فصل المقال فيما بين القافية والشعر الأمازيغي بفزاز من انفصال
أحمد بيضي
الأحد 7 مايو 2023 - 13:59 l عدد الزيارات : 21344
محمد الغازولي (°)
يعتبر الشعر الأمازيغي ذاكرة الأمازيغ الأحرار ومجمعا وحاضنا للغة الأمازيغية، وسمة تميز الإبداع االأمازيغي في مختلف المحافل والمناسبات، وهو تراث وطني وإنساني يضمنه الشاعر مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية في مختلف بلاد تمازغا وشمال إفريقيا. وله خصوصيات شكلية ومضمونية تجعله يختلف عن نظيره في اللغات والثقافات الأخرى يؤثر ويتأثر بمحيطه القريب والبعيد في الزمان والمكان على مر العصور.
ومن هنا سأحاول التركيز على خاصية من خاصيات الشعر االأمازيغي، وهي خلوه من القافية التي تعتبر خاصة الشعر العربي منذ الجاهلية. فالقصيدة الأمازيغية لا تلتزم بوحدة الروي، لكنها تلتزم بوحدة الوزن واللحن والإيقاع، وسأحاول بالتالي إبراز ذلك التفرد من خلال استقراء نماذج من قصائد لفحول الشعر الأمازيغي بالأطلس المتوسط، القدامى منهم والحاليين، والذين يعتبرون مرجعا لا محيد عنه لكل دارس أو باحث يريد استغوار كنه هذا الموروث الثقافي في صيغته التقليدية المسمى (تامديازت أو تايفارت).
من خلال الاستماع والاصغاء إلى مجموعة من الشعراء، سواء مباشرة في محافل ثقافية أو مناسبات عائلية رسمية، أو من خلال استقراء ما تزخر به بعض الدراسات والتسجيلات، يتضح أن القافية والروي ليسا أصيلا وأصليا في قرض الشعر الأمازيغي بفزاز، إن ما أصبح يتجه إليه بعض من شعرائنا مع الأسف لا يمت لخصوصية الشعر بهذه الربوع بصلة.
إن جل الشعراء الذين يعتبرون من فطاحل الكلمة الموزونة سواء الذين رحلوا عنا الى دار البقاء (رحمهم الله) أو الذين لا يزالون في ميدان النظم أو الذين تتلمذوا في مدرسة الرواد على يد القدامى الاحياء منهم او الأموات. إن هؤلاء كانت قصائدهم تخلو مما يسمى بالقافية في الأدب العربي. الشيء الذي يجعل الباحثين في مجال الأدب الامازيغي بالأطلس ينبهون الى خطر الانزلاق نحو هذا النمط من الهيكلة تأثرا بالشعر العربي.
لإبراز هذا المنحى سوف أسوق في هذا المقال مقتطفات من أمهات القصائد لشعراء وسموا الساحة الأدبية المغربية في شقها الأمازيغي أمثال أمدياز حبيبي محند أوعاشور ( رحمه الله) من أيت مڭيلد بوميا، والذي توفي سنة 1987، والراحل امدياز بوعزا نموسى ( رحمه الله) من زيان، المتوفي يوم 29 مارس 2014، وأمدياز زايد أوزري الملقب ب (لوسيور) من منطقة أموڭر بميدلت، والمولود سنة 1946، وأمدياز أيت عرفا بتمحضيت الحسين أوعرفا، المولود سنة 1955، والملقب ب (أغلياس)، وأمدياز أيت سغروشن إدريس أسرادي وإمديازن: البوكيلي (رحمة الله عليه) وحدو أقدار وعمر من زمور وحميد بنساني (رحمه الله) وشاعر أيت سڭوڭو مصطفى أكنو الملقب ب (إزم)، ثم المشاكس موسى اوعثمان، وغيرهم كثير.
يقول أمدياز حبيبي محند أوعاشور إحدى قصائده:
ⵎⵇⵇⴰⵔⵉⵜⴳⵉⴷⴰⵣⵎⵓⵍⴳⵓⴷⵎ, ⵙⵓⵍⵅⴰⵜⵜⵜⵓⵅ
ⴰⵡⴰⵍⵍⵄⴰⵕⴰⴳⵄⵇⵍⴱⴰⴱⵏⵏⵙⴰⴽⴽⵯⵎⴰⴳⴽⴽⴰ
ⵓⵔⵜⵓⵎⵉⵥⴷⴰⵙⵙⴰⵇⴷⴷⴰⴳⵍⴱⴰⴱⵓⵔⵉⵚⵃⵉⵓⵎⵔⴰⵔ
ⵓⵔⵜⵜⵓⵎⵉⵏⵅⵎⵖⴰⵔⵜⵔⴳⵍⵅⴰⴷⵉⵃⴰⵕⵚⵓⵅⵡⵡⴰⵏ
ومعناها:
لو أصبتني بجرح في الوجه قد أنساه
كلام العيب يتذكره صاحبه مدى الحياة
لا يتحكم القفل في اغلاق الباب رغم وجوده
لا تأمن القفل فقد يدخل اللص
أما أمدياز زايد أوزري (لوسيور) فيقول في إحدى قصائده عن معاناة الشعراء:
ⵖⴰⵙⵓⵔⵍⵍⵉⵏⵉⵎⴰⵣⵉⵖⵏⵏⵏⴰⵉⵜⵜⴰⵎⵥⵏⴰⵡⴰⵍ
ⵓⵔⵢⴰⴷⵉⵍⵍⵉⵅⵙⵡⵉⴷⴷⴰⵖⵉⵙⵅⵙⴰⵔⵏⵍⵄⴰⵇⵓⵍ
ⵜⵍⵍⴰⵍⵓⴷⵉⵄⵜⴷⵉⴳⵉⵓⵔⵓⴼⵉⵖⴰⴷⵙⵉⵔⵙⵖⴰⵢⴰ
ⴷⴰⵜⵜⴰⵡⴹⵍⵓⵇⵜⵏⴰⴷⴰⵖⵜⴰⵡⴰⴷⴰ, ⴰⵙⵉⵖⴰⵍⵍⵓⵏ
ⴰⵏⴰⵡⴹⵢⴰⵜⵜⵎⴰⵣⵉⵔⵜ, ⵖⵔⴰⵏⵉⴷⵉⴳⵙⵡⴰⵎⴰⵏ
ⵎⴰⵜⵜⴰⵍⵖⵍⴰⴷⴷⵖⴷⵉⴱⵕⵕⵎⵏⵖⵉⴼⵓⵏⴰⵍⵎⵙⴰⴽⵉⵏ
ⴽⵓⴹⵎⵎⵄⵖⴰⵏⵙⵙⴰⴷⴰⵔⵖⵉⴼⵉⵜⵜⵉⵍⵉⵏⵜⵜⵉⵍⵍⴰⵙ
ⵉⵡⴰⴽⵓⵢⴰⵙⵙⵏⵏⴰⴷⵉⴼⴼⵖⵏⵜⵉⵏⵉⵎⵉⵉⵖⵡⵍⴰⵛⴰ
ⵜⴳⴳⵓⴼⵉⵎⵉⵊⵊⴱⵍⴰⴷⵉⴼⵙⵡⵓⵍⵉⵛⴰⵏⵓⵎⴰⵃⵓⵎ
ⴰⵢⴰⵎⵓⵄⵓⵕⵏⵜⵉⵣⵉⵡⵃⵍⵖⵉⵙⵉⵡⴰⵏⵏⵏⵄⴰⵔⵉ.
ومعنى هذه الأبيات ما يلي:
عندما لا تجد الأحرار يحاورونك
لن تجد إلا ما يعكر صفوك
لدي عشق للشعر وأنوي تركه
لكن كلما حل موسم أقصده مع آلتي
قاصدا بلادا تناديني
ما هذا الغلاء الذي أصابكم يا فقراء
كلما وددت طلوع فجركم تناسلت الظلمات
كل يوم جديد غلاء وغلاء
سيفقد صعود الجبال لأحدنا الحياة
وصول القمم صعب المنال.
وفي قصيدة أخرىعن الموت وحرقة الفراق يقول أمدياز ادريس ألمان الملقب ب (دريس نعبيد علال):
ⵓⵏⵏⴰⵢⴰⵍⵍⵏⵓⵔⴰⵙⵏⵙⵍⵍⵉ, ⵓⵏⵏⴰⵉⴹⴹⵚⵚⴰⵏⵎⴰⵙⵏⴳⵉⵅ
ⵓⵔⴰⵅⵉⵜⵜⴼⵓⴽⴽⵓⵍⵎⴰⵍⵍⵓⵍⴰⵍⵃⴱⴰⴱⵉⵏⵓ, ⵉⵅⵅⴰⵏⵅⵓⵖⵊⴷⵉⵎ
ⵀⴰⵢⴰⵛⵜⴰⵢⵢⴰⴹⵉⵃⴷⴷⴰⵅⵕⵕⵓⵃⵉⵏⵓ, ⴰⵙⵉⵏⴷⵉⴳⵣⵣⴰⵎ
ⵛⴰⵢⵓⵙⵢⴰⵎⴰⵏⴷⵉⵙⵍⵍⵉⵍⵍⴰⵇⵇⴰⵣⵏ, ⵉⵡⵉⵏⵛⴰⵍⵄⴱⴰⵕ
ⵅⵙⴰⴷⵉⴳⵔⵉⵏⴰⵔⵜⵜⴰⵎⵕⵏⴰⴷⴷⴷⵓⵏ, ⴰⵏⴳⴰⵎⵉⴷⴷⵏⴰⴼⵕⴹⵉⵢ
ⵉⵡⴰⵎⴰⵢⵜⵇⵇⵉⵙⵅ, ⴰⵢⵏⵏⴰⴳⵉⵜⵙⵡⵡⴰⵍⵙⵉⴷⵉ ….
ومعنى هذه الأبيات:
لا أسمع من يبكي ومن يضحك لا سلطة لي عليه
لن ينجينا لا المال ولا ما نريده، فمستقرنا رهيب
هذه لحظة أخرى خرجت روحي وأحضروا الفؤوس
وأخر أحضر الماء واللحود للحفر بالمقاس
ما إن يضعوك في القبر يستعجلون تركك وديدا
ما عساي أن أجيب سائلي في حفرتي
وهذا (أغلياس ن فازاز) الحسين أوعرفا يقول في إحدى قصائده:
ⴰⵢⵉⵎⵉⵏⵡⵙⵎⵓⵜⵜⵢⵡⴰⴷⵓⵊⴷⵉⴷⴰⵢⵃⴷⴰⴷⵊⴰⵍⵖⴰⵛⵉ
ⵎⵖⴰⵔⵓⵔⵖⵓⵔⵉⵥⵥⵀⵕⴰⵏⵉⴳⴷⵏⵃⴰⴹⵕⴷⴰⴷⵓⵜⵅⴰⵡⴰⵍ
ⵏⵖⴰⵏⵉⵢⵏⵣⴳⵓⵎⵏⵏⴰⵏⵏⴰⵢⵡⵉⵏⵏⴰⵅⵉⵃⵓⴱⴱⴰⵏⵇⵍⵍⴰⵏ
ⵖⴰⵙⴰⴷⵊⴰⴷⵚⴱⵕⵅⴰⵔⵜⵙⴰⵄⴰⴼⵖⵓⵎⴰⵜⵎⵢⴰⴳⴰⵔⵖⵉⴼⵉ
…………………………………………………….
