خبراء مصريون.. التقارب المغربي الإثيوبي لا يقلق مصر ولا يضر بالمصالح المشتركة للبلدين
المغالطات المنتشرة حول الموضوع من أطراف مهتمة بتوتير العلاقات العربية العربية
64٬631
مشاركة
يسرا سراج الدين
أحدث التقارب العسكري الأخير بين المغرب وإثيوبيا، ردود فعل متباينة وصلت إلى حد الترويج إلى مغالطات يتهم مُروِّجوها، الرباط بالتقرب من أديس أبابا على حساب مصالح مصر التي تشهد علاقاتها مع إثيوبيا توترات كبيرة على خلفية سد النهضة، وتروم هذه الإتهامات التي يقف وراءها ذباب إلكتروني مدفوع من جهات يخيفها التقارب العسكري بين المغرب وإتيوببا، توتير العلاقات المغربية المصرية، وهو ما فطِنت إليه الأوساط المصرية التي دافعت عن مثانة الروابط المغربية المصرية مؤكدة على أن الشراكات الاستراتيجية للمملكة مع دول إفريقيا لا تُقلق القاهرة ولا تمَس بمصالح البلدين المشتركة، مشيرين إلى أن هذا التعاون العسكري يهدف إلى الوقوف ضد التهديدات الإرهابية التي قد تواجه القرن الإفريقي نتيجة ما تعرفه المنطقة من حالة عدم إستقرار، وأيضا لتعبيد الطريق أمام هذا البلد الذي يحتضن مقر الإتحاد الإفريقي لسحب دعمه لما يسمى بجبهة البوليساريو.
وفي هذا السياق أوضح الخبير المصري في الأمن القومي والشؤون الأفريقية، اللواء “محمد عبد الواحد” أن التقارب المغربي الاثيوبي لا يُقلق مصر، مشيرا إلى أنه لم يسبق للتقارب المغربي مع باقي الدول أن أضر بالمصالح المصرية على اعتبار أن مصر والمغرب تربطهما علاقات قوية ويؤيدان مواقف بعضهما في مختلف المحافل الدولية، مشددا على أن الاختلاف في وجهات النظر في عدد من الملفات الإقليمية لا يفسد للود قضية.
وعن زيارة الماريشال “برهانو غولا جيلالشا”، رئيس الأركان العامة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية للمغرب، أوضح الخبير العسكري أن المغرب تسعى إلى تطوير علاقاتها الثنائية مع إثيوبيا في إطار استراتيجية كاملة لدى المملكة القائمة على تطوير علاقاتها مع العديد من الدول الأفريقية، بحيث أنها لا تقتصر على غرب ووسط إفريقيا لتصل إلى الشرق وجنوب إفريقيا، كما أن إثيوبيا أكبر بلد في منطقة شرق إفريقيا من حيث السكان ما يجعلها أسواق جيدة للمنتج المغربي، مذكرا بتطور العلاقات بين البلدين بعد الزيارة التاريخية لجلالة الملك سنة 2016 لإتيوبيا، وما تبعها من تواصللا للزيارات بين مسؤولين من فترة لأخرى لتحقيق إندماج اقتصادي وتعاون عسكري مع المغرب، موضحا أن المغرب يسعى أيضا إلى إقدام إثيوبيا على تغيير موقفها في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهو ما اعتبره الخبير المصري أمر مشروع أن تقوم المغرب بتحقيق مصالحها الاستراتيجية في القارة الأفريقية والحفاظ على أمنها القومي.
وشدد الخبير العسكري قائلا :” إن هذا الملف ملف مهم جدا ويأتي في إطار أن المغرب تريد تعزيز علاقاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية كما أن المغرب ينهج استراتيجية تسمى بالديبلوماسية العسكرية من خلال التعاون الدولي في المجال العسكري عبر تدريب الجيوش على الحفاظ على سيادة الدولة لأن الجيش هو قلب أي أمة وبالتالي جزء منه يقرب بسرعة الروابط بين الدولتين وهذه استراتيجية للحفاظ على الأمن القومي المغربي”، مضيفا :” أن المغرب تتواجد في هذه المنطقة في ظل التنافس الدولي الكبير على منطقة شرق أفريقيا والقرن الإفريقي وما بين الدول العظمى كالولايات المتحدة الأمريكية والغرب من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى، وبالتالي كان لزاما على المغرب أن يكون لها موطئ قدم في هذه المنطقة لمراقبة حالة التفاعلات السياسية في هذا الإقليم المضطرب والذي قد يشهد في الفترة القادمة اضطرابات أكثر لا سيما أن هنالك نزاعات كثير في دول الإقليم، ما قد يساهم في انتشار الارهاب في حالة حدوث خلل في الإقليم أو حالة من الفوضى والاقليم مهدد بحالة من عدم الاستقرار وبالتالي فالمغرب حريص على التواجد حتى يراقب التطورات وأيضا إثيوبيا بها مقر الإتحاد الإفريقي وهذا أيضا يعزز من الديبلوماسية المغربية في المنطقة”، وجدد المتحدث التأكيد على أن كل التحركات المغربية لا تضر بالأمن القومي المصري وأن دائما هنالك اتصالات وقنوات اتصالات متعددة للتنسيق في القضايا الاقليمية”.
من جانبها اعتبرت الكاتبة والباحثة وخبيرة الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أماني الطويل، أن زيارة وزير الدفاع الإثيوبي للمغرب لن تؤثر في العلاقات المصرية المغربية بشكل سلبي نتيجة التفاعل الإثيوبي المغربي، ذلك أن المصالح المصرية المغربية لا تتقاطع، بل أن هناك تفاهمات استراتيجية بين البلدين في عدد من الملفات الإقليمية، مشيرة إلى أن المغالطات المنتشرة حول الموضوع غالبا ما قد تكون من منصات إلكترونية لأطراف مهتمة بتوتير العلاقات العربية العربية.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية التي تأثرت بالدور المغربي في القارة الأفريقية وصدقية عدالة القضية الوطنية التي أصبحت النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، تطورا ملحوظا تمثل في زيارة الماريشال برهانو غولا جيلالشا، رئيس الأركان العامة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية، إلى الرباط في الفترة من 25 إلى 29 غشت 2024، حيث التقى الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلّف بإدارة الدفاع المغربي، عبد اللطيف لوديي، لمناقشة سبل تعزيز التعاون وتوسيعه ليشمل مجالات محتلفة، وهو ما أزعج الجارة الشرقية التي أضحت تتخبط في مناوراتها وأساليبها المعهودة مسخرة أبواقها وذبابها الإلكتروني لمحاولة خلق خلافات وهمية بين المغرب ودول صديقة.
كما أشار البيان الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة المغربية إلى أن “الجانبين” أعربا عن ارتياحهما للمستوى المتميّز الذي بلغته علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، مؤكدين “تطلّعهما ورغبتهما المشتركة في تقوية هذه العلاقات النموذجية مستقبلًا”، كما أوضح البيان أنه “خلال جلسة العمل التي عُقدت بحضور وفدي البلدين، تباحث رئيسا الوفدين بشأن مختلف جوانب التعاون، مشيدين بالمستوى الذي بلغته العلاقات بين الجيشين الإثيوبي والمغربي”.