“أنا القبطان” خفقة قلب من جنوب الصحراء إلى إيطاليا

9٬496

عبد الرحيم الراوي

بعد اليوم الثاني على انطلاق الدورة 29 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، تم يوم الإثنين 29 أبريل عرض فيلم “أنا القبطان” للمخرج الإيطالي ماتيو جاروني بقاعة أفينيدا، وذلك في إطار الأفلام المبرمجة ضمن فقرة “خفقة قلب”.
يحكي الفيلم قصة شابين “سيدو” و “موسى” مواطنان ينحدران من السينغال، قررا الهجرة إلى أوروبا لملامسة الحلم الوردي وتحسين ظروفهما الاجتماعية، لكنهما لم يعلما أن الطريق إليها عبارة عن جحيم، وأن ذلك الحلم قد يتحول إلى كابوس، خاصة وأنهما شابان في مقتبل العمر (16 سنة)، ومن تم تبدأ المعاناة في الحدود مع النيجر وعبر صحراء ليبيا، بعد أن سقطا كرهينتين صحبة العديد من المهاجرين غير الشرعيين في خيوط مافيا تتاجر في البشر لشراء المعدات الحربية..

تطرق المخرج في هذا الفيلم إلى العديد من المواضيع القيمة من خلال شخصية سيدو (سيدو سار مصطفى) كالفقر الذي يدفع بالشباب إلى الارتماء في حضن المغامرة، وعبور الصحراء وركوب أمواج المحيط لمعانقة الحلم الذي يبدو كالسراب، وهو يخاطر بحياته في رحلة نحو المجهول، قد تنتهي نتيجتها إما بالموت تحت الشمس الحارقة، أو القتل على يد المافيا والعصابات المنتشرة في دول الجوار او الغرق في أعالي البحار أو العودة إلى الوطن بندوب أو جراح أو حتى بعاهات مستديمة، أما النجاح في العبور إلى الضفة الأخرى، فتبقى نسبته ضئيلة ومكلفة.
في المقابل ركز المخرج على شخصية “سيدو” بطل فيلم “أنا القبطان” الذي نجح في نهاية المطاف، قيادة المركب الذي كان يقل العشرات من الأطفال والنساء والشباب من جنوب الصحراء، علما أن “سيدو” لم يسبق له في حياته أن تولى قيادة أي مركب من المراكب.

يعتبر المخرج الإيطالي من المخرجين الشباب الذين برزت أسماؤهم بقوة في السنوات الأخيرة من خلال بعض الأعمال التي نالت جوائز دولية، نذكر من بينها فيلم “كومورا” (2008) والذي فاز بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم في المهرجان السينمائي “كان”، وفيلم “واقع” (2012) والذي فاز في نفس المهرجان بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم أيضا.

error: