رحمة بورقية: من الضروري إدراج التربية على الحصانة الرقمية في منظومتنا التربوية

أنوار بريس الخميس 1 مايو 2025 - 13:07 l عدد الزيارات : 15811

أكدت رئيسة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، رحمة بورقية، أمس الأربعاء بالرباط، أنه بات من الضروري إدراج التربية على الحصانة الرقمية في منظومتنا التربوية.

وقالت بورقية، في كلمة افتتاح الجمعية العامة للمجلس، المخصصة لمناقشة مشروع التقرير الذي أعدته الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس، حول المرحلة التجريبية لمشروع “المدارس الرائدة”، “نحن مطالبون بأن نعي واقعا جديدا، ذلك أننا نعيش تحولا عميقا من حيث أثر وسائل التواصل الاجتماعي على ملَكات تفكير جيل لم يخضع لتربية رقمية”.

وأوضحت أن التقدم التكنولوجي يتحدى قدرة المنظومة التربوية على مسايرته، نظرا لتواتر الاكتشافات المتسارعة، المذهِلة أحيانا، وتأثيرها على مجال التربية، مشددة على أنه “إذا لم تتدارك منظومة التربية والتكوين هذا الأمر، فسيفرز لنا العالم الرقمي، لا مَحالة، كائنات رقمية منسلخة عن الواقع، وخاضعة لسلطة الخوارزميات ولا تحكمها أية قوانين”.

وأضافت أن الأمر لا يتطلب تعلم الرقميات من زاوية الاستعمال التقني، أو توظيفها في الدروس داخل القسم فحسب، أو الاقتصار على الدعوة لاستعمال السبورة الرقمية في التدريس، وإنما أن ترافق، ما نسميه بالإصلاحات التعليمية، ثورة ثقافية رقمية جديدة، تمكن النشء من استيعاب التعامل مع العالم الرقمي بحس نقدي يكتسبه التلميذ داخل المدرسة.

واعتبرت أنه أصبح من اللازم أن نستوعب أن التعليم يقوم على ثقافة جديدة، مفادها أن التربية والمعرفة في أزمة، جراء ضياعها في فيض من الجهل الذي يجتاح شبكات التواصل الاجتماعي في الفضاء الرقمي.

وتابعت أن النجاح في هذه المهام لن يتحقق إلا إذا تم الاشتغال وفق مقاربة تزاوِج، من جهة، بين ضمان توطيد واستمرارية ما تحقق من مكاسب، ومن جهة ثانية، ضخ دينامية جديدة تروم التركيز على القضايا التي تتطلبها المرحلة، وابتكار أساليب جديدة لضمان نجاعة عمل المجلس.

وقالت رئيسة المجلس “نحن مدعوون إلى النظر إلى المرحلة التي نحن مقبلون عليها، كمرحلة حاسمة لتحقيق تغيير لتعميق وتسريع الإصلاحات الأساسية، وابتكار الآليات الجديرة بتحقيقها على أرض الواقع. وقد لن يتأتى ذلك، دون استهداف ما هو بنيوي؛ لأننا استنفدنا زمن الإصلاح، وأضحى هذا المفهوم يفقد معناه”.

وذكرت بأن التربية والتكوين والبحث العلمي في كل بلدان العالم، تعيش دائما على وقع التغيير المستمر، وهي دائمة التجدد، لأن التطور هو سيرورة ضرورية في ظل التحول الذي يحدث على مستوى علوم التربية ونظريات التعلم، والمعارف العلمية، بالإضافة إلى التحديات التي تفرزها كل مرحلة من مراحل تحول المجتمع والعالم؛ مما يتطلب من المؤسسات المعنية، ومن كل فاعل في مجال التربية والتعليم، أن يساير هذا التحول بيقظة مستمرة، في سياق نموذج تربوي مبتكر، من شأنه أن يحقق النقلة النوعية لهذا القطاع.

وخلصت إلى ضرورة تحقيق الالتقائية بين كافة المؤسسات المتدخلة في التربية والتكوين والبحث العلمي، رغم اختلاف مهامها، للارتقاء بالتربية والتكوين والبحث العلمي، وإنجاح التحول المنشود، الكفيل بإحداث الأثر الملموس على مكامن الضعف في المنظومة التعليمية.

ويتضمن جدول أعمال هذه الدورة تقديم عرض يرصد نتائج وخلاصات تقييم المدارس الرائدة، وهو العمل التقييمي الذي أنجزته الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس؛ وتقديم مشروع إحداث “مجموعة عمل خاصة” تتولى الاشتغال على موضوع التكوين المستمر.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الجمعة 2 مايو 2025 - 23:46

حوار خاص مع حميد الدراق: الاتحاد الاشتراكي بتطوان يسترجع قوته والتنمية مسؤوليتنا المشتركة

الجمعة 2 مايو 2025 - 22:11

من منتدى مراكش.. رئيس البرلمان الأنديني يجدد دعمه للوحدة الترابية للمغرب ويشيد بالمبادرة الأطلسية لجلالة الملك…

الجمعة 2 مايو 2025 - 21:23

إدارة الدفاع الوطني تنبه مستخدمي “Mozilla Firefox” من ثغرات أمنية خطيرة

الجمعة 2 مايو 2025 - 21:02

توقيع مذكرة اتفاق بين المجلس الأعلى للحسابات ومنظمة الأفروساي

error: