الفيلم الفلسطيني “بيت في القدس” يثير إعجاب جمهور مهرجان تطوان للسينما

10٬620

عبد الرحيم الراوي

“مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط أصبح قبلة للسنفيليين في العالم، كما هو الشأن بالنسبة للقدس التي تعتبر قبلة للمؤمنين ومحبي السلام فوق الأرض”

بهذه العبارة قدم مدير “بيت الشعر بتطوان” مخلص الصغير فيلم “بيت في القدس” للمخرج الفلسطيني مؤيد عليان، والذي تم عرضه بقاعة أفينيدا، على هامش الدورة 29 لسينما البحر الأبيض المتوسط التي تنطلق فعاليتها في الفترة الممتدة ما بين 27 أبريل إلى غاية 4 ماي 2024.

يحكي الفيلم قصة طفلة اسمها “ريبيكا” انتقلت مع أبيها إلى القدس، بعد أن فقدت والدتها في حادثة سير مأساوية، لتستقر في بيت كبير يقع في حي معروف بوادي الأشباح.

وهي تتجول في حديقة البيت، وجدت “ريبيكا بئرا مغطى بباب حديدي، أخذها فضولها الطفولي إلى معرفة ما بداخله، فوجدت دمية تطفو على سطح الماء بزي تقليدي يمثل التراث الفلسطيني، أخذتها ريبيكا واعتنت بها علها تجد فيها صحبة طيبة تعوض فراغها بالأنس، ومنذ ذلك الحين، ترصد “ريبيكا” أصواتا في البيت الفخم، أخذت تتعقبها إلى أن اكتشفت طفلة تخرج من البئر، وهي تبحث بإصرار عن دميتها التي تخلص منها والد ريبيكا بدعوى أنها قديمة ومليىة بالأوساخ .

 في البداية كان الأمر مخيفا بالنسبة لريبيكا، التي حاولت اقناع والدها بوجود شخص ثالث في البيت، لكنه لم يكن يصدقها واعتقد أن طفلته تعاني من اضطرابات نفسية بسبب صدمة غياب الأم، فعرضها على اخصائية في الطب النفسي.

وجدت ربيكا نفسها أمام إشكالية أخرى، وأخذت تبحث عن وسيلة لوضع حد لمعاناتها، فكان عامل البراءة والعفوية أساسيا في التواصل مع طرف مجهول الهوية، فكانت خطوة نحو تأسيس علاقة حميمية بين الطفلة الشبح وريبيكا المفعمة بالحياة.

قررت ربيكا البحث عن السيدة الوحيدة التي تصنع تلك الدمى في بيت لحم كي تهديها إلى طفلة البئر، أخذت الأحداث والمواقف تتسارع إلى أن انكشف أمر غريب قلب القصة رأسا على عقب، إذ تبين في نهاية المطاف، أن السيدة الوافدة من بيت لحم هي تلك الطفلة التي تسكن البئر وأن البيت الفخم كانت تملكه عائلتها التي طردت خارج أسوار القدس خلال حرب النكبة سنة 1948، ومنذ ذلك الحين والطفلة الشبح تختبئ داخل البئر، وتستعمله كملجأ آمن خوفا من الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا والديها وهجروا أسرتها.

في هذا العمل البديع، نجح المخرج “عليان” في دغدغة مشاعر الحاضرين بسينما أفينيدا، حيث سمع صوت البكاء في القاعة من شدة تأثير العديد من المشاهد القوية غمرت قلوب المتابعين بالحب والحزن، خاصة وأن الفيلم يحمل إشارات ورموز ورسائل تتحدث عن القضية الفلسطينية بأسلوب سينمائي بليغ وراق.

يعتبر مؤيد عليان مخرج ومصور سينمائي فلسطيني مقيم في القدس، أكمل دراسته في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة اﻷمريكية ثم عاد إلى فلسطين من جديد، صنع أول فيلم روائي قصير (ليش صابرين) وهو في الثانية والعشرين من عمره، وشارك به في عدة مهرجانات منها كليرمون فيران وبالم سبريجنز ودبي والاسماعيلية، أما أول فيلم طويل له فهو (الحب والسرقة ومشاكل أخرى).

error: