في إطار أشغال اليوم الثاني من المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين المنعقد بمدينة مراكش، عرفت الجلسة الرابعة تحت عنوان “دور الدبلوماسية البرلمانية في التعاون الاقتصادي والتجاري جنوب-جنوب”، مشاركة نخبة من البرلمانيين الشباب يمثلون قارات متعددة، من بينهم النائب جيريمي ليسوبا من الكونغو، والنائبة فاليريا فلوريس غونا من المكسيك، والنائبة المغربية حياة العرايش عن مجلس النواب، إلى جانب النائب بيريز التاميراندا من كولومبيا، والنائب أوتونييل تيخيدا من جمهورية الدومينيكان، والنائب مايكل ما بيكي من أوغندا، فضلا عن فيليبي ديلغادو، رئيس الفيناكون بمجلس المستشارين بكولومبيا.ط، حيث شكلت الجلسة منصة حوارية خصبة لتبادل وجهات النظر حول سبل تفعيل الدبلوماسية البرلمانية كأداة لتعزيز التكامل الاقتصادي بين دول الجنوب، وتكريس الشراكات التضامنية في مواجهة التحديات المشتركة.
وقد أكدت النائبة البرلمانية عن الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، حياة العرايش، في مداخلتها خلال هذه الجلسة على الدور الحيوي الذي تضطلع به الدبلوماسية البرلمانية في ترسيخ التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول الجنوب، مشددة على أن هذا التعاون يمثل خياراً استراتيجيا للمملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مسلطة الضوء على تجربة المغرب الرائدة في هذا المجال، معتبرة أن التعاون جنوب-جنوب يعد ركنا أساسيا في السياسة الخارجية للمملكة، مبنيا على منطق رابح/رابح وروح التضامن الفاعل.
وأشارت النائبة البرلمانية، القادمة من الأقاليم الجنوبية للمملكة، إلى المبادرات الملكية الكبرى التي تعكس هذه الرؤية، من بينها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، ومبادرة البلدان الإفريقية الأطلسية، بالإضافة إلى الدعم المتواصل في مجالات البنيات التحتية، والطاقات المتجددة، والأمن الغذائي، وتدبير الموارد المائية.
كما أبرزت المتحدثة أن المغرب، من خلال احتضانه لمنتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب في أبريل المقبل، يكرّس موقعه كفضاء للحوار والتكامل، خاصة عبر منصات التعاون البرلماني التي تسعى إلى تنسيق التشريعات الاقتصادية وتبادل الخبرات والابتكار في مجال التنمية.
ولم تغفل العرايش التحديات التي تعرقل فعالية الدبلوماسية البرلمانية في دعم هذا التعاون، مثل عدم الاستقرار الجيوسياسي، والتحديات المناخية والأمنية، وضعف التنسيق التشريعي، والتبعية الاقتصادية للشمال، معتبرة أن تجاوز هذه العراقيل يتطلب انخراطا برلمانيا فاعلا.
وفي ذات السياق، دعت النائبة إلى تفعيل دور مجموعات الصداقة والشعب البرلمانية كأدوات لتعزيز الحوار السياسي والاقتصادي، والدفاع عن المصالح الاستراتيجية المشتركة، وتوسيع قنوات التعاون مع المجتمع المدني والقطاع الخاص، قبل أن تختم مداخلتها بالتأكيد على أن السلام شرط أساسي للتنمية، معتبرة أن مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية تمثل الحل الواقعي والنهائي للنزاع المفتعل، ومبادرة مغربية خالصة من أجل سيادة وطنية وسلام دائم.
وشكلت الجلسة منصة للنقاش البناء بين نخبة من البرلمانيين الشباب من مختلف الدول، حيث تبادل المشاركون الرؤى حول سبل تعزيز التضامن جنوب-جنوب، وتفعيل دور البرلمانات في دعم أجندات التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي المشترك.
تعليقات
0