فيضانات جارفة في ورزازات،تنغير و ميدلت تتسبب في خسائر مادية وبشرية وتعرقل حركة المرور
الظروف الجوية الصعبة تسببت في حالة من الرعب والهلع بين الساكنة ومستعملي الطريق
37٬652
مشاركة
شهدت أقاليم ورزازات وتنغير وميدلت، مساء الجمعة 23 غشت ، تساقطات مطرية غزيرة أسفرت عن سيول جارفة أدت إلى تعطل حركة المرور على عدة محاور طرقية في جهة درعة تافيلالت. هذه الظروف الجوية الصعبة تسببت في حالة من الرعب والهلع بين الساكنة ومستعملي الطريق، حيث كانت الأمطار غزيرة والسيول تجرف كل ما يعترض طريقها، مما جعل التنقل أمراً محفوفاً بالمخاطر.
وأفادت مصادر من السلطات المحلية أن الأمطار الغزيرة أدت إلى فيضانات في عدة مناطق، مما أدى إلى عرقلة حركة المواطنين والمركبات. هذه الأمطار، التي لم تشهد المنطقة مثلها منذ سنوات، جعلت التنقل على الطرقات تحدياً كبيراً، خصوصاً مع تعذر الرؤية الواضحة والانزلاقات الأرضية التي هددت المركبات.
من جهتها، أصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، تفيد بأن زخات رعدية قوية مصحوبة بحبات البرد وهبات رياح شديدة مرتقبة، اليوم الأحد 25 غشت، في عدد من أقاليم المملكة، بما في ذلك ميدلت، فكيك، تنغير، ورزازات، أزيلال، بني ملال وبولمان. وتوقعت المديرية أن تتراوح كمية الأمطار بين 15 و25 ملم، مشيرة إلى أن هذه الظروف الجوية ستستمر من الساعة الواحدة زوالاً حتى العاشرة ليلاً، مما يزيد من المخاوف من تكرار الفيضانات والسيول الجارفة.
وفي سياق متصل، عاشت ساكنة دوار إكرزكى إكرنان بإقليم ورزازات ليلة عصيبة بسبب عواصف رعدية شديدة، نتج عنها هطول أمطار غزيرة وزخات من البرد بلغت سمكها 30 سنتيمتراً. هذه الأحوال الجوية تسببت في انقطاع الطرق المؤدية إلى الدوار وتهديد العديد من المنازل، مما أثار حالة من الذعر بين السكان الذين اضطروا إلى الاحتماء بمنازلهم دون القدرة على الخروج خوفاً من السيول.
وقد أظهرت الصور ومقاطع الفيديو حجم الأضرار التي خلفتها الفيضانات، حيث طالب الفاعلون المحليون بتدخل عاجل للسلطات من أجل فك العزلة عن الساكنة المحاصرة وتقديم المساعدات الضرورية في ظل هذه الظروف الجوية الصعبة.
كما أدت الأمطار الطوفانية المصحوبة بعواصف رعدية وبرد وبرق، والتي استمرت لعدة ساعات ليلة الجمعة 23 أغسطس 2023، إلى خسائر مادية جسيمة في المحاصيل الزراعية. حيث أدى سقوط البرد، الذي كان بحجم غير مسبوق بحيث كانت حبة منه بحجم جوزة أو برقوقة، إلى تدمير الأشجار مثل العنب والزيتون والتين، كما ألحق أضراراً جسيمة بالمزروعات كالفصة والذرة والخضروات، وتحولت العديد من الحقول في الواحات إلى حطام.
وتسببت السيول في قطع الطريق الوطنية رقم 10 في عدة نقاط، خاصة بين قلعة مكونة وجماعة أيت سدرات السهل الغربية، لساعات طويلة. كما أفادت التقارير بانهيار بعض المنازل في دواوير مختلفة، وأمام الخسائر الزراعية الفادحة، أعلن سكان العديد من الدواوير أن مناطقهم منكوبة، وتم قطع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب لأكثر من 12 ساعة.
وفيما يتعلق بالخسائر البشرية، أدت السيول الجارفة إلى وفاة سيدة واختفاء أخرى في دوار أماسين بجماعة اغرم نوكدال بإقليم ورزازات. وذكرت مصادرنا أن فرق الوقاية المدنية والدرك الملكي، بمساعدة شباب القرية، تمكنت من العثور على جثة الضحية، عائشة بوتفادين، التي جرفتها السيول الغزيرة التي اجتاحت مناطق مختلفة من الإقليم، فيما لا تزال الجهود متواصلة للعثور على سيدة أخرى مفقودة تدعى لطيفة بلحسن، جرفتها حمولة واد تامسطينت يوم الجمعة.