثقل كاهل الأسر المغربية الفقيرة، بسبب ارتفاع أسعار جميع المنتجات من خضر وفواكه ولحوم ودواجن وبيض وزيوت وغيرها.
تصاعد الجدل حول ظاهرة تعدد الوسطاء جعل مسؤولين حكوميين يلقون باللائمة تباعا على المضاربين والوسطاء في ارتفاع الأسعار بالأسواق، كما اتهمت برودة الطقس بأنها السبب في ما عرفته عدد من المنتجات الزراعية من أضرار، في حين يرى خبراء وناشطون من المجتمع المدني أن الزيادة في تصدير المنتجات الزراعية أثرت على حجم البضائع المتوفرة في السوق المحلي.
وأشار تقرير “المغرب في مواجهة صدمات العرض” الصادر عن البنك الدولي إلى وجود فجوة كبيرة في أسعار المواد الغذائية بين المنتجين وتجار التجزئة.
وأكد التقرير أن الأسر الأكثر احتياجا لا تزال تعاني بشدة من آثار ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتضخم.
ويظل استمرار وجود اختلالات في سلاسل التوريد بسبب ممارسات غير أخلاقية يقوم بها مضاربون وسماسرة و محتكرون وتتسبب في رفع الأسعار بشكل صاروخي، وفي اتساع الفجوة بين الفلاح والمستهلك النهائي، وهو ما يبرز دور هؤلاء المضاربين في إشعال هذه الأزمة.
تعليقات
0