80 دولة ومن بينها المغرب يشاركون في المهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا

عبد الرحيم الراوي الإثنين 30 ديسمبر 2024 - 17:49 l عدد الزيارات : 91329

 أسدل الستار مؤخرا على فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا التي نظمت في أواسط شهر دجنبر من طرف جمعية أطلس للكاريكاتير (AAC) وأسبوعية “لوكنار ليبيري” وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل.

وحسب بلاغ توصلت به جريدة “أنوار بريس” فقد حملت دورة هذه السنة لفن الكاريكاتير شعار ”الأمن الغذائي: العالم متعطش للقرارات الكبرى”، وذلك لما يمثله هذا الموضوع الحيوي من أهمية قصوى في ظل التحديات الراهنة التي يعيشها العالم.

وأشار البلاغ إلى أن النسخة السابعة عرفت مشاركة 412 فنانا وفنانة ينتمون ل 80 دولة ومن بينهم 30 فنانا مغربيا، أبرزوا بكل احترافية ما جادت به ريشتهم من أفكار تمحورت حول شعار المهرجان، وما تمثله تلك الأفكار من أهمية قسوى تلامس كل أطياف المجتمعات، كما تم تنظيم معرض مفتوح لكل أعمال المشاركين وضيوف المهرجان، حتى يتمكنوا عن قرب من الاطلاع على تلك الأعمال الفنية والاستمتاع بها.

وورد في البلاغ أنه من بين المحطات المهمة التي مرت خلال هذه الدورة هي فقرة التكريم لأحد أعمدة ومؤسسي فن الكاريكاتير بالمغرب ويتعلق الأمر بالفنان نور الدين بناني، اعترافا بما قدمه من أعمال فنية قيمة أغنت الساحة الوطنية الثقافية والفنية، حيث تم تخصيص مسابقة خاصة بالبورتريه لنور الدين بناني تبارى فيها مجموعة من الفنانين كل من زاويته الفنية وأسلوبه الإبداعي.

وعلى هامش المهرجان يضيف البلاغ، نظمت ندوة دولية حول موضوع :” الكاريكاتير بمختلف لغات العالم” تدخل من خلالها كل من الفنان الكاريكاتيري الشادلي بالخامسة من تونس، الذي تناول موضوع “إنشاء موقع لمدرسة فن الكاريكاتير بكل لغات العالم ” بشراكة مع جمعية أطلس  للكاريكاتير” وركز في مداخلته على إنشاء موقع مغاربي للكاريكاتير.. من جهته تناول الأستاذ بوشعيب الضبار باحث في فن الكاريكاتير وصحافي من المغرب “دور الكاريكاتير في ترسيخ حرية التعبير”، وقد استغل الأستاذ الباحث الضبار الفرصة أمام الحضور لتقديم لمحة موجزة عن رسومات الكاريكاتير، حيث  قال: ” إن بعض الدول الأوربية اهتمت بفن نشر الكاريكاتير في الصحف منذ القرن الثامن عشر، رغم المخاطر التي كانت تعترض أصحابها، لكن مع مرور الوقت تطور وأصبح  مادة يومية يتم التعبير من خلالها عن حرية الرأي في كل الصحف والمجلات الأجنبية.

وعلى الصعيد العربي، يعرف فن الكاريكاتير السياسي العديد من المشاكل وبسببه ذاق فنانون مرارة الاعتداءات، وخير مثال على ذلك هو ما تعرض له الفنان الفلسطيني ناجي العلي، و السوري علي فرزات، وغيرهما من الرسامين في شمال إفريقيا، كالجزائري جمال غانم، والتونسي جابر ماجري، والمغربي خالد قدارة،.

ولم يخف الأستاذ الضبار المعاناة اليومية لرسامي الكاريكاتير مع بعض الصحف وكذا حرمانهم كجزء لا يتجزأ من الجسم الإعلامي الوطني من ولوج منصة التتويج ضمن فعاليات المسابقة السنوية الوطنية للصحافة، بالإضافة إلى ما يعانيه فن الكاريكاتير من مضايقات، حيث يعد الجيل الحالي من رسامي الكاريكاتير ببلادنا أكثر حرصا أن يصيبهم مقص الرقيب مما يقلص من حرية التعبير.

