وفاة المعارض الروسي نافالني في سجنه في القطب الشمالي

15٬892

توفي المعارض الروسي الأبرز والعدو الأول للكرملين أليكسي نافالني الجمعة في سجن الدائرة القطبية الشمالية قبل شهر من الاستحقاق الرئاسي الذي سيرسخ حكم فلاديمير بوتين أكثر.

ووفاته عن 47 عاما بعد ثلاث سنوات من الاعتقال ومحاولة التسميم التي اتهم الحكومة بها، تحرم المعارضة من قائدها، بعد ان مارست السلطات الروسية قمعا بلا رحمة لمنتقديها، لا سيما منذ بدء الهجوم على أوكرانيا قبل عامين.

ولم تقدم السلطات الروسية أي تفاصيل تقريبا عن ظروف وفاة نافالني واصدرت بيانا مقتضبا للتأكيد أنها فعلت كل شيء لإنعاش هذا الرجل الهزيل الذي تراجعت صحته بسبب تسميمه وسجنه، بعد شعوره بالإعياء.

وأفادت سلطات السجون لمنطقة يامال في القطب الشمالي في بيان “في 16 فبراير 2024 شعر السجين نافالني أ.أ. بوعكة بعد نزهة وفقد الوعي بشكل شبه فوري”.

وأضافت “كل إجراءات الانعاش اتخذت لكن لم تعط نتائج إيجابية.

وأكد أطباء الطوارئ وفاة السجين ويجري التثبت من أسباب الوفاة”.

وقال المستشفى المجاور للسجن في بلدة لا بيتنانغي، إنه تم إرسال مسعفين إلى المكان خلال سبع دقائق بعد تلقي اتصال من معسكر الاعتقال.

وذكر لوكالات أنباء روسية إن “الأطباء الذين وصلوا إلى المكان واصلوا عمليات الإنعاش التي كان باشرها أطباء السجن واستمروا فيها لأكثر من 30 دقيقة، إلا أن المريض توفي”.

وذكرت وكالة أنباء ريا نوفوستي الجمعة أن نافالني شارك عبر الفيديو الخميس في جلستي استماع أمام محكمة في منطقة فلاديمير وأنه لم يشك من حالته الصحية.

وقالت والدة نافالني، ليوميلا نافالنايا، “رأيت ابني في 12  في المستعمرة (الجزائية)، التقينا. كان حيا وبصحة جيدة وبشوشا”، وفق ما كتبت على فيسبوك بحسب صحيفة “نوفايا غازيتا”.

وكان الناشط البالغ 47 عاما يمضي عقوبة بالسجن 19 عاما بعد إدانته بتهمة “التطرف” في سجن ناء في المنطقة القطبية الشمالية من روسيا في ظروف بالغة الصعوبة. واعتبرت محاكماته الكثيرة ذات دوافع سياسية ووسيلة لمعاقبته لمعارضته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وحذرت سلطات موسكو الجمعة سكان العاصمة الروسية من اي تظاهرات “غير مرخصة” بعد اعلان وفاة نافالني.

وقالت النيابة العامة في موسكو ان “تنظيم اي تجمعات غير مرخصة والدعوات الى احداث مماثلة او المشاركة فيها تشكل تجاوزا اداريا”، محذرة “من أي انتهاك للقانون”.

وفي عدة مدن في البلاد، نفذت حملة اعتقالات.

وأعلن التلفزيون الروسي الوفاة بشكل مقتضب بعيد بث قناة روسيا 24، جلسة أسئلة وأجوبة مع طلاب وعمال شارك فيها بوتين خلال زيارة مصنع.

وفي جلسات مختلفة في المحاكمات التي شارك فيها عبر الفيديو في الأشهر الأخيرة، بدا أليكسي نافالني الأشقر طويل القامة ذو العينين الزرقاوين الثاقبتين، هزيلا وظهرت عليه علامات التقدم في السن.

ونظمت عدة تظاهرات شارك فيها روس يقيمون في الخارج، في وارسو وفيلنيوس وبرلين، تكريما لنافالني وتنديدا بالسلطات الروسية.

وقالت المحللة السياسية الروسية تاتيانا ستانوفايا ان التهديد الذي تعرض له نافالني كان “واضحا” منذ عودته إلى روسيا مطلع 2021، حيث تراجعت صحته بسبب الإضراب عن الطعام والتسميم الذي تعرض له ونجا منه بأعجوبة.

واضافت لوكالة فرانس برس “السؤال الآن هو ما إذا كانت السلطات ستبالغ في القمع. إذا تصرفت بدافع الخوف وبدأت تنفذ قمعا عنيفا ستقوض استقرار وصلابة النظام”.

وفي فيلم مخصص له صدر عام 2022، ترك نافالني “وصية” للروس في حال وفاته، قائلا “لا ترضخوا!”.

وعانى نافالني مشاكل صحية متتالية بسبب إضراب عن الطعام وعملية تسميم تعرض لها في 2020 ونجا منها بأعجوبة.

وكما بايدن اعتبر الاتحاد الأوروبي أن “النظام الروسي هو المسؤول الوحيد” عن وفاته فيما دعت الأمم المتحدة إلى “إنهاء الاضطهاد” في روسيا وطلب أمينها العام إجراء تحقيق “ذي صدقية”.

ويبدو فوز الرئيس الروسي مضمونا مع زج المعارضين مثل نافالني في السجن أو حملهم على مغادرة البلاد في السنوات الأخيرة والقمع الذي تنامى منذ بدء الهجوم الروسي في اوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022.

error: