لا أحد يختلف على أن حزب الاتحاد الإشتراكي، أخذ على عاتقه في مختلف محطاته، مسؤوليات جسام بكل شجاعة وحنكة سياسية متفردة، سواء في المعارضة أو من خلال حكومة التناوب التي كان يقودها المرحوم المجاهد عبد الرحمن اليوسفي، وهو الآن يسير بخطى ثابتة في تطوير المسار الديمقراطي الذي بناه المناضلون الاتحاديون، رغم الإكراهات التي تمليها الظرفية السياسية بالمغرب.
جاء هذا الخطاب في العديد من المناسبات، كان آخرها لقاء إعلامي جمع الكاتب الأول للاتحاد الإشتراكي الأستاذ إدريس لشكر، يوم الأربعاء 26 مارس 2025 بالمقر المركزي في العاصمة الرباط، بمجموعة من المنابر الإعلامية الوطنية، حضره جانب من أعضاء المكتب السياسي.
خلال هذا اللقاء رد الكاتب الأول على أسئلة الصحافة بكل مسؤولية ووضوح، وكشف عن مواقف حزبه إزاء العديد من القضايا الوطنية والدولية التي تنسجم مع إيديولوجية حزب الاتحاد الاشتراكي، وأفكاره التي ساهمت على مدى عقود طويلة، في بناء مجتمع حداثي ومتطور..
وفي ظل ظروف عصيبة تعيشها البلاد حاليا تتمثل في غلاء المعيشة، وارتفاع نسبة البطالة، والعجز في تحقيق النمو الاقتصادي.. لم يقف حزب الاتحاد الإشتراكي موقف المتفرج، بل بادر عبر أجهزته التنظيمية، وفرقه البرلمانية إلى وضع استراتيجية لإيجاد حلول ناجعة ومستدامة تتماشى مع الرؤية الملكية الحكيمة لصاحب الجلالة محمد السادس في العديد من المجالات، لكن كل تلك المبادرات كانت تصطدم بواقع الحسابات الضيقة للحكومة، وبالتالي لم تكن تجد طريقها نحو التطبيق، لهذا وصف الأستاذ إدريس لشكر أسلوبها في العديد من المناسبات بالتغول.
ومن باب التذكير، فقد أبدى الحزب انفتاحه على جميع القوى السياسية بمختلف مواقعها الإيديولوجية وتوجهاتها السياسية، واضعا مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار، كما ظل الحزب وعلى مدى سنين يعتمد سياسة اليد الممدودة، لرأب الصدع داخل البيت الاتحادي في إطار ديمقراطي شفاف، وفي حدود الاحترام المتبادل.
لكن للأسف بعض الأشخاص يلحون إصرارا على تشويه صورة الحزب والنيل من سمعته، فتحولت أصواتهم إلى أبواق مأجورة تشن في بعض الأحيان حملة مسعورة بالوكالة، الغرض من ورائها هو استهداف الحزب ورموزه من المناضلين الشرفاء، وتتفيه عملهم النضالي، وتقزيم حجمهم في الساحة السياسية.
وقد باتت تلك الأسماء مكشوفة عند رواد الفضاء الأزرق، يقضون أوقاتهم في العالم الافتراضي، يتصيدون الأخطاء ليمارسوا لعبتهم المفضلة “الركمجة”، ويقومون بمهمة “التبزنيس” السياسي والمزايدات المجانية، والتخوين.. معتقدين أن ذلك شكل من أشكال النضال قد يساهم في تغيير واقع مبني على قناعات واختيارات ديمقراطية متينة، لن يقو على مقاومتها: لا زبد البحر ولا النزوات العابرة.
إن حزب الاتحاد الإشتراكي قوي بتاريخه النضالي، وبأجهزته التنظيمية، وبمؤسساته، وبقيادته التي لن تنحني أمام الهجوم الافتراضي، ولن تتأثر بإساءة أشخاص افتراضيين، لا يملكون في رصيدهم سوى الرعونة والابتزاز السياسي.. فالتحديات التي تنتظر حزب الوردة أكبر من ذلك، لهذا لا يمكنه سوى اعتماد أسلوب التغافل، وعدم الاكتراث بما ينشر من إشاعات مغرضة لا تسمن ولا تغني من جوع.
تعليقات
0