تناول الكلمة كل من الرسامين كريم كانكي من السينغال وباسول كريستيان من بوركينا فاسو أهمية فن الكاريكاتير في البلدان الإفريقية ودوره في الرفع من مستوى الثقافة عند الشباب للقضاء على بعض العراقيل والرقابة لدى بعض الحكومات الإفريقية، أما الفنان خالد باها من المغرب، فقد تحدث عن موضوع الأمن الغذائي وعلاقته بموضوع المهرجان خلال دورة هذه السنة.

من جهته، عبر رسام الكاريكاتير الساخر ريكاردو فيريرا من البرتغال عن ارتياحه للمستوى الذي يعرفه هذا الفن لدى الوسط الثقافي بالمغرب، لكن لوح إلى عدد من الدول العربية التي مازالت لم ترق إلى طموحات شعوبها. وفي السياق ذاته اعتبر الزميل عبد المجيد الحمداوي صحافي وكاتب، أن الصحافة الساخرة قادرة على مناقشة الأفكار وتبسيطها وتقديمها في صورة أسهل للمتلقي، فيما استخلص الزميل أبوعلي صحافي ورسام كاريكاتير أن السخرية في نظره “كالبكاء الضاحك”، وهو ما يتطابق تقريبا مع تعريف الشاعر السوري الراحل محمد الشيخ علي لأسلوب السخرية.

و حسب البلاغ، فقد تساءل الأستاذ العربي الصبان عميد فن الكاريكاتير، حول تاريخ الثقافة الساخرة الناطقة بالعربية، وعن مدى اهتمام الباحث والمؤرخ والسوسيولوجي بالثقافة الساخرة، مشيرا إلى أن هناك تقصير كبير لدى المهتم بالثقافة العربية حين يتعلق بالتفكير بالسخرية وليس الحديث عن السخرية، مثلما فعل الجاحظ وابن الرومي وغيرهما”.

وذكر البلاغ إلى أن إدارة المهرجان كعادتها تخصص في كل دورة فقرة لصالح المواهب الصاعدة، تشجيعا لهم على تبني هذا الصنف الفني وتحفيزهم على حمل مشعل الكاريكاتير حتى لا يندثر ويطويه النسيان أو يطاله الإهمال خصوصا أن الأطفال هم المستقبل وأمل كل مجتمع يسعى للنجاح والتطور، وفي هذا الإطار تم تخصيص ورشات لفن الكاريكاتير أشرف على تنشيطها فنانون مرموقون من داخل المغرب وخارجه لصالح مجموعة من الأطفال المنتمين لجهة سوس ماسة.
بالإضافة إلى ذلك يستطرد البلاغ، ووفاءا لتقاليدها منذ عام 2021، نظمت FICA، بشراكة مع المدرسة العليا للتربية والتكوين بجامعة ابن زهر بأكادير، نسخة جديدة من المهرجان الجامعي للثقافة والفنون التربوية  حضره ثلة من الأساتذة وأطر وطلبة باحثين بجامعة ابن زهر تم تأطيره من طرف”2024FUCAP” تحت شعار “الفنون البصرية والتربية: تجارب وآفاق”، ومن محاور الندوة أولا ممارسات تدريسية متكررة وخبرات ميدانية، ثانيا الفنون البصرية والتنمية الذاتية، ثالثا تكوين الأساتذة والسياسات التربوية، رابعا الفنون البصرية والمجال المهني، خامسا قضايا معاصرة وآفاق مستقبلية، حيث تمت مناقشة كل هذه المحاور من طرف أزيد من 20 باحثا وفنانا مغربيا ودوليا، شاركوا بأبحاثهم وإبداعاتهم وتأملاتهم حول الروابط بين الفن والتعليم، مما وفر للجمهور فرصة فريدة لاكتشاف وجهات نظر جديدة.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 10 مايو 2025 - 10:03

مراكش تحتفي بالمديح والسماع في دورة البشير عبدو…

الجمعة 9 مايو 2025 - 16:03

فيكام 2025: مكناس تحتفي بسحر التحريك وألعاب الفيديو

الجمعة 9 مايو 2025 - 00:52

مراكش تحتفي بالمديح والسماع في مهرجان وطني يكرّم الفنان البشير عبدو

الخميس 8 مايو 2025 - 23:37

منافقون بلا حدود..

error: