في تصعيد جديد، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، مؤكداً أن الجيش يعمل على السيطرة على “مناطق شاسعة” داخل القطاع، بعد استئناف الهجوم البري الشهر الماضي. ويأتي هذا الإعلان بعد تهديدات سابقة أطلقها كاتس بأن جيش الاحتلال سيستخدم “كامل قوته” لاجتياح مزيد من المناطق، في وقت تستمر فيه المجازر بحق المدنيين وسط صمت دولي مريب.
وفي ظل هذا التصعيد، تتواصل الهجمات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، حيث استشهد 21 فلسطينياً منذ فجر الثلاثاء، فيما شهدت مدينة رفح مأساة جديدة مع سقوط 15 شهيداً جراء غارات إسرائيلية استهدفت منازل المدنيين، بينهم أطفال ونساء. كما أفاد الدفاع المدني في غزة بسقوط 13 شهيداً وعشرات المصابين في قصف طال منزلاً يضم نازحين في وسط خان يونس، فيما قُتل فلسطينيان آخران في قصف استهدف منزلاً بمخيم النصيرات.
منذ استئناف القتال في 18 مارس، أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 1042 شخصاً، لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر الماضي إلى أكثر من 50 ألف شهيد، معظمهم من المدنيين، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة. وفي تطور خطير، أغلقت جميع مخابز جنوب قطاع غزة أبوابها بسبب نفاد الوقود والمواد الأساسية، ما يهدد بدخول القطاع مرحلة جديدة من المجاعة، في وقت تواصل فيه إسرائيل فرض حصار خانق وتمنع وصول المساعدات، وهو ما وصفته الأمم المتحدة بأنه “استخدام الغذاء كسلاح حرب”.
وفي الضفة الغربية، لم تسلم القرى الفلسطينية من اعتداءات الاحتلال، حيث تعرضت قرية دوما جنوب نابلس لهجوم عنيف شنه 300 مستوطن مسلح تحت حماية جيش الاحتلال. وأفاد رئيس بلدية دوما سليمان دوابشة بأن المستوطنين أطلقوا الرصاص الحي بشكل مباشر على السكان، وأحرقوا منازل ومركبات، ما أدى إلى إصابة خمسة فلسطينيين، وسط منع قوات الاحتلال لسيارات الإسعاف من الدخول لإنقاذ المصابين. ولفت دوابشة إلى أن هذا الاعتداء يأتي في إطار تصعيد مستمر مدعوم من حكومة بنيامين نتنياهو ووزرائه المتطرفين، الذين يواصلون التحريض على تهجير الفلسطينيين لصالح توسيع المستوطنات.
مع استمرار المجازر في غزة والضفة، وتفاقم معاناة آلاف العائلات المحاصرة، يبقى المجتمع الدولي عاجزاً عن وقف حمام الدم، بينما يواجه الفلسطينيون آلة القتل الإسرائيلية بأيديهم العارية، في ظل نداءات متكررة لإنقاذ ما تبقى من أرواح قبل أن يكتمل مشهد الإبادة الجماعية.
تعليقات
0