الحسيمة – نبيل أخلال
في حادث يعكس تصاعد وتيرة الهجرة غير النظامية انطلاقًا من شمال المغرب، تمكن 17 مهاجرًا، جميعهم من أصول مغربية، من الوصول إلى سواحل إقليم غرناطة جنوب إسبانيا، صباح الجمعة 2 ماي الجاري، بعدما أبحروا على متن قارب سريع من نوع “فانتوم” انطلق من أحد شواطئ إقليم الحسيمة.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، فإن القارب السريع نجح في اختراق الرقابة البحرية والوصول إلى المياه الإقليمية الإسبانية دون أن يتم رصده من قبل أجهزة المراقبة، مستفيدًا من سرعته الكبيرة وتكتيك التخفي الذي باتت تعتمده شبكات تهريب البشر.
وبمجرد اقتراب القارب من اليابسة، قفز المهاجرون إلى مياه البحر في محاولة للسباحة نحو الشاطئ، حيث تم توقيفهم من طرف عناصر الحرس المدني الإسباني الذين تدخلوا لإنقاذهم، في حين تمكن القارب من الفرار والعودة بسرعة إلى السواحل المغربية دون أن يتم تعقبه.
الحادث يسلّط الضوء مجددًا على تطور أساليب الهجرة السرية في المنطقة، حيث باتت الزوارق السريعة أداة رئيسية تستخدمها شبكات التهريب العابرة للحدود، مستغلة الثغرات الأمنية وصعوبة تتبع هذه القوارب، التي غالبًا ما تعود أدراجها مباشرة بعد إنزال المهاجرين.
ويأتي هذا التطور في وقت تعرف فيه سواحل الحسيمة والناظور تزايدًا ملحوظًا في عمليات الهجرة السرية، خاصة مع تحسن الأحوال الجوية، ما يفرض على السلطات في الضفتين تعزيز التعاون الأمني وتكثيف المراقبة البحرية لاحتواء هذه الظاهرة التي باتت تهدد سلامة المهاجرين وتشكل تحديًا مستمرًا للسلطات.
تعليقات
0