ⵉⵎⴰⵣⵉⵖⵏⴰⵎⵉⵜⴳⵕⴰⵜⵉⵡⵍⵖⵎⵉⴹⵀⵕⴰⵀⴰⵢⵄⵍⵍⴰ
ⵓⵏⵏⴰⴷⴰⵜⵏⵉⴽⴽⴰⵜⵏⵙⵉⴼⴰⴷⴷⵏⵉⴳⴰⵙⴳⵜⴰⴷⴰⵡⵜⴰⴳⴳⵯⴰ
ⵉⴽⴽⴰⴰⵙⵓⴱⵔⵉⴷⴰⴼⵍⵍⴰⵍⵍⵓⵄⵕⴰⵀⴰⵉⵎⵢⴰⴳⴰⵔⵡⴰⵛⴰⵍ
ⵜⴳⴰⵖⵓⵔⵙⵜⵙⴰⵡⵏⵜⴰⵎⵎⵓⴽⵙⴰⵔⵉⵙⴰⵙⵉⴷⴰⵎⵡⵓⵛⵓⴹ
………………………………………………….
ⵉⵎⴰⵣⵉⵖⵏⴰⵎⵉⵜⵊⵕⴰⵜⵉⵍⵃⵓⵕⵕⵉⵇⵇⵏⵊⴰⵊⵏⵜⵃⵕⵕⴰⵜ
ⴰⴷⵊⴰⴷⵉⵃⵣⵏⴱⵓⵃⴱⴱⴰⴷⵓⵎⵏⴰⵢⵉⵜⵏⵢⴰⴷⴷⵓⵏⵙⵓⴹⴰⵕ
ⵀⴰⵜⴰⵔⵉⴽⵜⵍⵍⴰⵜⵜⵓⴳⵔⵉⵡⵙⵔⴷⵓⵏⵉⵅⵓⴱⴰⵙⵡⴰⴹⵓ
ⵛⵓⴼⴰⵎⵓⵜⵜⵍⴰⵏⵏⴰⵢⵅⵜⴰⴱⴰⵔⴷⴰⵏⵉⴳⵏⵜⴰⴷⴰⵡⵜⵉⵢⵢⵉⵙ.
ومعنى ذلك:
يا لساني اترك هذا وهات الجديد الذي يطلبه الحضور
انني لست محظوظا عندما حضرت لأنشدا شعرا
تؤلمني الهموم التي تنتابني لقلة محبي الكلمة الموزونة
فصبرا يا نفسي فالهموم علي تكاثرت وتثاقلت علي
…………………………………………………….
مثل الأحرار كالجمل الكبير يبدو من بعيد
يضربونه لركبتيه كي ينحني ويكثرون عليه الاحمال
وطريقه صعبة والأرض غير مستوية
تساوت العقبات والانحدارات لكثرة انزلاقه
……………………………………………….
الأحرار يعانون كمثل الفرس المقيد الى المحراث
فيا أيها السلاح أحزن والراكب راجلا
والسرج حزين وضعوه على ظهر البغل
ما هذا الابتلاء رأيت البردعة على ظهر الحصان.
ويقول أمدياز حمو موعمو من عين اللوح:
ⵓⵔⴷⴰⵜⵀⵡⵓⵖⴰⵎⵏⴽⴽⵉⵏⴰⵎⵓⵎⵥⴹⴰⵡ
ⵍⵍⴰⵢⵉⵄⴷⴷⵉⵍⵉⴼⵉⵍⴰⵏⵅⴼⵓⴼⴳⴳⴰⴳ
ⴽⵓⵏⵏⵓⵄⵉⴳⴰⵜ, ⵉⵎⵅⴰⵍⴰⴼⵓⵄⵉⵎⵎⵙⵡⴰ
ⴰⴽⴰⵙⵉⵖⴰⵢⵓⵎⵍⵉⵍⴰⵔⵉⵙⵙⵏⵜⵜⵕⵛⴰⵎ
ⵀⴰⵛⴰⵣⴳⵣⴰⵖⵓⵔⵖ, ⵉⵍⵍⴰⵖⵓⵔⵉⵡⵓⵡⵔⴰⵖ
ⵢⵉⵍⵉⵢⵓⴽⴽⵓⵔⵉⵃⵍⵉ, ⵉⴳⴰⵍⵍⵓⵏⵏⵏⵙⴰⴱⵅⵅⴰⵏ
ⵓⵏⵏⴰ, ⵓⵔⴷⴰⵜⵜⵜⵄⴰⵛⴰⵔⵖⵎⴰⵢⵜⵔⵉⵖ
ⵔⵉⵖⵍⴼⴰⵍⵏⵍⵅⵉⵔⴰⵕⴱⴱⵉⵜⵜⵔⵖⴰⵛ
ⴳⵉⵢⵉⵜⵜⴳⵢⵉⵍⵉⵏⵡ, ⵓⵍⴰⵡⵉⵃⴰⴹⵕⵏⵉⵏ
ⵓⵏⵏⴰⴷⵉⴷⴷⴰⵏⴰⴼⵏⵍⵎⴰⵏ, ⵉⵎⵎⴰⵏⵍⵎⴰⵏ…
ومعنى ذلك:
أنا مثل النساج لا أخطئ
فوق المنسج أسوي خيوطي
لا خيط يشبه غيره وليس مثله
أخطط بالأبيض إذا ما أخذته
وهذا الأخضر ولدي الأصفر
وآخر أسود غير مرغوب فيه
فلن أستعمله لأني أكرهه
لأني أريد فألي أن يكون حسنا
لي ولكل الحاضرين بجانبي
من جاء الينا ومن غادر يلقى سلاما…
وفي قصيدة أخرى للشاعر الراحل بوعزا نموسى يقول فيها:
ⵎⴰⵏⵉⵡⴰⵖⵔⴰⵉⵢⵇⵇⵉⵍⵍⵍⵃⴷ, ⴰⵍⴰⵃⴱⴰⴱ
ⵉⴷⴷⴰⴷⵓⵢⴰⴷⴰⵍⵖⵓⵔⵉ
ⵓⵏⵏⴰⴽⵉⵃⴹⴰⵏⵍⵎⵉⵄⴰⴷ, ⵃⴹⵓⵢⴰⵙⵜ
ⵓⵔⵜⵜⴰⵏⴼⴷⵉⴱⵓⵡⵎⵔⵡⴰⵙ.
ⴰⵡⴰⴷⴰⵢⴽⵔⵔⵣⵏⴰⵛⴰⵍⴱⵍⴰⵉⴼⵙⴰⵏ,
ⵜⵔⵉⴷⵚⵚⴰⴱⴰⵓⵔⵉⵍⵍⵉⵏ
ⵔⴰⵄⴰⵉⵙⵖⵓⵔⴽⵎⴰⵎⵉⵜⴳⴳⴰⴷⴰⵏⵔⴰⵔ.
ⵓⵍⴰⵜⵉⵡⵉⴷⴰⵙⵏⵉⵢⵛⵡⵡⴰⵍⵏⴰⵖⵓ
ⴽⴽⴰⵜⵏⵉⵎⴳⵯⵔⴰⵏⴰⵢⵏⵓⵔⵉⵣⵔⵉⵄ
ⵓⴼⵓⵙⵏⵏⵙⵉⴱⵓⵜⵃⵕⵕⴰⵜ.
ومعناها:
لا أحد سينساه الموت يا أحبابي
دوري ات لا محالة قادم
الموت يحفظ موعده معه فاحفظه
ولا تنساه فإنه دين عليك
يا من يحرث الأرض دون بذر الحبوب
هل تريد المحصول غير الموجود
انظر هل لديك البيدر والمحصول
فإن المناجل لن تحصد حقلا قاحلا
لم تزرعه قط يد الفلاح.
وأسوق مثالا اخر لشاعر برع في النظم وقرض الشعر، الشاعر محمد أجيضاض الملقب ب: (أجانا)، يقول:
ⵉⵡⴰⵏⴰⴹⵕⴰⵜⴳⵡⴰⵡⴰⵍ, ⴰⵡⵉⵏⵏⴰⵉⵜⵜⵙⵎⵎⴰⵄⵏ
ⴰⴼⵓⴷⵉⵏⵓⴰⵅⴼⴷⵉⵡⵉⵅ, ⵉⴷⴷⴰⵍⴰⵜⵜⵏⴰⵇⵇⴰⵙⵏ
ⵏⴱⴷⴰⵍⴰⵜⵜⴷⵔⵓⵙⵅ, ⴳⵉⵅⴰⵎⵕⵕⴰⵢⵏⵜⵛⵎⵄⵉⵢⵜ
ⴷⴷⵓⵏⵉⵜ, ⵖⴰⵙⴷⴷⵓⵏⵉⵜ, ⴷⴷⵓⴰⵍⴽⴹⴼⵓⵕⵅ
ⵛⵃⴰⵍⴰⵢⴷⵉⴳⵙⴷⵓⴼⵉⵖ, ⴷⴷⴰⵏⵉⵇⵇⵕⵉⵏⵏⵉⵏⵡ
ⴰⵔⴰⵡⵏⵏⵙⵏⴰⵖⵔⴷⴰⵏⵜⵜⵓⵖⴰⵔ, ⴰⵔⵙⴰⵡⴰⵍⵅ
ⵓⴷⵊⴰⵏⵉⵜⵏⵉⴷⵉⵎⵣⵡⵓⵔⴰⵏⵏⵙⵏ, ⴰⵎⵉⵜⵏⴽⴽⵓⵙⵅ…
ترجمة هذه الأبيات كالتالي:
تمعنوا في كلامي يا مستمعين
عن قواي أتحدث قد تناقصت
أذوب مثل الشمعة أنا
اشتعلت النار في دواخلي واحترق الخيط
الحياة، وما الحياة سوى ارحل فسوف أرحل
كم وجدت من أناس رحلوا مات اقراني
أبناؤهم اليوم يدعونني لأنشد شعرا
كأني ورثتهم عن ابائهم الذين رحلوا
ومن الشعراء المعاصرين أسوق مثالا من قصيدة للشاعر موسى أو عثمان يقول فيها:
ⵏⴽⴽⴰⵏⵛⵛⴰⴷ(ⴰⵎⴷⵢⴰⵣ) ⴰⵢⴳⵉⵅⴰⴷⵙⵙⵉⵡⵍⵅ
ⴰⴷⴷⴰⵢⵏⴰⵏⵏⵉⵎⴰⵅⵉⵙⵙⵏⵖⴰⵏⵓⵍ
ⵍⵍⵉⵅⴳⵡⵉⵏⵏⴰⵉⴹⵕⵕⴰⵏⵉⵍⴰⵣⵎ
ⴰⴷⴰⵍⵍⵅⵉⵢⵓⵏⵏⵏⴰⴹⵕⵕⴰⵏⵉⵏ
ⵜⵥⵥⴰⵢⵉⵜⴰⴳⴳⵯⴰⵜⵜⵥⵥⴰⵢⵉⵢⵉⵜⵙⵎⵏⵉⴷⵉ,
ⵉⵜⵙⵓⵔⵉⵏⵏⴰⵅⵜⵜⵓⵜⵉⵏ
ⵏⴽⴽⵍⵎⵙⴽⵉⵏⴰⴷⵔⵓⵅⵉⵢⵅⴼⵉⵏⵓ
ⴰⴷⴰⵍⵍⵅⵉⵡⴰⵔⵡⵍⵎⵙⴰⴽⵉⵏ
بمعنى:
أنا الشاعر أتكلم عندما أرى ما يدمي قلبي
أنا المظلوم وأبكي حالي وحال كل مظلوم
حملي ثقيل وحمل أولئك ثقيل وآخرون سقطوا
أنا المعوز أبكي لحالي وحال كل الفقراء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(°) باحث في اللغة والأدب الأمازيغيين: وشاعر من إصداراته: ديوانان شعريان باللغة الأمازيغية: ⵢⵓⵍⵉⴷⵡⴰⵙⵙ– – ⴰⵏⵣⴳⵓⵎⵏⵓⵎⴰⵜⴰ، ودراسة نقدية حول الشعر الأمازيغي: “ملامح القصيدة الأمازيغية بالأطلس المتوسط”
تعليقات
0