البيان الختامي لمنتدى البرلمانيين الشباب بمراكش.. دعم للحكم الذاتي وإشادة بمبادرة المغرب الأطلسي بقيادة جلالة الملك ودعوة للعدالة والسلم والتضامن الدولي…

اختتمت، مساء اليوم السبت 3 ماي الجاري، بمدينة مراكش، أشغال الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، التي انعقدت على مدى يومين، وسط حضور شبابي برلماني من مختلف دول العالم، وبأجواء طبعتها روح التضامن والنضال من أجل القيم التقدمية والديمقراطية والعدالة المناخية والاجتماعية، حيث عبر المنتدى عن دعمه القوي “بمبادرة المغرب الأطلسية”، التي يقودها جلالة الملك محمد السادس، والرامية إلى جعل المحيط الأطلسي فضاء للتعاون بين دول المنطقة الإفريقية، خاصة من خلال تمكين دول الساحل من الولوج إليه، كما دعم المشاركون مبادرة الحكم الذاتي المغربية، باعتبارها الحل الوحيد الواقعي والجاد وذا المصداقية للنزاع الإقليمي حول الصحراء، في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية.

البيان الختامي، الذي تلاه الحسن لشكر، المنسق الدولي للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب، حمل سلسلة من المواقف القوية والتوجهات المشتركة التي توحد شباب اليسار عبر القارات، وأعلن عن إرادة جماعية للاضطلاع بدور قيادي في مواجهة التحديات الدولية المعقدة.

تحية تقدير لحزب الاتحاد الاشتراكي وشبكة مينا-لاتينا والفريق الاشتراكي بالبرلمان المغربي..

واستهل البيان بتحية عالية موجهة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي، وشبكة مينا-لاتينا، والفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية بالبرلمان المغربي، نظير التزامهم واحتضانهم لأشغال المنتدى في أجواء تطبعها الأخوة، والتضامن، والدفاع عن القيم التقدمية المشتركة بين الشعوب.

الدعوة إلى إصلاح شامل للنظام المتعدد الأطراف والمؤسسات الدولية..

وأكد البرلمانيون الشباب المجتمعون في مراكش على ضرورة مراجعة النظام المتعدد الأطراف بشكل جذري، لضمان سلام عالمي عادل ودائم، مع دعوة صريحة لإصلاح المؤسسات الدولية بما يضمن حكامة أكثر عدالة وشمولاً وديمقراطية، تعكس تطلعات الشعوب، خاصة في الجنوب العالمي.

التمسك بحقوق الإنسان والحريات الأساسية والمساواة بين الجنسين..

وجدد المنتدى التزامه الثابت بصيانة حقوق الإنسان الأساسية، والمساواة بين الجنسين، وحرية الرأي والتعبير والتنظيم، مؤكداً ضرورة تعزيز الدفاع عن الحريات في مختلف السياقات الوطنية والدولية، كمبدأ لا يقبل التراجع أو التأجيل.

محاربة كافة أشكال التمييز والاضطهاد والدعوة للعدالة الاجتماعية..

وأعلن المنتدى التزامه الواضح بمحاربة كل أشكال التمييز والاضطهاد، والدفاع عن الديمقراطية والتضامن والعدالة الاجتماعية، داعيا إلى تكثيف الجهود من أجل تحقيق السلم والأمن والاستقرار في مختلف مناطق العالم.

مقاربة تضامنية للهجرة تدافع عن كرامة الإنسان..

وفي ملف الهجرة، دعا المشاركون إلى تبني مقاربة إنسانية وشاملة ومنصفة، تقوم على احترام حقوق الإنسان، والتعاون الدولي، ومحاربة الشبكات الإجرامية، دون تجريم المهاجرين، وبما يضمن كرامتهم وأمنهم وسلامتهم.

صندوق دولي للعدالة المناخية لمواجهة آثار التغير المناخي على دول الجنوب..

وفي مواجهة التحديات البيئية المتصاعدة، طالب المنتدى بإنشاء صندوق دولي للعدالة المناخية لدعم دول الجنوب، ومساعدتها على التكيف مع الآثار الوخيمة للتغير المناخي، وعلى رأسها الجفاف، التصحر، وندرة المياه.

دور الدبلوماسية البرلمانية والتعاون جنوب-جنوب في تحقيق التنمية الشاملة..

أبرز البيان أهمية الدبلوماسية البرلمانية كأداة لتعزيز الروابط بين الشعوب، وتقوية التعاون الاقتصادي بين دول الجنوب، بما يفضي إلى تنمية شاملة ومستدامة تحترم السيادة المشتركة وتستند إلى التضامن.

من أجل سيادة غذائية وعدالة اجتماعية وتمكين الشباب والنساء..

ودعا المنتدى إلى تحول عميق في أنظمة الغذاء والزراعة في العالم، من خلال تبني سياسات شاملة وابتكارية، واستثمارات عمومية طموحة، تضمن السيادة الغذائية، وتواجه التغير المناخي، وتقلص الفوارق الاجتماعية، وتوفر فرصاً حقيقية للشباب والنساء.

تعميم الرعاية الصحية وتعزيز الأنظمة العمومية والتأهب للأزمات العالمية..

طالب المشاركون بضمان الولوج الشامل إلى الرعاية الصحية وتعزيز الأنظمة العمومية، مع الاستعداد الاستباقي للأزمات الصحية العالمية من خلال آليات تضامنية وتعاون دولي فعّال.

مبادرات الاندماج الإقليمي أولوية استراتيجية خاصة بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية..

وأكد البيان على ضرورة مضاعفة مبادرات الاندماج الإقليمي، خاصة بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية، في أفق تنموي وتضامني يعزز السيادة المشتركة، ويساهم في التنمية المستدامة لدول الجنوب.

دعم مبادرة المغرب الأطلسية ومبادرة الحكم الذاتي..

وعبر المنتدى عن دعمه القوي لـ”مبادرة المغرب الأطلسية”، التي يقودها جلالة الملك محمد السادس، والرامية إلى جعل المحيط الأطلسي فضاء للتعاون بين دول المنطقة الإفريقية، خاصة من خلال تمكين دول الساحل من الولوج إليه. كما أكد المشاركون دعمهم الكامل لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، باعتبارها الحل الوحيد الواقعي والجاد وذا المصداقية للنزاع الإقليمي حول الصحراء، في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية.

إدانة للجرائم الإسرائيلية ودعوة إلى اعتراف دولي بدولة فلسطين..

أدان المنتدى بشدة الجرائم المرتكبة من قبل حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، واعتبرها انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، داعيا إلى الوقف الفوري للهجمات، وإنهاء الاحتلال، وفتح تحقيق دولي مستقل، كما شدد على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية كشرط أساسي لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم.

قلق بالغ من تراجع الديمقراطية في تركيا ومطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين..

وعبر البرلمانيون الشباب عن قلقهم العميق إزاء التدهور الخطير للديمقراطية ودولة القانون في تركيا، منذ نهاية سنة 2024، في ظل حملة قمع ممنهجة تستهدف المنتخبين المعارضين، والمسؤولين العموميين، والشباب المناضلين، واعتبر المنتدى اعتقال أكرم إمام أوغلو، عمدة إسطنبول وأبرز مرشحي المعارضة، واحتجاز عدد من البرلمانيين والطلبة، اعتداء مباشراً على السيادة الشعبية واستقلالية القضاء، مطالبين بالإفراج الفوري عنهم، واستعادة دولة القانون والحريات الأساسية في البلاد.

تعبئة شبابية تقدمية لمواصلة النضال العالمي المشترك..

واختتم البيان بإعلان المشاركين تعبئتهم الجماعية كشباب تقدمي ليكونوا في طليعة التحولات الاجتماعية والديمقراطية والبيئية الضرورية.. وتعهدوا بالاستمرار في هذه الدينامية الجماعية، وتعميق الروابط التي أنشأها المنتدى، والاستعداد المشترك للخطوات المقبلة في مسار النضال المشترك.

وقد تم المصادقة  على توصيات البيان بإجماع المشاركات والمشاركين في أشغال الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين.