بوادر أزمة حقيقية لتسويق الحليب تلوح في الأفق والفيدرالية البيمهنية للحليب بالمغرب تدق نقوس الخطر

محمد أزرور الأربعاء 23 أبريل 2025 - 14:53 l عدد الزيارات : 71227

تصريحات تحذر من اختفاء الحليب بالمغرب خلال ثلاثة أشهر وسط جدل “السل”

حذّر محمد ريطا، المدير العام للفدرالية البيمهنية للحليب بالمغرب، من أزمة خانقة تلوح في الأفق قد تؤدي إلى اختفاء الحليب من الأسواق الوطنية خلال ثلاثة أشهر فقط، وذلك بسبب تراجع غير مسبوق في الإقبال على الحليب المبستر نتيجة مخاوف مرتبطة بإمكانية انتقال داء السل عبر الحليب ومشتقاته غير المعقمة، كما يتم تداوله على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي. ريطا، الذي تحدث في تصريح خاص لجريدة “أنوار بريس” على هامش فعاليات الدورة السابعة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، أوضح أن هذه الأخبار المقلقة المتداولة بطريقة موحدة وتوقيت متزامن تفتقر إلى المصداقية العلمية، لكنها رغم ذلك أحدثت ارتباكاً كبيراً في السوق وأثرت سلباً على سلوك المستهلك.

وفي محاولة لاحتواء تداعيات هذا الجدل، سارعت الفدرالية إلى نشر بيان رسمي باللغتين العربية والفرنسية عبر مختلف الوسائط الإعلامية، تؤكد فيه أن الحليب المصنع والمبستر يخضع لمراقبة مخبرية صارمة، ويُسوّق وفق معايير تضمن سلامته الاستهلاكية، على عكس الحليب المتداول بطرق عشوائية وغير خاضعة لأي مراقبة صحية. وشدد ريطا على أن الفدرالية تعيش قلقاً متزايداً بعد تسجيل انخفاض حاد في مبيعات الحليب المبستر خلال الأسبوع الجاري، وهو ما يهدد بنسف الانتعاش التدريجي الذي بدأ يعرفه القطاع بفضل تظافر الجهود الرسمية وتحسن التساقطات المطرية مؤخراً.

ويأتي هذا الوضع ليعيد طرح الأسئلة القديمة حول نجاعة ما يسمى بمخطط “المغرب الأخضر”، الذي خصصت له الدولة موارد مالية ضخمة دون أن ينجح في حماية سلسلة إنتاج الحليب، والتي تُعد إحدى أكثر السلاسل حساسية واستراتيجية بالنظر إلى مساهمتها المباشرة في الأمن الغذائي، وارتباطها الوثيق بالتشغيل في العالم القروي وشبه الحضري. إذ تشير المعطيات إلى أن هذا القطاع يوفّر ما يناهز 50 مليون يوم عمل سنوياً على طول سلسلة القيمة، ما يجعل أي اضطراب فيه بمثابة تهديد مزدوج، اقتصادي واجتماعي في آن واحد.

ومع توالي الأزمات، من ضعف الإنتاج إلى الندرة، ومن غلاء الأعلاف إلى هشاشة قنوات التوزيع، وجد الفلاحون الصغار والمنتجون أنفسهم في قلب عاصفة جديدة تُنذر بخسائر فادحة على مستوى الدخل والتشغيل، بينما تبقى الأسواق التقليدية مفتوحة أمام منتجات حليبية غير مراقبة، تغذي المخاوف وتضاعف من حجم الإرباك. أمام هذا الوضع، اقترح ريطا جملة من التدابير العاجلة، من بينها تكثيف حملات التواصل مع المواطنين لاستعادة ثقتهم في جودة المنتَج الوطني، ودعوة الحكومة إلى دعم عمليات تجميع وتجفيف الحليب لضمان استمرارية الإنتاج وإنقاذ آلاف الأسر المرتبطة به.

وأكد المدير العام للفدرالية في ختام تصريحه، أن اجتماعاً مرتقباً سيُعقد قريباً مع وزير الفلاحة، بهدف وضع خطة استباقية لمواجهة الأزمة واتخاذ قرارات عملية لتجاوز الخلل، حماية للقطاع ودعماً لاستقراره في مواجهة الهشاشة المتفاقمة وسوء الفهم الذي تسببت فيه إشاعات لا تستند إلى أساس علمي.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الخميس 22 مايو 2025 - 20:31

دكاترة وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات يقررون الدخول في إضراب وطني

الخميس 22 مايو 2025 - 20:22

الرد الشامل على اللغو السافل: باب ما جاء في انسحاب الاتحاد من العبث

الخميس 22 مايو 2025 - 20:13

بوريطة.. سلوفاكيا والمغرب تجمعهما علاقات قوية ويتقاسمان توجهات مشتركة حول العديد من القضايا…

الخميس 22 مايو 2025 - 18:39

هلال.. الحكم الذاتي يعد الأساس السياسي والمؤسساتي للتنمية في الصحراء…

error: