خنيفرة: وزارة الداخلية تحسم الجدل الدائر حول “مهرجان أجدير إيزوران” بالتأشير على اتفاقية للتنشيط الثقافي والسياحي

352٬007
  • أحمد بيضي
في خضم الجدال الدائر بين منظمي “مهرجان أجدير إيزوران” ومسؤولي الجهة، حول عملية الدعم، خرجت “مؤسسة روح أجدير الأطلس”، بخنيفرة، صباح اليوم السبت 29 يوليوز 2023، ببلاغ تعلن فيه “تلقيها بارتياح كبير مبادرة التأشير على الاتفاقية المتعلقة بالتنشيط الثقافي والسياحي لإقليم خنيفرة من طرف المصالح المركزية لوزارة الداخلية”، موجهة “شكرها لوزير الداخلية، ولباقي المسؤولين بالإدارة المركزية”، على ما وصفته ب “الالتفاتة ذات الأبعاد التنموية والثقافية والعلمية”، وفق بلاغ جرى تعميمه على الرأي العام.
وفي ذات السياق، قالت “مؤسسة روح أجدير الأطلس”، ضمن بلاغها دائما، أنه “بالنظر إلى كونها معنية بهذه المبادرة، فإنها تعتبر التنزيل الفعلي والعملي لمضامينها من شأنه أن يساهم في تكريس العدالة المجالية”، و”يعزز الدينامية الثقافية والسياحية بالإقليم الذي يزخر بمؤهلات إيكولوجية ورمزية تستوجب استدامة التثمين والتأهيل”، مع توخيها من وراء هذه المبادرة “تحقيقا فعليا للمحطات والبرامج التي بلورتها المؤسسة بتنسيق مع مختلف شركائها”، على حد مستهل البلاغ.
كما جددت المؤسسة بالمناسبة التأكيد على مجموعة من النقاط، منها “استحضارها الخطاب الملكي السامي بأجدير (إقليم خنيفرة)، يوم 17 أكتوبر 2001″، على اعتبار أن “تخليد هذا الخطاب يستوجب الاهتمام المتواصل بعمقه الحضاري والاستراتيجي الذي تتجلى مبادؤه الكبرى في التنصيص على المكانة الريادية للغة والثقافة الأمازيغيتين كرافد أساسي للشخصية المغربية، وكمكون رئيسي في المنظومة الثقافية الوطنية للمملكة المغربية، واللذين لا محيد عنهما في تعزيز مرتكزات المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي”.
وعليه، شددت المؤسسة على أن “رمزية أجدير التي يجسد الخطاب الملكي السامي حمولتها التاريخية والحضارية والثقافية، لا يقف مداها عند أفق محلي ضيق، بل إنها معلمة وطنية أساسية يتعين الاسترشاد بها في مسار المبادرات التي تتوخى التنمية الثقافية والاجتماعية للمناطق الجبلية”، وفق نص البلاغ أكد في نقطة موالية أن “الاستثمار في الثقافة واقتصاد المعرفة ضرورة حيوية بالنسبة لهذه المؤسسة، وذلك انطلاقا مما يزخر به إقليم خنيفرة ويحفل به الأطلس المتوسط من موارد رمزية، وتراث ثقافي معزز بركائزه التاريخية والإيكولوجية والإنسانية”.
وعلى هذا الأساس، رأت المؤسسة ذاتها أن “المبادرات الثقافية والفنية والعلمية التي قامت بإنجازها، والتي ستنجزها في غضون سنة 2023، بتنسيق كامل مع شركائها المؤسساتيين، ولاسيما الدورة الرابعة لمهرجان أجدير إيزوران الدولي بأجدير وخنيفرة، وأنطولوجيا الموسيقى الأمازيغية بالأطلس المتوسط، تؤشر بحق على أولوية الثقافة كبوابة لاستدامة التنمية في أبعادها ومستوياتها المتعددة”، يضيف البلاغ الذي لم يفت المؤسسة ضمنه الحرص على “ضرورة تنظيم مهرجانها تحت الرعاية السامية لجلالة الملك في شقيه العلمي والثقافي”.
وعلاقة بالموضوع، أوضحت مؤسسة روح أجدير الأطلس” أن ما ستكون عليه مضامين الدورة الرابعة لهذه السنة، من خلال الوقوف على الدلالات والأبعاد الحضارية والمستقبلية للخطاب الملكي بأجدير، سينطلق عبر “تخليد الذكرى الثانية والعشرين لهذا الخطاب، وتثمين القرار الملكي السامي بجعل رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية”، حيث “تتضمن هذه الدورة فقرات ثقافية وفنية تستوحي في أغلبها أهمية ومكانة الجبل في الذاكرة الرمزية لساكنة الإقليم وللأطلس المتوسط”.
كما تنبني فقرات برنامج الدورة، وفق البلاغ دائما، على “إبراز مكانة التراث غير المادي باعتباره رافعة للابتكار الثقافي والتنمية الترابية”، كما أنه “بالنظر إلى المنحى النوعي الذي ستتخذه الدورة الرابعة للمهرجان، فإن التنسيق مع الشركاء المؤسساتيين والأكاديميين قد أفضى إلى برمجة ندوة وطنية علمية حول “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني”، وتدشين “برنامج للبحث العلمي المتعدد التخصصات حول الجبل: الأطلس المتوسط نموذجا“، واعتبارا لانفتاح المهرجان على الكفاءات والموارد الجهوية والوطنية والدولية، فإن دورة هذه السنة “ستحتفي بدولة السينغال كضيف شرف بحكم العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمع المغرب بهذا البلد الشقيق”.
وعلى مستوى آخر، أشارت المؤسسة لنقطة ضمن برنامج دورة المهرجان تتعلق ب “إنجاز أنطولوجيا الموسيقى الأمازيغية بالأطلس المتوسط، وذلك بهدف التوثيق العلمي والمرجعي لأنماط موسيقية وغنائية وشعرية أبدعتها رائدات ورواد الموسيقى الأمازيغية بالأطلس المتوسط”، كما يرتبط هذا الإنجاز ب “ضرورة التعريف بالمضامين والأبعاد الإنسانية والوجدانية والتاريخية لهذه الموسيقى على أوسع نطاق، واستثمار ذاكرتها الفنية والإبداعية من أجل تثمين وتطوير هذا الحقل الغنائي والموسيقي، وإبراز جمالياته في النظم والإيقاع والأداء”.
وبحسب البلاغ دائما، سيهم المنجز المتعلق بأنطولوجيا الموسيقى الأمازيغية بالأطلس المتوسط “ما قد يترتب عن تحقيق هذا المشروع من إقلاع بالموسيقى الأمازيغية في الأطلس المتوسط، والارتقاء بها من المحلية إلى العالمية، مع ما يتطلبه ذلك من مواكبة علمية وتدبير فني واعد وتأطير معزز بالوسائل التقنية والرقمية الجديدة، وذلك على غرار ما تم إنجازه بالنسبة للأندلسيات وموسيقى الروايس والعيطة وفنون كناوة وغيرها من الألوان الموسيقية الوطنية”، وفق البلاغ.
وإذ تود “مؤسسة روح أجدير الأطلس”، بخنيفرة، إثارة الانتباه إلى أهمية ما وصفته ب “الاستحقاقات الثقافية والفنية والعلمية بالنسبة لساكنة وزوار إقليم خنيفرة”، فإنها “تلح على أن تنزيلها وتنفيذها حق مشروع يتعين تعبئة الموارد والإمكانيات الضرورية لذلك، وإنصاف فعلي للإقليم كمكون ترابي من مكونات جهة بني ملال خنيفرة”، فيما زادت المؤسسة فأكدت، في بلاغها، على “أن الإسناد العملي لمبادراتها الثقافية والعلمية ضرورة يحتمها الضمير الوطني الحي، وتزكيها الرؤى والمقاربات الترابية المنصفة والمتوازنة”.
error: