بعد إحالة مقترحات مدونة الأسرة على المجلس العلمي: تنسيقية نسائية تنتظر الملاءمة بين النص والواقع
أحمد بيضي
الأحد 7 يوليو 2024 - 15:02 l عدد الزيارات : 27167
أحمد بيضي
على إثر إحالة بعض مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرةعلى المجلس العلمي الأعلى،التأمت مكونات “التنسيقية النسائية من أجل التغيير الشامل والعميق لمدونة الأسرة”، في اجتماع طارئ، وأجمعت على أن “النظر في بعض مقترحات الهيئة ضامن للمساواة والعدل في كل الوضعياتوالحالات، من طرف أعضاء المجلس العلمي الأعلى، من الضروري أن يراعي مختلف الجوانب والشروط المرتبطة بالتطور الاقتصادي والتحولات الاجتماعية التي مست الأسر المغربية، وشكلت بنيتها الجديدة، من حيثأدوار كل من النساء والرجال داخلها ومكانة كل فرد فيها على حدة، وعلاقته بالرهان التنموي، والنموذجالتنموي الجديد ومغرب الغد، الجدير بنسائه ورجاله”.
كما شددت ذات “التنسيقية النسائية من أجل التغيير الشامل والعميق لمدونة الأسرة” على ضرورة “الانسجام بين القوانين الوطنية فيما بينها وبينها وبين التزامات المغرب تجاه المنتظم الدولي وتطلعالسياسات العمومية وبرامجها إلى تحقيق المشروع المجتمعي الذي يتمتع فيه الرجال والنساء والأطفال بنفسالحقوق، وفق الدستور والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب”، مع “احترام مبدأ المساواة بين الجنسين المنصوص عليه في الدستور، مع ما يتطلبه ذلك من اجتهاد في إعادةالنظر في عدد من المفاهيم والأحكام التي أصبحت غير منسجمة مع واقع المغربيات اليوم”، وفق نص بيان عممته التنسيقية على الرأي العام الوطني.
ويأتي بيان التنسيقية، حسب ما جاء في مستهله، من أجل “اجتهاد متنور يراعي تحولات الواقع وينسجم مع مبدأي العدل والمساواة”، وذلك من خلال التئام عضوات التنسيقية، يوم 1 يوليوز 2024، فياجتماع موسع ضم مكوناتها المتمثلة في حوالي 33 جمعية نسائية وحقوقية فاعلة في مختلف مدن المغرب بمناسبةصدور بلاغ الديوان الملكي بخصوص إحالة بعض مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة على المجلس العلمي الأعلى، وذلك بغاية “التداول في دلالات هذه الخطوة، والتأكيد على انتظارات الحركة النسائية المغربيةبشأن التغيير المرتقب الذي سيشمل مدونة الأسرة”، يضيف البيان.
وبعد اطلاع مكونات التنسيقية على مضمون بلاغ الديوان الملكي، واستحضارها ل “مضامين الرسالة الملكية الداعية لإعادة النظر في مدونة الأسرةبهدف تجاوز الاختلالات التي ظهرت عند تطبيقها القضائي، وملاءمة مقتضياتها مع تطور المجتمع المغربيومتطلبات التنمية المستدامة وتأمين انسجامها مع التقدم الحاصل في تشريعنا الوطني، خلصت إلى تثمين عملالهيئة المكلفة بإعداد المقترحات، والتي حرصت على تضمين تقريرها اقتراحات، تطلب بعضها تعميق النقاشوالرجوع إلى مؤسسة دستورية”، مقابل اعتبار “إحالة بعض المقترحات على المجلس العلمي بصفته مؤسسة دستورية هو إشارة قوية الىاحترام الدستور كقانون أسمى يؤطر العمل التشريعي”.
وفي ذات السياق، رأت “التنسيقية النسائية من أجل التغيير الشامل والعميق لمدونة الأسرة” أن إحالة المقترحات على مؤسسة دستورية “يحتم اعتبار مقتضيات الدستور في كليتها وضرورة اعتماد اجتهادمنفتح وبناء لضمان إعمال كل المبادئ التي ينص عليها وأهمها مبدأي المساواة وعدم التمييز وموجبات تأصيلالخيار الديمقراطي الذي لا رجعة فيه، كما أن هذه الإحالة من شأنها أن تضع حدا لبعض التصريحات التي تستغلالدين من أجل مناهضة أي تغيير لمقتضيات مدونة الأسرة يحقق هدف التجديد والتحديث والملاءمة بين النصوالواقع، وبالتالي يعزز اختيار التغيير الذي يراعي حقوق جميع أفراد الأسرة بدون تمييز”.
وأمام ذلك أعربت التنسيقية عن مدى انتظارها ل “مدونة جديدة عصرية ديمقراطية ومساواتية، تقدم إجابات عادلة للمشاكل التي تواجههاالنساء”، وفي انتظار “أن تتضح معالم مشروع قانون أسرة واضح ودقيق في منطلقاته ولغته ومقتضياته، يقطع بشكلعميق وشمولي مع كل مظاهر الحيف والتمييز المنتهكة للحقوق الإنسانية للنساء والأطفال، كتعدد الزوجات وتزويجالطفلات، وحصر حق الولاية القانونية على الأبناء بيد الأب دون الأم، وحرمان الأطفال من حقهم في نسبأبيهم، والتمييز في الإرث، وعدم ضمان حق المرأة في الثروة الأسرية بشكل منصف وعادل، وغيرها من مظاهرالتمييز التي يتضمنها نص المدونة، لأن الواقع تجاوزها ولم تعد ملائمة للسياق المغربي”.
فيما أكدت “التنسيقية النسائية للتغيير الشامل والعميق لمدونة الاسرة”، في ذات بيانها، أملها الكبير في أن تشكل محطة ” الإحالة على المجلس العلمي الأعلى لبعض مقترحات الهيئة “مناسبة لتعزيز المجهودات الرامية إلى “إعادة النظر في مدونة الأسرة بشكل ينسجم مع اختيارات المغرب والتزاماتهالدستورية والدولية، ومع التقدم المنتظر في مجال التشريع الأسري، الذي ينبغي أن يعد مثله مثل بقية القوانين التيتنظم العلاقات الاجتماعية، ضامنا لحماية حقوق الأفراد دون أي تمييز بسبب الجنس”، وفق نص البيان الذي تم تذييله بتوقيعات الإطارات والجمعيات المكونة للتنسيقة من مختلف مدن المغرب.
لائحة الجمعيات الموقعة
اتحاد العمل النسائي
الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب
الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء
فدرالية رابطة حقوق النساء
جمعية جسور ملتقى النساء المغربيات
الجمعية المغربية لمناهضة العنف ضد النساء
جمعية صوت المرأة الامازيغية
المنظمة المغربية لحقوق الانسان
جمعية التضامن النسوي الدار البيضاء
جمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص / طنجة تطوان الحسيمة
جمعية السناء النسائية بالجديدة
جمعية انصاف الدر البيضاء
جمعية 100% أمهات
جمعية المرأة المناضلة
جمعية نعمة للتنمية
جمعية نساء الجنوب
مركز حقوق الناس المغرب
مركز حقوق الناس سيدي قاسم
جمعية ملتقى المرأة بالريف
جمعية الانوار النسوية للأعمال الاجتماعية والتربوية والثقافية القصر الكبير
جمعية الأيادي المتضامنة من أجل الحق في الكرامة والمواطنة بالعرائش