المغرب خارج تصنيف الدول الرائدة في تركيب قدرات الطاقة الشمسية

محمد اليزناسني الأربعاء 25 سبتمبر 2024 - 18:47 l عدد الزيارات : 44322

محمد المنتصر

في تطور غير متوقع، لم يتم إدراج المغرب في تصنيف الدول الرائدة في تركيب قدرات جديدة للطاقة الشمسية وفقًا لتقرير صادر عن مركز التفكير “Ember”. التقرير يغطي أداء 15 دولة تمثل 80% من القدرات الشمسية الجديدة عالميًا في عام 2023، ويشير إلى أن المغرب لم يظهر في هذه القائمة، مما أثار التساؤلات حول أداء البلاد في هذا القطاع الحيوي وأسباب غيابها عن التصنيف.

من بين العوامل التي قد تكون وراء هذا الاستبعاد هو تأخر تنفيذ المشاريع المتعلقة بالطاقة الشمسية في المغرب. فعلى الرغم من إطلاق البلاد لمحطة “نور” في ورزازات، التي تعتبر واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، تراكمت التأخيرات في بعض المشاريع الأخرى. هذه التأخيرات تسببت في تراجع التقدم الذي كان المغرب يسعى لتحقيقه في تركيب قدرات جديدة للطاقة الشمسية.

إلى جانب ذلك، تواجه المغرب منافسة شديدة على الساحة العالمية من دول مثل الصين، الولايات المتحدة، والهند. هذه الدول تسجل معدلات نمو سريعة في مجال الطاقة الشمسية، حيث شهدت الصين زيادة بنسبة 28% في تركيب الألواح الشمسية خلال النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق. أما الهند، فقد حققت نموًا أكبر، حيث سجلت ارتفاعًا بنسبة 77% لنفس الفترة. هذه المعدلات المرتفعة في تركيب الطاقة الشمسية جعلت المنافسة صعبة على المغرب والدول الأخرى.

ومن الأسباب الأخرى لغياب المغرب عن التصنيف هو نقص الإضافات الجديدة في قدراته الشمسية. على الرغم من استثماراته الكبيرة السابقة في هذا المجال، لم تشهد البلاد خلال السنوات الأخيرة تحديثات كبيرة في قدراتها الشمسية. ويبدو أن المغرب قد وجه تركيزه في الفترة الأخيرة إلى مصادر أخرى للطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، مما أثر سلبًا على الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة الشمسية.

التقرير أشار أيضًا إلى أداء قوي للدول الرائدة الأخرى مثل ألمانيا والبرازيل. هذه الدول تمثل مع الصين والولايات المتحدة والهند حوالي 75% من الإضافات العالمية المتوقعة في الطاقة الشمسية لعام 2024. الصين وحدها قد تضيف 334 غيغاواط من القدرات الجديدة، مما يجعلها تستحوذ على أكثر من نصف السوق العالمي.

ورغم غياب المغرب عن التصنيف، لفت التقرير الانتباه إلى أسواق جديدة تشهد نموًا سريعًا في مجال الطاقة الشمسية. من بين هذه الأسواق، برزت باكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة كدول بدأت تظهر فيها طفرة في استيراد وتركيب الألواح الشمسية، مما يشير إلى توسع سريع في هذا المجال خارج الأسواق التقليدية.

على الرغم من هذه التحديات، يستمر المغرب في بذل الجهود لتعزيز مكانته في مجال الطاقة المتجددة. ولكن التحديات المتمثلة في التأخيرات في المشاريع والمنافسة الدولية الشديدة تتطلب استراتيجيات جديدة ومبتكرة لدفع عجلة النمو في قطاع الطاقة الشمسية. ومع اقتراب المملكة من استضافة فعاليات دولية كبرى مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، يبقى السؤال حول كيفية استعادة الريادة في هذا المجال محورياً للمستقبل.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

مقالات ذات صلة

الجمعة 27 يونيو 2025 - 21:56

الاتحاد الاشتراكي يعقد مؤتمره الإقليمي الرابع بتيزنيت: دعوة للتنمية المستدامة والديمقراطية الحقيقية

الجمعة 27 يونيو 2025 - 18:04

التعاون المغربي-الإسباني نموذج لشراكة “ذات منفعة متبادلة”

الجمعة 27 يونيو 2025 - 18:00

المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي يضع حدا لمحاولات الاستغلال ويجدد التأكيد على أن لا الاتحاد ولا أي من دوله الأعضاء يعترف بـ”الجمهورية الصحراوية” المزعومة

الجمعة 27 يونيو 2025 - 17:38

وفاة الإعلامية المغربية كوثر بودراجة…

error: