- أحمد بيضي
في إطار التزامها القوي بالدفاع عن حقوق الإنسان وتقديم الدعم لضحايا العنف وسوء المعاملة، نظّمت “الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا العنف وسوء المعاملة” (AMRVT) يوم السبت 22 مارس 2024، حملة طبية، بمقرها في الدار البيضاء، بهدف تقديم الرعاية الطبية والنفسية للفئات الهشة، وخاصة أولئك الذين تعرضوا لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وتأتي هذه المبادرة في سياق الجهود المستمرة لتعزيز التكافل الاجتماعي وضمان حق الجميع في العلاج والرعاية الصحية، بعيدا عن أي تمييز.
استفاد من هذه الحملة حوالي ستين شخصا، عبر توفير استشارات طبية متخصصة، وتقديم الأدوية اللازمة وفق الإمكانيات المتاحة، فضلًا عن متابعة دقيقة لحالات المستفيدين لضمان إعادة تأهيلهم الجسدي والنفسي، وقد أُنجزت هذه المهمة بفضل جهود طاقم طبي متطوع يتألف من أطباء وأخصائيين اجتماعيين، عملوا بلا كلل من أجل التخفيف من معاناة الضحايا، وتقديم الدعم اللازم لهم، ويبقى الهدف الأسمى هو تحقيق العدالة الصحية والاجتماعية لجميع الضحايا، وضمان عدم تكرار الانتهاكات مستقبلا.
كما شملت الحملة أيضا مجموعة من المحاور الأساسية، منها التوعية الصحية، الرعاية الطبية، الدعم النفسي، وتوجيه الضحايا نحو المؤسسات المختصة لضمان حصولهم على حقوقهم الكاملة، فيما تميزت فقرات يوم الحملة بورشة توعوية من تقديم وتأطير الدكتورة سوندوس مطيع، عضو مكتب الجمعية، والتي تمحورت حول الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، لما لهذه الأمراض من تأثير كبير على الصحة العامة، خاصة لدى الفئات الأكثر هشاشة.
وبينما تم إجراء فحوصات طبية شاملة، شملت قياس ضغط الدم، تحديد مستوى السكر في الدم، وقياس الهيموجلوبين السكري، إلى جانب توفير الأدوية للحالات التي تستدعي ذلك، حرصت الجمعية، من الناحية النفسية، على تقديم دعم متخصص للضحايا الذين يعانون من اضطرابات نفسية، خاصة في حالات اضطراب ما بعد الصدمة، حيث عمل الأخصائيون على توفير مساحة آمنة للضحايا لمشاركة تجاربهم، وتلقي المساندة النفسية اللازمة لمساعدتهم في تجاوز آثار العنف الذي تعرضوا له.
كما كانت التوعية القانونية أحد أهم محاور الحملة، حيث تم توجيه الضحايا نحو الجهات الرسمية والمؤسسات المختصة لضمان وصولهم إلى حقوقهم القانونية، وتعزيز وعيهم بأهمية التبليغ عن الانتهاكات التي تعرضوا لها، وأمام نجاح هذه المبادرة بتضافر جهود العديد من الجهات، لم يفت الجمعية التوجه بشكرها وامتنانها إلى الأطباء والمتطوعين الذين قدموا وقتهم وخبراتهم لخدمة هذه القضية النبيلة، وإلى المؤسسات والشركاء المحليين الذين دعموا الحملة وساهموا في إنجاحها.
وجسدت هذه الحملة خطوة هامة ضمن الجهود الحثيثة التي تبذلها الجمعية (الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا العنف وسوء المعاملة) في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز الولوج إلى الرعاية الصحية لجميع ضحايا العنف والانتهاكات الجسيمة، والتي جددت تأكيد التزامها الدائم بمواصلة هذا النهج، وصولا إلى إنشاء “المركز الوطني لإعادة تأهيل ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان أثناء سنوات الرصاص”، والذي يأتي تنفيذا لتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة التي حظيت بموافقة الجهات الرسمية في المغرب.
تعليقات
0