الاقتصاد يشهد وضعا غير مسبوق والكراوي يدعو لاعتماد “الذكاء الاقتصادي” ترابيا

9٬070
التازي أنوار

قال إدريس الكراوي رئيس مجلس المنافسة، “إن الذكاء الاقتصادي، الذي يتم اعتماده في المجال الترابي، يمكن من بلوغ العديد من الأهداف في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية وغيرها”، مؤكدا على أنه بإمكانه المساهمة في تعزيز أفاق التطوير الترابي في إفريقيا.

و في مداخلة له خلال جلسة في موضوع “آفاق التطور الترابي، نظرات إفريقية” نظمت في إطار الملتقى الثاني لمنتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، الخميس 20 يونيو الجاري، أوضح الكراوي رئيس منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي أن الذكاء الاقتصادي يساهم في تعزيز قدرات الدول والجماعات الترابية والمقاولات والجامعات ومراكز البحث والفاعلين الجمعويين، من أجل فهم وتحليل البيئة التي يعملون في إطارها، بهدف زيادة قدرتهم على التكيف مع الحقائق المتغيرة لهذه البيئة، مشيرا إلى أن الذكاء الاقتصادي يمكن كذلك من امتلاك الوسائل والأدوات اللازمة لحفظ الموروث المعلوماتي وحماية الهيئات والمنظمات من المخاطر الرئيسية والتقلبات وحالات عدم اليقين بشكل عام، مما يساعد على ضمان السيطرة الاستباقية على الكوارث من جميع الأصناف وبشكل مترابط لتحقيق الأمن الشامل للمجال الترابي.

وأضاف المتحدث، أن الذكاء الاقتصادي يمكن من توقع واستباق التطورات المستقبلية في هذه البيئة وتحديد استراتيجيات المنافسين الشرعيين والأعداء المحتملين، ما يؤدي إلى تعزيز قدراتهم في مجال اليقظة الاستراتيجية، فضلا عن أنه يوفر الظروف اللازمة للخلق والابتكار من أجل رفع الأداء العام لهيئاتهم.

وأوضح أنه بالرغم من التناقض الذي قد يظهر، فإن العولمة تتم مواكبتها اليوم من خلال تجدد الاهتمام بالمجالات الترابية وتدبير قضايا التنمية عن قرب، متسائلا عن الدور الذي يمكن أن يضطلع به الذكاء الاقتصادي الترابي في مجال تحسين وتقوية تنافسية المقاولات والمجالات الترابية في إفريقيا الغد.

ويعتبر ادريس الكراوي، أن إعادة توطين الشبكات الكبرى عبر الوطنية، مثل إحداث شركات جديدة، يتم في الوقت الراهن على أساس قدرة المجالات الترابية على تهيئة الظروف من أجل جذب أمثل للمستثمرين المحتملين، سواء كانوا مواطنين أو أجانب، موضحا أن المنافسة بين المقاولات في طريقها لأن تتحول إلى منافسة بين المجالات الترابية المدن والحواضر الكبرى والجهات.

وقال المصدر ذاته، “نشهد وضعا غير مسبوق في الاقتصاد فمن جهة، أضحت المجالات الترابية هي الفاعل الحقيقي للمقاولات، ومن جهة أخرى، فإن محددات القدرة التنافسية لا تتغير فقط بشكل جذري من حيث طبيعتها، بل إنها تنتقل من منافسة حول أسعار وجودة المنتوجات والخدمات إلى منافسة تبرز مفاهيم القرب والحركية ونوعية المؤسسات والمنظمات والإدارة وغيرها”.

ويتوخى هذا الملتقى الذي تشارك فيه 26 دولة إفريقية، و الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال الفترة ما بين 19 و23 يونيو الجاري، تسليط الضوء على واقع التجارب الوطنية الإفريقية بشأن الذكاء الاقتصادي الترابي، من خلال مقاربة أكاديمية وسياسية وعلمية.

error: