قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء في إعلان مفاجئ: “أعلن الحوثيون أنهم لم يعودوا يريدون القتال. ببساطة لا يريدون القتال بعد الآن. وسنكرم ذلك. سنوقف القصف، وقد استسلموا”. وأضاف أن المعلومات وصلت إليه من “مصدر جيد جدًا”، مشيرًا إلى أن الحوثيين تعهدوا بوقف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وجاء هذا الإعلان في وقت بالغ الحساسية، إذ كشف وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي عن نجاح وساطة بلاده في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحوثيين والولايات المتحدة. وقال البوسعيدي: “بعد المناقشات والاتصالات التي أجرتها سلطنة عمان مؤخرا مع الولايات المتحدة الأميركية والسلطات المعنية في صنعاء (…) أسفرت الجهود عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين”، مؤكدًا أن الاتفاق يشمل أيضًا وقف استهداف السفن الأمريكية وضمان حرية الملاحة وحركة الشحن التجاري الدولي.
ويمثل هذا التطور محطة فارقة في الصراع، لا سيما أنه يأتي في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي ضد اليمن، إذ دمرت غارات جوية إسرائيلية مطار صنعاء الدولي بالكامل وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 35 آخرين، بحسب الحوثيين. وشهدت العاصمة أيضًا استهداف محطات كهرباء ومصنع إسمنت في محافظة عمران، فيما أعلنت إسرائيل أن الهجمات جاءت ردًا على إطلاق الحوثيين صاروخًا بالستيًا فرط صوتيًا استهدف مطار بن غوريون قرب تل أبيب.
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023، كثف الحوثيون المدعومون من إيران هجماتهم على إسرائيل والسفن التجارية، معتبرين ذلك دعمًا للفلسطينيين في قطاع غزة. وقد ردت الولايات المتحدة، بمشاركة بريطانيا أحيانًا، بغارات جوية مكثفة على مواقع الحوثيين في اليمن، أسفرت عن مقتل نحو 300 شخص وفقًا لأرقام الحوثيين.
حتى الآن، لم يصدر أي رد رسمي من الحوثيين على إعلان ترامب والوساطة العمانية. في المقابل، أعلن المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله” (الاسم الرسمي للحوثيين) في بيان أن “العدوان الإسرائيلي والأمريكي لن يمر بدون رد ولن يثني اليمن عن الاستمرار في موقفه المساند لغزة”. ويشير هذا البيان إلى نية الحوثيين الرد على الغارات الإسرائيلية الأخيرة، لا على اتفاق وقف إطلاق النار مع واشنطن.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنت الثلاثاء غارات مكثفة على العاصمة اليمنية صنعاء أدت إلى تدمير مطار صنعاء الدولي بشكل كامل، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وتحطم ثلاث طائرات مدنية، إضافة إلى قصف محطات كهرباء ومصنع إسمنت في محافظة عمران. وجاءت هذه الغارات ردًا على إطلاق الحوثيين صاروخًا بالستيًا فرط صوتي باتجاه مطار بن غوريون في إسرائيل، في تصعيد غير مسبوق بين الطرفين.
وفي ظل تحذيرات الجيش الإسرائيلي من أن الرد لن يكون “دفعة واحدة بل على مراحل”، حذر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ من خطورة التصعيد، داعيًا الأطراف كافة إلى ضبط النفس وتجنب أعمال تزيد من معاناة المدنيين.
ومع دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ، يبقى السؤال الكبير: هل سيكون وقف إطلاق النار مقدمة لمرحلة تهدئة أوسع في المنطقة، أم مجرد استراحة قصيرة في صراع معقد ينذر بالمزيد من المفاجآت؟
تعليقات
0