تقرير يرصد توسع المغرب في الطاقة المتجددة وتحقيقه نقلة في إنتاج الكهرباء

سجل قطاع الطاقة في المغرب تطورًا ملحوظًا في إنتاج الكهرباء، مع توسع مستمر في استخدام الطاقات المتجددة التي تساهم بشكل متزايد في مزيج الطاقة الوطني. وفقًا للبيانات الحديثة الصادرة عن المديرية العامة للإحصاء، فقد شهدت المملكة زيادة ملحوظة في قدرة إنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر متنوعة خلال العام 2024.

الطاقة المتجددة في الصدارة

في خطوة نحو تحقيق أهدافها البيئية والاستدامة، يتجه المغرب بشكل متسارع نحو الطاقات المتجددة. البيانات تظهر أن إنتاج الكهرباء من الطاقة الريحية و الطاقة الشمسية شهد قفزات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث أظهرت الأرقام زيادة في قدرة محطات الطاقة الريحية مثل طرفاية و تازة، إضافة إلى المشاريع الجديدة التي تُنفذ ضمن إطار القانون 13-09 للطاقة المتجددة، مثل محطة اخنيفير و محطة فم الواد.

وتستمر محطات الطاقة الشمسية، خاصة مشروع نور ورزازات الذي يعد من أكبر المشاريع في شمال أفريقيا، في دعم إنتاج الطاقة النظيفة، وهو ما يساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحقيق الأمن الطاقي للبلاد.

الإنتاج والطاقة المتجددة: الأرقام الرئيسية

وفقًا لبيانات إجمالي إنتاج الكهرباء في الفصل الأول من 2024، استمر النمو في إنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر متنوعة. أظهرت الأرقام تفوقًا في إنتاج الطاقة المتجددة، وخاصة من الطاقة الريحية.

جدول مقارنة بين إنتاج الكهرباء لعامي 2023 و2024، حسب كل مصدر شهرياً:

ملحوظة: القيم بوحدة جيجاوات/ساعة ** المصدر إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط

من خلال هذا النمو، يظهر أن الطاقة الريحية تُعد من المصادر الأساسية في توليد الكهرباء، إذ سجلت زيادة ملحوظة في الربع الأول من 2024 مقارنة بالفترة نفسها في الفصل الرابع 2023.

التحول نحو الكهرباء النظيفة

من خلال زيادة الإنتاج من الطاقة الشمسية و الطاقة الريحية، يسعى المغرب إلى تقليص اعتماده على الوقود الأحفوري (الفحم والغاز)، وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء داخل البلاد. كما تشير البيانات إلى تحسن ملحوظ في أداء محطات الطاقة الحرارية، وخاصة محطات الفحم مثل محطة الجرف الأصفر، حيث يتم تطوير هذه المحطات لتصبح أكثر كفاءة وأقل تلويثًا للبيئة.

مبيعات الكهرباء حسب القطاع:

تشير هذه الأرقام إلى أن القطاع الصناعي و المنزلي يشهدان زيادة كبيرة في استهلاك الكهرباء.

الطاقة المتجددة: استثمار في المستقبل

يُعتبر استثمار المغرب في الطاقة المتجددة جزءًا من رؤية طموحة لزيادة نسبة الطاقات النظيفة إلى 52% من إجمالي إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن تساهم المشاريع الجديدة مثل محطة الطاقة الشمسية في أكادير و محطات الرياح في فم الواد وأكفنينير في تحقيق هذه الأهداف الطموحة.

آفاق المستقبل

يظل المغرب في طريقه ليكون رائدًا إقليميًا في مجال الطاقة النظيفة، مع التركيز على تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الأمن الطاقي. هذا التوجه يعكس رغبة المغرب في تحقيق التنمية المستدامة وتخفيض الاعتماد على الطاقة التقليدية، وهو ما يُسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحسين البيئة.

على الرغم من أن المغرب لا يزال يعتمد على بعض مصادر الطاقة التقليدية مثل الفحم والغاز، إلا أن التحول نحو الطاقات المتجددة أصبح واقعًا ملموسًا، مع مشاريع عديدة قيد التنفيذ. وبفضل هذه السياسات الطاقية المدروسة، يُنتظر أن يصبح المغرب من أبرز الدول الرائدة في مجالي الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة في المنطقة.