الاتحاد قوة اشتراكية كونية والشبيبة الاتحادية صوت المغرب الاشتراكي

41٬232

عبد السلام المساوي
ترأس الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الأستاذ إدريس لشكر أشغال المؤتمر الدولي للبرلمانيين الاشتراكيين الشباب بمقر الحزب التي افتتحته وسيرته الأخت هند مغيث رئيسة الاتحاد العالمي للشباب.
وتناوب على الكلمة الافتتاحية الأخ الحسن لشكر منسق المنتدى الدولي للبرلمانيين الاشتراكيين الشباب وفيدال كاردوزو نائب برلماني بالرأس الأخضر ونائب رئيسة اليوزي وإريكا سانشيز برلمانية بالبرلمان الكولومبي ورئيسة مجموعة الصداقة المغربية الكولومبية وكوت بيرسطوف برلماني بالنرويج ونائب رئيسة اليوزي
وينعقد هذا الفروم تحت شعار ” الأجندة التقدمية لحقوق الإنسان الأساسية : الوصول إلى المياه، الأمن والحريات ” بمشاركة 20 برلماني من إفريقيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا أيام 7, 8, 9 , 10 شتنبر 2024.
يقول ذ الأستاذ إدريس لشكر ” سعداء جدا باستضافة تظاهرتين عالميتين أساسيتين، فلأول مرة يخرج الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي أو اليساري تخرج رئاستها إلى القارة الإفريقية في أول اجتماع لها بمقر الاتحاد الاشتراكي وبدعوة من شبيبتنا الاتحادية.
لاشك أن ذلك من المكاسب الكبرى خاصة لمن يرجع إلى تاريخ شبيبتنا المغربية في علاقتها مع “اليوزي”، هذه المنظمة كانت عبر التاريخ معادية لقضيتنا الوطنية، وأن تحضر اليوم لاجتماع رئاستها في استضافة الشبيبة الاتحادية وبمقر الاتحاد الاشتراكي فلا شك أنه تطور مهم ونتيجة مرضية لمجهود قامت به الشبيبة والحزب على امتداد عقود من الزمن وعلى امتداد سنوات.
بالموازاة، وعلى المستوى المؤسساتي وعبر برلمانات العالم، شبيبتنا استطاعت أن تترأس المنتدى العالمي للبرلمانيين الاشتراكيين وهو منتدى يلتئم، بعد أن التئم سواء في أمريكا اللاتينية أو في المغرب بمراكش في دورته الأولى، يلتئم هذه المرة لمناقشة قضايا ٱنية قوية مطروحة في جدول أعمال البشرية برمتها تتعلق بالسلم والأمن والتغيرات المناخية والماء والجفاف وهذه المواضيع لاشك أن الشبيبات العالمية باعتبارها أكثر إيمانا بهذه القيم سيكون لتوصياتها ولنتائج أشغالها ٱثارا على القرارات خاصة للذين يحملون معهم نفس الهم على مستوى الأحزاب اليسارية في إطار الأممية الاشتراكية أو في إطار التحالف التقدمي الدولي أو بما سيكون من تأثير على البرلمان الدولي كبرلمانيين شباب أو على البرلمانات القارية أو اللقاءات القارية ، لاشك أن هذه التوصيات ستجد صداها في كل هذه المجالات.
وفي الختم نظل في بلادنا والحمد لله تلك الأرض الطيبة التي يرتاح الجميع للقاء بها وللتداول والنقاش في القضايا الدولية بصددها ونحن سعداء باستضافة هؤلاء الشباب من القارات كلها وسعداء كذلك بالمجهود الذي بذله شبابنا سواء في الشبيبة الاتحادية أو البرلمانيين الشباب.”
إنه حدث عظيم …” ولعل الأهمية التي يحظى بها هذا المحفل الشبابي التمثيلي داخل النسيج الشبيبي الاشتراكي أو في الفضاء الديموقراطي العالمي ، تتأتى من الموقع الذي صار يحتله الاتحاد الاشتراكي داخل أكبر تجمعات الاشتراكية الديموقراطية في العالم ( الأممية الاشتراكية ، التحالف التقدمي ) ، والذي تتفرع عنه العديد من الديناميات الجديدة ذات الأثر الواضح في علاقة بلادنا مع جزء كبير من صناع القرار الدولي ” رسالة الاتحاد ؛
ولا بد من التذكير بأن الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ، يظل الحزب الوحيد في شمال إفريقيا ، العضو في الأممية الإشتراكية ، الذي حافظ على تواجده المؤسساتي .
فهو عكس العديد من الأعضاء في هذه الأممية ، الذين رحلوا برحيل انظمتهم ، كما في تونس ومصر ، ظل قائما ، وحافظ على وجوده المؤسساتي الذي يجعله شريكا فعليا لكل الاشتراكية ؛
يؤمن الاتحاد الاشتراكي بأن الاشتراكية الديموقراطية هي البديل الضروري لمعالجة الاختلالات الاجتماعية ، وإحدى مداخل الحداثة واستدراك التأخر التاريخي ، فالاشتراكية ترتبط بالفضاء العقلي للحداثة ، ومن هنا ، آمن الاتحاد الاشتراكي ، بضرورة تحيين الاشتراكية كمثال بفك ارتباطها بنماذج معينة وبالحفاظ على الشحنة الفكرية التي قامت عليها ، أي التشبث بالأرضية الحداثية الثقافية للاشتراكية وخلفياتها الفلسفية الانوارية …
لقد اقتنع الاتحاد الاشتراكي أن كل معاودة للاشتراكية كمنظومة ايديولوجية تطرح الانتماء إلى الحركة التاريخية للاشتراكية لا إلى رمز من رموزها أو نموذج من نماذجها ، وهذا يقتضي إدماج الثقافة الليبرالية والديموقراطية السياسية ضمن المنظومة الاشتراكية ، والاعتراف بالسوق في إطار تحقيق العدالة الاجتماعية والقبول بالعولمة …إن اشتراكية قائمة على المحاسبة وعلى المعرفة بالمعطيات لعصرنا بامكانها ان تخفف من الآثار السلبية للعولمة ( التفقير، تهديد الديموقراطية ، سيادة المال والثقافة البرصوية…) الاشتراكية مشروع يتطلب جهدا وصراعا في البناء والتقويم لتجنيب المجتمع الانكسار والانفصام …ولأجل انسنة السوق وتخليقه ، فالاشتراكية مطالبة امام انبعاث الرأسمالية من أزماتها ، ان تتوسل بمعرفة بالمعطيات المستجدة وان تتشبع بأخلاق اقتصادية وثقافية إنسانية…
يقول الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي ذ لشكر ( إذا كنا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد حسمنا منذ عقود خلت في سؤال هويتنا ، واعتبرنا اننا حزب يساري وطني ، واشتراكي ديموقراطي ، يتميز بتنوع روافده التأسيسية ، ويجسد استمرارا لحركة التحرير الشعبية ، فإننا في نفس الان ، كنا نعود من حين لآخر في بعض محطاتنا التنظيمية وكلما دعت الضرورة الى ذلك ، من أجل تدقيق بعض الجوانب المتعلقة بهويتنا السياسية ، ولتفويت الفرصة ايضا على بعض محاولات التشويش ، والتعتيم ، وخلط الأوراق في المشهدالحزبي ببلادنا…)
ولعل أبرز ما يهم التحول الذي يحصل ، بفعل دينامية شباب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، ومنتخبيه وممثليهما في هذه المنظمات الشبابية الدولية ، هو منسوب الفعل الميداني خدمة لتجويد العلاقة بين بلادنا وشباب العالم الاشتراكي .
وليس سرا في هذا الباب ما حصل من تحولات تهم شبيبة العالم الاشتراكي ( اليوزي ) ، في ارتباطها مع قضية المغرب الأولى ، ولا المساحات التي ” حررتها ” شبيبة الاتحاد الاشتراكي في السنوات الأخيرة داخل هذه المنظمة ، والتي جعلت صوت بلادنا مسموعا في الأوساط الاشتراكية الدولية بكل مستوياتها .
إن الديبلوماسية الموازية مهمة جوهرية بالنسبة للحزب ، يمارسها الاتحاد الاشتراكي من خلال واجهة المنظمات الدولية والجهوية والإقليمية والأممية الاشتراكية والأممية الاشتراكية للنساء ، والاتحاد العالمي للشباب ، بالإضافة إلى ربط علاقات ثنائية مع الأحزاب القريبة ايديولوجيا من حزبنا .
إن من أولى الأولويات عندنا ، هي تعبئة كل مواردنا البشرية والتنظيمية والإعلامية التي نتوفر عليها في حزبنا ، من أجل أن نكون رواد وطليعة الدبلوماسية الموازية ، وأن نستثمر كل علاقاتنا الخارجية ونبني أخرى ، من أجل أن نكون جزء متينا من جدار صد مناورات خصوم وحدتنا الترابية . وإن موقعنا في المعارضة البرلمانية ، قد يكون ورقة إيجابية، إذا أحسن استثمارها ، لبيان أن قضية الصحراء المغربية هي قضية دولة ووطن ومجتمع وشعب بمختلف تياراته ومناطقه وأجياله .
نسجل المشاركة المتميزة والمثمرة لحزبنا في المؤتمر الأخير للأممية الاشتراكية الذي انعقد بالجارة الشمالية ” اسبانيا ” ، وهي مشاركة تعكس وعي الحزب بأهمية الديبلوماسية الموازية ، وكذا تعكس قوة حضوره ومتانة علاقاته الخارجية التي تترجم الاحترام الذي يحظى به الحزب في المنتديات الحزبية الدولية ، وخصوصا ذات المرجعية الاشتراكية الديموقراطية .
وإن نجاح الحزب في الحصول على مقعد نائبة الرئيس في الجهاز التنفيذي الأول لمنظمة الأممية الاشتراكية

error: