قلوبهم لا توجد حيث توجد أجسادهم…

عبد السلام المساوي الأحد 30 مارس 2025 - 16:28 l عدد الزيارات : 88934

شيء واحد ليس من حق الرميد نسيانه ، انه وحينما كان إدريس لشكر ، وهو مناضل في الشبيبة الاتحادية كتلميذ وطالب في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والآن قائد سياسي لأكبر حزب وطني ، مناضل من أجل الديموقراطية والعدالة والحداثة ، مناضل دفاعا عن الوحدة الوطنية والقضية الفلسطينية …شيء واحد ليس من حق الرميد نسيانه ، وحينما كان الاتحاد يناضل ويضحي ويتحدى السجون والمعتقلات ، يتحدى الاختطافات والإعدمات ، كان الرميد وأصحابه يفضلون الاعتكاف في المنازل ، وقراءة الورد ليل نهار ، وأداء الصلاة خفية ، والتستر على كل العلاقات .. أيامها كانوا يقولون عن الاتحاد أنت حزب ( الملحدين واليساريين الضالين والعلمانيين الملعونين بإذن الله تعالى ) ، وكانوا يعتقدون أن ( التعاون ) ضد الاتحاد مشروع وشرعي ، بل هو وجه من أوجه نصرة الله تعالى !!!
في رسالة إلى المصطفى الرميد ، كتب الأخ مصطفى عجاب ” لست في موقع يسمح لي بأن أنكر عليك الحق في موالاة حماس، وهي من جنس اعتقادك وانتمائك، وان تناصرها في الصواب والخطأ، وان تنزهها عن الوقوع في الزلل، في سلم وفي حرب.. ذاك حقك الذي لا يمارى.
لكن الذي لاحق لك فيه، هو ان ترفع نفسك إلى مقام من إليه أوكل الله عز وجل ان تحكم على الناس بالإيمان او الكفر، وأن تتقمص دور حارس معبد الاخلاق وتلعن الناس بجريرة انتقاد حماس.. وكأنها ركن ركين من الإسلام الذي لا يصح إلا بموالاتها في سرائها وضرائها وحين البأس.”
وكتب الصحافي المقتدر ، المختار لغزيوي ، في جريدة الأحداث المغربية ” لشكر قال بصوت عال ما يفكر فيه الكثيرون بصمت وفي سرية ، ويخشون قوله لأن الأوصاف جاهزة ، وصكوك الاتهام لا تنتظر إلا التوزيع على أصحابها .
لشكر طرح مجددا علينا جميعا سؤال الإرهاب الفكري في هذه القضية بالتحديد ، وكيف أنه يراد أن تظل الأجيال تلو الأجيال غير قادرة على قول كلمة ” أخطأتم ” لمجموعة من الآدميين يمكن فعلا أن يكونوا قد أخطؤوا في كل حساباتهم ، بحسن نية ، أو بسوئها ، الله أعلم ، وكبدوا شعبا بأكمله خسارة جسيمة ، بل وأدخلوا القضية اليوم في طور تصفية حقيقية ، يساندها الغرب كله ، لأنه رأى جزءا مما يمكن أن تفعله ” حماس ” و ” الجهاد الإسلامي ” ، وبقية التنظيمات الإخوانية ، وتذكر أنه اكتوى في قلب دياره ببعض قليل أو كثير من ذلك الذي رأى ، فقرر إغماض العين عن كل ما تفعله إسرائيل، ليس بحماس فقط والجهاد ، بل بالشعب الفلسطيني كله ” إدريس لشكر عقدة تسكن التيار الإخواني بالمغرب ، في الماضي والحاضر والآتي ، عقدة ترقد فيه وتستيقظ في كل مناسبة وفي كل محطة مفصلية من مسار بلدنا التواق الى الديموقراطية والحداثة …
إدريس لشكر هو ، ولا أحد غيره ، من أسقط أقنعة المرشد وأقنعة التابعين وتابعي التابعين …
التيار الإخواني بالمغرب يخاف من الاتحاد الاشتراكي …يخاف من الشرعية والمشروعية …يخاف من التاريخ الممتد في الحاضر والمستقبل …
لشكر يرفض بالقول المقترن بالفعل نقل أي تجربة إخوانية إلى المغرب …المغرب لم يكن أبدا بلد مرشدين …
المغرب بلد أمير المؤمنين .
ان تكون قائدا سياسيا شجاعا ، جريئا ، واضحا …يجب أن تكون إدريس لشكر ؛ ابن المدرسة الاتحادية ؛ مدرسة سياسية مغربية مناضلة وطنية مواطنة مستقلة تمام الإستقلال عن الشرق والغرب …انهارت أحزاب في مصر والشرق وأحزاب في اوروبا …وبقي الاتحاد شامخا وصامدا يزعج المرشد ومريديه ….
تحية للقائد إدريس لشكر الذي واجه المرشد في عز جبروته وجهلوته ، وهو اليوم يواجه مريديه وأصنامه ، واجههم ويواجههم بكل ثقة في المدرسة التي يتحمل أمانتها ؛ لا يداري ولا ينافق ، متميزا عن الأزلام ، يمينا او يسارا …
إدريس لشكر هو الكابوس الذي يزعج المرشد في الحلم واليقظة…
للتاريخ صناعه ؛ أنهم الاتحاديات والاتحاديون في تناغم مطلق مع جلالة الملك ؛ أما المرشد وأتباعه فهم مجرد عابري سبيل …
نتذكر انه في الوقت الذي احتفل فيه المغاربة بنصر ديبلوماسي كبير وحقيقي بخصوص قضيتهم الأولى ، بعد اعتراف أول قوة في العالم بسيادة المغرب على كامل أراضيه ، اختار اسلاميو المغرب ان يسيروا في الاتجاه المعاكس وأن ينتقدوا القرار بدعوى الدفاع عن فلسطين .
بعض الجماعات والمجموعات والأشخاص يعيشون معنا بالجسد فقط ، بينما أحلامهم ونواياهم مرتبطة بسياقات أخرى تماما ، ما ظهر في محطات مختلفة ، كان اخرها الموقف الغامض من المرسوم الرئاسي الأمريكي الذي أقر سيادة المغرب على كامل ترابه ، وكيف كانوا ينتظرون على أحر من الجمر ، وصول الرئيس الجديد من إسقاطه .
التيارات الاسلاموية تتبجح بانجازات واهية مدعية أنها منخرطة بشكل دائم ومستمر في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل تحرير أرضه واستعادة كافة حقوقه المغتصبة ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، دون أن تكلف نفسها عناء توضيح كيف تدعم هذا النضال وهاته المقاومة هل بالمال أم بالسلاح أم بالأدوية الموجهة لجرحى الشعب الفلسطيني وتتكلف ماديا وتقنيا بصيانة القدس هي لجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس ، والتي تصدر سنويا تقارير عن الأعمال المنجزة هناك باعتراف من الفلسطينيين أنفسهم .
ان الأقنعة التي لبسها الاسلاميون طويلا ، وخدعوا بها الكثير من المغاربة ، سقطت أخيرا وظهرت حقيقة عقيدتهم الخبيثة ، عقيدة الدمار والتشتيت ووهم الخلافة الذي لم ولن يتحقق . وقضية فلسطين او الأصل التجاري الذي بنوا عليه مجدهم لم يعد ممكنا تخدير عقول البسطاء بها . وبالدارجة المغربية : ساعتهم سالات …ولم يعد لدجلهم أي تأثير لأن المغاربة بدؤوا يكتشفون ، ولو متأخرين من هم أصدقاؤهم الحقيقيون ومن هم أعداؤهم الحقيقيون . المغاربة بدؤوا يكتشفون التقية الإسلاموية ، و ” غموض ” و ” التباس ” وحربائية الإسلامويين ، الفرع المغربي للاخوان المسلمين المنحاز لاخوانه (حركة حماس والاتحاد العالمي ل ” علماء ” داعش …) ضد الوطن ومصالحه….
نفهم موقف التيار الأصولي الديني الذي يلعب على وتر التجييش العاطفي ، وتيار معاداة السامية ، وتهديد اليهود بأنه سيلقي بهم في البحر ذات يوم ، وأنه سيبددهم من على سطح الأرض . ونفهم أيضا أن ينجر بعض صغار العقول أمام لعبة التصعيد المستمرة .
لكن لا نفهم كيف يمكن لمن هم في حكم ” النخبة” ان يسقطوا في الفخ ، المرة بعد الأخرى ، وأن يعتبروا قضايا وطنهم قضايا ثانوية تستحق التهكم والتندر أو تستحق في أحسن الحالات التجاهل وعدم الاهتمام . بالمقابل تتباكى هاته النخبة المزيفة على فلسطين ، وتنادي وتدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور ، وتمتشق حسام المزايدات الفارغة ، هي التي لا تقدم لفلسطين في أفضل الحالات الا التدوينات او التغريدات أو الأناشيد المضحكة التي أضاعت بالمناسبة هاته الفلسطين منذ الثلاثينيات من القرن الماضي .
القواسم المشتركة بين نزعة أصولية دينية إخوانية ونزعة عدمية ، افتقادهما لروح الانتماء للوطن ، وهول فقدان الثقة العدمي في المؤسسات

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 3 مايو 2025 - 23:24

برقية تعزية ومواساة من جلالة الملك إلى أفراد أسرة المرحوم الفنان محمد الشوبي

السبت 3 مايو 2025 - 22:09

طنجة عاصمة طب الأطفال الإفريقي: شراكات علمية وجوائز لدعم التكوين والبحث

السبت 3 مايو 2025 - 21:59

عناصر الأمن الوطني والجمارك بمعبر الكركارات الحدودي تجهض محاولة للتهريب الدولي للمخدرات

السبت 3 مايو 2025 - 21:59

مسيرة فاتح ماي بالحسيمة.. مطالب اجتماعية ورسائل احتجاجية في أجواء سلمية

error: