شدد رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، عبد الرحيم شهيد، خلال كلمة ألقاها شهيد في افتتاح الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، المنعقد بمراكش صباح اليوم الجمعة 2 ماي 2025، على أن الاشتراكيين في مختلف أنحاء العالم مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز العمل المشترك لمواجهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والبيئية، والتصدي للفوارق الدولية التي تمس مصالح الشعوب، داعيا إلى ترسيخ السلم والتضامن والعدالة الاجتماعية في العالم، مؤكدا على أن هذا اللقاء فرصة لتوطيد العلاقات بين الاشتراكيين الشباب وتعزيز القيم الإنسانية الكونية العادلة والتضامنية.
وأوضح شهيد أن مدينة مراكش الحمراء، تشكل مهد الحضارة وأحد أعماق التاريخ المغربي العريق، تحتضن اليوم هذه الدورة لتجديد الأمل في عالم تسوده الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص، وليؤكد الجميع أن المشروع الاشتراكي الديمقراطي هو الخيار الأنسب لمواجهة المعضلات الراهنة وتحسين ظروف عيش المواطنين.
كما شدد رئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب على أن العالم يمر بتحولات جيواستراتيجية متسارعة، كان لها أثر عميق على العلاقات الدولية، بدءا من جائحة كورونا التي دفعت الدول إلى مراجعة سياساتها العمومية وتعزيز سيادتها الاقتصادية، وصولا إلى تصاعد الحروب والنزاعات التي زادت من التوترات العالمية، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا، والحرب الهمجية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني منذ أكتوبر 2023، والتي قال أنها “تسهم في زعزعة الوضع في الشرق الأوسط برمته”.
وأكد رئيس الفريق الاشتراكي أن هذه الأزمات تفرض على البرلمانيين والسياسيين الاشتراكيين رفع صوت السلام والتمسك بالحلول السياسية السلمية للنزاعات، والعمل من أجل نظام عالمي عادل ومنصف يعزز التعاون بين الدول والشعوب، ويدعم التنمية المشتركة التي تخدم الإنسانية، مضيفا أن من أولويات الاشتراكيين في الوقت الراهن، مواجهة الاستنزاف غير العادل للموارد الطبيعية، واعتماد سياسات عمومية إيكولوجية تحافظ على البيئة وتضمن الاستغلال المتوازن للثروات الطبيعية، ليضيف قائلا: “نجد أنفسنا مضطرين للعمل الجماعي من أجل ترسيخ السلم الاجتماعي وتقليص الفوارق والاختلالات، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، ومن هنا تأتي أهمية مواصلة لقاءاتنا كاشتراكيين، وفتح النقاش السياسي المستمر من أجل إيجاد حلول جماعية وابتكار تدابير لمعالجة الأوضاع المتأزمة”.
كما أعرب شهيد عن سعادته بنجاح انعقاد الدورة الثالثة للمنتدى، الذي انطلقت دورته الأولى بمراكش قبل ثلاث سنوات، ثم انتقل إلى بوغوتا بأمريكا اللاتينية، ليعود مجددا إلى إفريقيا، منوها بمجهودات منسق المنتدى الحسن لشكر، وكافة المشاركين، مؤكدا أن هذا الفضاء سيظل ملتقى دوليا للشباب البرلماني الاشتراكي للتفكير الجماعي وتبادل التجارب، وتعزيز السياسات ذات الأثر الاجتماعي والإدماج الفعلي لجميع مكونات المجتمعات.
تعليقات
0