كشف رئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب عبد الرحيم شهيد، إن الدورة الثالثة من المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، التي احتضنتها مدينة مراكش، اختتمت بإصدار بيان ختامي تضمّن مجموعة من التوصيات المركزية والمهمة المرتبطة بالقضايا الكبرى التي تشغل بال العالم، وعلى رأسها السلم وسبل مواجهة الحروب، وهي قضايا تؤطرها المرجعية الاشتراكية التي لطالما كانت ضد النزاعات العسكرية. وأكد أن البيان الختامي شدد بوضوح على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، واستئناف مسار حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، باعتباره مدخلًاج لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وفقا للشرعية الدولية والمواثيق الأممية.
وأضاف شهيد أن المنتدى توقف أيضا عند المبادرات الجيواستراتيجية، حيث نوه بشكل خاص بالمبادرة المغربية للمحيط الأطلسي، واعتبرها نموذجا للتنمية الشاملة في المنطقة، خصوصا في ما يتعلق بضمّ دول الساحل وإدماجها في الفضاء الأطلسي، كما توقف عند التحول الملحوظ في مواقف عدد من المنظمات الشبابية الاشتراكية التي كانت لسنوات طويلة تصنف في خانة العداء للقضية الوطنية، لكنها اليوم باتت على بينة، وانضمت إلى صفّ الداعمين للوحدة الترابية للمملكة، مبرزا أن المنتدى تبنى موقفا واضحا وصريحا يعتبر الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي والسياسي الوحيد لإنهاء الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، معتبرا ذلك مكسبا مهما يحسب للفريق الاشتراكي، وللشبيبة الاتحادية، وللدبلوماسية الحزبية التي راكمت عملا طويلا ومتأنيا في هذا الاتجاه، قبل أن يؤكد أن المنتدى انتقل من فضاء للنقاش انطلق قبل سنتين من مراكش، ثم بأمريكا اللاتينية، ليعود هذه السنة بزخم أكبر ووعي أعمق، حيث أصبح العديد من الاشتراكيين الذين شاركوا في دورة 2023 اليوم في مواقع القرار، وهو ما يمثل ربحا حقيقيا، لأن المغرب كسب سفراء يفهمون قضاياه ويدافعون عنها من مواقعهم الجديدة.
وفي الجانب الاقتصادي والاجتماعي، أوضح رئيس الفريق الاشتراكي أن المنتدى سجّل مواقف مهمة تدعو البرلمانيين الشباب الاشتراكيين إلى لعب دور فعّال في بلدانهم، من أجل الدفاع عن سياسات عمومية تحارب الفقر، وتواجه جشع العولمة الذي يخدم دول الشمال على حساب الجنوب، وتكرّس العدالة الاجتماعية، خاصة في مجالات الحماية الاجتماعية والحق في الصحة، وهي أولوية كشفت أهميتها تجربة جائحة كوفيد. كما أشار إلى أن البيئة أصبحت قضية مركزية في السياسات الاشتراكية بالنظر إلى ما تطرحه التغيرات المناخية من تحديات كبرى على الشعوب، سواء في ما يخص الجفاف أو الفيضانات، مضيفا أن القيم الاشتراكية الأصيلة كانت حاضرة في كل توصيات المنتدى، من الدفاع عن حقوق الإنسان، إلى ترسيخ المساواة بين الجنسين، وهو ما جعل من هذا المنتدى فضاء متميزا لتراكم نضالي دبلوماسي مواز، يستعد للعودة في دورة جديدة خلال السنة المقبلة بأمريكا اللاتينية، بنفس الروح والتوجهات، مؤكدا أن الفريق الاشتراكي والاتحاد الاشتراكي راضيان تماما عن مخرجات البيان الختامي، لأنه انتقل بقضايا تهم المغرب من مرحلة إلى مرحلة أخرى أكثر تقدماً ووضوحا.
تعليقات
0