الرئيس الإيطالي يكلف كونتي للمرة الثانية بتشكيل الحكومة: مسار أزمة سياسية وسط تخوفات من دخول البلاد إلى النفق المسدود
أنوار بريس: إعداد عبد المولى البصراوي
طلب الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا اليوم الخميس من أستاذ القانون جوزيبي كونتي الذي يفتقر للخبرة السياسية تشكيل حكومة للمرة الثانية في ثمانية أيام، لكنه قبل على الفور هذه المرة وقال إنه سيقدم للرئيس تشكيلته الوزارية قريبا.
وقال المتحدث الرئاسي أوجو زامبيتي إن الحكومة ستؤدي اليمينيوم الجمعة في روما. وبعد أداء اليمين، سيلتمس كونتي ثقة البرلمان، حيث يملك داعموه في الائتلاف الحاكم- حزب الرابطة اليميني المتطرف وحركة 5-نجوم المناهضة للمؤسسات- الأغلبية في مجلسيه.
ومن المرتقب أن يعلن عن تشكيلة الحكومة أمام وسائل الاعلام الوطنية والدولية حيث حظي حزب خمسة نجوم بثمانية حقائب وزارية في مقدمتها دي مايو وزير العمل بخلاف حزب سالفيني بستتة حقائب ضمنها الداخلية التي سيترأسها سالفيني .
مسار صعب وتحديات كبيرة
ففيما يبدو أنه محاولة جديدة لتشكيل حكومة وحدة ترضي رئيس الجمهورية الإيطالية الذي يطالب بضمانات حول بقاء البلاد في منطقة اليورو، أطلقت حركة خمس نجوم (مناهضة للمؤسسات) والرابطة (يمين متطرف) مشاورات الفرصة الأخيرة بالاتفاق مع الرئيس سيرجو ماتاريلا، جمد رئيس الوزراء المكلف تشكيل حكومة خبراء لتصريف الاعمال قبل الانتخابات الجديدة، كارلو كوتاريلي المسؤول الكبير السابق في صندوق النقد الدولي، انشطته لافساح المجال امام المشاورات.
وقد أهملت فكرة تشكيل حكومة ائتلافية بين الرابطة وحركة خمس نجوم مساء الاحد اثر اعتراض الرئيس ماتاريلا على تعيين باولو سافونا وزيرا للاقتصاد والمال، الذي يعتبر اليورو “سجنا المانيا”.
ومساء الاربعاء اقترح لويجي دي مايو تسوية : ابقاء سافونا لكن اسناد اليه حقيبة اخرى وتعيين مكانه شخصية تتمتع بالثقل نفسه. وهو اقتراح “يدرسه ماتاريلا بعناية” بحسب دوائره.
وماتيو سالفيني الذي جدد حملته الاربعاء بزيارات الى توسكانا وليغوريا، فتح الباب مجددا امام المشاورات. والغى حوالى 10 تجمعات مقررة الخميس في لومبارديا ليعود الى روما.
وجوزيبي كونتي المحامي الذي اختاره دي مايو وسالفيني لقيادة حكومة وحدة، كان في فلورنسا صباحا على ان يعود الى روما بحسب الاعلام.
ويريد سالفيني تحريك البرنامج المشترك وتم التفاوض بشان الفريق مع احتمال ضم حزب “فراتيلي ديتاليا” الصغير من اليمين المتطرف برئاسة جورجيا ميلوني وسيوسع اعضاؤه ال18 في مجلس الشيوخ غالبية خمس نجوم والرابطة في هذا المجلس. والغت ميلوني التجمعات التي كانت مقررة للعودة الخميس الى روما.
حتى وان بقي باولو جنتيلوني رئيس الحكومة المنتهية ولايته في منصبه، ثمة استحقاقان يؤكدان ان الوقت بات ضيقا : ايطاليا بحاجة لرئيس وزراء للعرض العسكري السبت بمناسبة العيد الوطني ولقمة مجموعة السبع الاسبوع المقبل في كندا.
وعلى رغم اجواء الغموض التي طبعت نهار الاربعاء، سجل انتعاش طفيف في أسواق المال التي تقلبت كثيرا في الايام الاخيرة.
وارتفعت بورصة ميلانو ب1% ظهرا بعد ان اغلقت على ارتفاع الاربعاء ب2% والفارق بين الفوائد الايطالية والالمانية على 10 سنوات الذي تخطى عتبة ال300 نقطة الثلاثاء، تراجع الى 233 نقطة.
وبحسب استطلاع للرأي اجراه معهد ديموبوليس الثلاثاء والاربعاء اعرب 54% من المستجوبين انهم “قلقون” من الوضع السياسي و30% انهم “غاضبون” و11% “خائبون” و5% “واثقون”.
وفي صحيفة “لا ريبوبليكا” نشر لوبو راتاتسي المقاول العضو في اسرة انييلي الشهيرة التي تملك شركة “فيات” لانتاج السيارات، مقاطع من خطة سافونا البديلة.
وسأل “هل ابلغتم ناخبيكم بان الخطة البديلة المزعومة تفضي الى تراجع القدرة الشرائية في العامين اللذين يليان. وان الاكثر ثراء الذين يستطيعون الاستثمار في الخارج سيستفيدون فقط منها؟”.
وبحسب استطلاعين نشرهما الاعلام الايطالي يرغب 60 الى 72% من الايطاليين البقاء في منطقة اليورو. لكن دي مايو يؤكد ان حركة خمس نجوم لا ترغب في الخروج من اليورو. اما موقف الرابطة فاقل وضوحا اذ لا يريد سالفيني الخروج الاحادي من منطقة اليورو لكنه يعتبر العملة الواحدة فشلا سيتعين على الاتحاد الاوروبي التخلي عنها عاجلا ام آجلا.