في ظل تخوّف «الشركاء الاجتماعيين» من أن تعيد الحكومة تكرار «فعلتها» في مسلسل إصلاح «قانون الإضراب» بعدما ضربت بمطالب النقابات عرض الحائط، وفرضت نسختها عنوة، أصبح شعار الحكومة في هذا النوع من الإصلاحات الهيكلية هو «العلاج بالصدمات».
تستعد الحكومة لإخراج نسخة صادمة مما تسميه إصلاح أنظمة التقاعد، نسخة «إصلاح بارامتري» مفصلة على مقاسها وبمنطق محاسباتي صرف، حيث من المرتقب أن تتضمن الإجراءات المرتقبة زيادة في سن الإحالة على التقاعد، ورفعًا لنسب الاقتطاع من أجور المنخرطين، وتخفيضًا لمستوى المعاشات، في تناقض صارخ مع الشعارات المعلنة حول الدولة الاجتماعية وتوسيع الحماية الاجتماعية. وهو ما يثير من جديد مخاوف «الشركاء الاجتماعيين» من أن تعيد الحكومة تكرار «فعلتها» في مسلسل إصلاح «قانون الإضراب» بعدما ضربت بمطالب النقابات عرض الحائط، وفرضت نسختها عنوة، حيث أصبح شعار الحكومة في هذا النوع من الإصلاحات الهيكلية هو «العلاج بالصدمات».
ورغم أن الحكومة تحاجج بكون الصندوق المغربي للتقاعد بات مهددًا بالإفلاس في أفق 2028، بفعل العجز التقني المسجل منذ سنوات، والذي بلغ ما مجموعه 9.8 مليار درهم سنة 2023، فإن الشكوك تحوم حول طبيعة الحلول المطروحة، خاصة أنها تنحو إلى تحميل المنخرطين كلفة فشل السياسات السابقة وسوء الحكامة، دون مساءلة حقيقية لطرق تدبير الاحتياطات المالية أو تقييم أداء الاستثمار العمومي المرتبط بها.
الحكومة تحاول – حسب النقابات – «تهويل وضعية صناديق التقاعد» وتصويرها على أنها باتت على حافة الإفلاس، والحال أن ودائعها لدى صندوق الإيداع والتدبير تكفي لديمومة هذه الصناديق لعقود قادمة، وهي بذلك تكرر نفس منطق 2016، حين نفذت إصلاحًا انفراديًا جعل الموظف العمومي وحده يؤدي ثمن «الإنقاذ المؤقت» للنظام، وهو إصلاح لم يعالج جذور الأزمة بقدر ما رحّلها لسنوات معدودات. واليوم، تعود الحكومة بنفس المنهج، في تجاهل تام لتوصيات التقارير الوطنية والدولية التي دعت إلى إصلاح شمولي متوازن، يربط بين استدامة الأنظمة وإنصاف المنخرطين.
وتتزامن هذه التحركات الحكومية مع حالة من الجمود في الحوار الاجتماعي، بعدما أخلفت الحكومة التزاماتها المتعلقة بتفعيل اللجنة العليا للحوار، وعدم عقد الجولة المنتظمة في أبريل الجاري، ما أثار استياء المركزيات النقابية. ورغم اتصال رئيس الحكومة ببعض زعماء النقابات لطلب استئناف الحوار، إلا أن غياب جدول أعمال واضح، واستمرار الحكومة في إعداد تصورها بشكل انفرادي، ينذر بإعادة إنتاج سيناريوهات التوتر التي عرفها المشهد الاجتماعي في محطات سابقة.
ويطرح مراقبون أسئلة حارقة حول مآل الأموال المتراكمة في الصناديق، والتي تُودع منذ سنوات لدى صندوق الإيداع والتدبير بعائدات هزيلة لا تتجاوز 3%، رغم إمكانيات استثمارية كان يمكن أن تحقق مردودية أفضل. كما يثير استغراب المتابعين استمرار الحكومة في إنفاق مبالغ ضخمة من أموال صناديق التقاعد في مشاريع غير مرتبطة بوظيفتها الأساسية، كما هو الشأن بالنسبة لصفقة شراء المستشفيات الجامعية بما يناهز 6.5 مليار درهم، في وقت توصف فيه هذه الصناديق بأنها على شفير الإفلاس.
وبينما تتحدث الحكومة عن توجه نحو نظام موحد للتقاعد يقوم على قطبين عام وخاص، فإن النقابات تؤكد أن التوحيد الشكلي دون معالجة اختلالات كل صندوق على حدة قد يُعمّق الأزمة بدل أن يحلها. فالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لا يزال يعاني من ضعف التغطية ونِسَب الانخراط، في حين يحقق النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد (RCAR) بعض الاستقرار رغم استقباله للآلاف من الأساتذة المتعاقدين بشكل مفاجئ، ما قد يهدد توازنه مستقبلًا.
وتشير معطيات حديثة إلى أن الصندوق المهني المغربي للتقاعد (CIMR)، الذي يُدبّر في إطار تعاقدي اختياري، استطاع تحقيق فائض تقني تجاوز 4.3 مليار درهم، وراكم احتياطات مالية بقيمة 91 مليار درهم، وهو ما يعزز الطرح القائل بإمكانية إصلاح شامل ومتدرج، يعتمد على تحسين الحكامة وتوسيع قاعدة المنخرطين، عوض الاقتصار على رفع سن التقاعد وتخفيض المعاشات.
ورغم هذه التحذيرات، تبدو الحكومة ماضية في تنزيل تصورها الخاص لإصلاح التقاعد، بصرف النظر عن موقف النقابات، ودون انتظار نتائج الحوار الاجتماعي. غير أن تمرير هذا المشروع في ظل هذا السياق المتوتر قد يُعمّق أزمة الثقة مع الشركاء الاجتماعيين، ويفتح الباب أمام موجة احتجاجات جديدة، خاصة في ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية متأزمة، وتراجع في منسوب التفاؤل العام.
لا أحد يمكنه ان يتحدث مع صندوق الإيداع والتدبير ، الذي يستغل الاحتياط المالي للصندوق المغربي للتقاعد ، وبالتالي فإن الحلقة الاضعف وهي الموظف هو الذي ستنزل عليه المطرقة ، ماذا تساوي 3٪ التي تعطى كفائدة مقابل ملايير الدراهم التي يراكمها صندوق الإيداع والتدبير من ارباح الاستثمارات التى يقوم بها باموال الموظفين والمتقاعدين، لماذا لا يكون الصندوق المغربي للتقاعد شريكا في الاستثمارات الكبرى ذات القيمة والتي تذر ارباح كبيرة،
من لاخر، لا لتتقليص المعاشات هذه هي النقطة القاسية ولن نتحملها.
السؤال المطروح إن كانت النقابات على علم وإدراك تام بأن الحكومة ستفرض رأيها وستعتمد الصيغة التي ستناسبها في نهاية المطاف فما الداعي إلى حضور اجتماعاتها التي تفضي إلى تطبيق مسودات الحكومة دون أدنى تعديل مقترح من طرف النقابات. اللهم إن كان هناك مآرب أخرى تناقش تحت الطاولة لأن النقابات ليست بهذه الدرجة من الغباء لحضور اجتماعات للإستماع إلى مقترحات الحكومة. هناك استحمار واضح للمغاربة بمباركة النقابات.
النقابات تتعامل مع الحكومة بمنطق تجاري صرف …والحكومة تعرف ان النقابات مجرد اطارات فارغة لا تمثل الشغيلة وإنما تدافع عن مصالح قادتها…ماذا بقي للنقابات بعد أن جردوها من أهم آلية الضغط عندها وهي. الإضراب…؟؟؟
لا إصلاح ولا يحزنون الحكومة تبحث عن ت فير سيولة مالية لإنجاز مشاريع والتزامات المونديال حتى ولو على حساب صحة
وجيوب المتقاعدين.
بما ان المغرب عضو في منظمة العمل العربية و المنظمة الدولية للشغل، اليس حريا النقابات و العمال والموظفين تقديم تظلم مباشر لها؟ ولماذا لم تستحدث عريضة إلكترونية من قبل النقابيان او العمال و الموظفين لطلب تحكيم الملك؟
مبغاو يصلحو ولا يحزنون كلشي باين
حكومة النفاق والاعتناق ، حكومة الذل والهوان ، حكومة الخبث والكيد للشعب المغربي ، تسعى لإشعال الفتنة وإدخال المغرب في نفق مظلم ، غرها سكوت المغاربة فحذا رب من هذا الضغط البغيض ، الفتنة نائمة لعنة الله على من ايقظها. حسبنا الله ونعم الوكيل فيها
….هذا ما سيكون القشة التي ستقصم ظهر هذه الحكومة…..سترون….
لآ للرفع من سن التقاعد والمساس بمهية الموظف هرمنا واصبتنا امراض مزمنة ابن كيران زاد 3 سنوات والاب ديالي انقص لي 3 سنوات يعني سن تقاعدي هو 66 سنة وفي حالة لآ قدر الله رفع سن التقاعد هدا قتل راحت الموظف من العمل إلى القبر حسبي الله ونعم الوكيل