اختتام “ملتقى الفنون التشكيلية” في خنيفرة بطموح تحويله مستقبلا من تظاهرة وطنية إلى دولية

أنوار بريس الخميس 8 مايو 2025 - 11:45 l عدد الزيارات : 1995
أحمد بيضي
من قلب أحد المآوي السياحية بمنتجع أروكو، ضواحي مدينة خنيفرة، وفي أجواء حفل مفعم بالإبداع والاعتراف، تم الإعلان، مساء الأحد 4 ماي 2025، عن اختتام فعاليات “الملتقى الوطني الثالث للفنون التشكيلية”، الذي نظمته “جمعية لمسات فنية” بخنيفرة، تحت شعار: “غنى المكون الثقافي بالأطلس المتوسط وجماليته”، وقد تميز هذا الحفل بحضور لافت للفنانين والفنانات التشكيليين المشاركين في الملتقى، إلى جانب شركاء داعمين، وفاعلين مدنيين، وعدد من المبدعين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني.
تميز الحفل بتكريم المشاركين والمشاركات من خلال تقديم شهادات تقديرية وهدايا رمزية، عربون اعتراف بمساهماتهم الفنية والإبداعية في إنجاح هذه المحطة الثقافية المهمة، كما شمل التكريم شخصيات من الداعمين والشركاء، اعترافا بجهودهم في مواكبة واحتضان هذا المشروع الفني الطموح، ولم تخل لحظات الحفل من كلمات مؤثرة وقفت عند جهود “جمعية لمسات” في النهوض بالفن التشكيلي محليا ووطنيا، ودعت مختلف الجهات المعنية إلى تقديم الدعم الضروري لمواصلة هذه الدينامية الثقافية.
وبعد كلمة مايسترو جمعية لمسات، المحجوب نجماوي، التي شدد فيها على دلالات التظاهرة، جاءت كلمة القاص والناقد حميد ركاطة، الذي اعتبر “صانع الجمال هو من يبني المجتمعات السليمة، ويرسم الحب والسلام والذوق الرفيع”، مضيفا “أن الفنان حين يغضب لا يثور إلا على ما هو غير منطقي وغير واقعي”، وأنه، “في عالمه الخاص ومخياله الجميل يبحث دائما في كيفية ترجمة القبح إلى جمال”، فيما لم تفته الإشادة بجمعية لمسات التي وصفها بكونها جمعية ذات بصمة قوية وقوة اقتراحية واضحة في مسار الفن والجمال.
أما الباحث في الفلسفة والسوسيولوجيا، حوسى أزارو، فقد وجه حديثه للفنانين باعتبارهم “صناع الجمال، ذوي الأثر الكبير في انتشال حياتنا من ثقافة القبح واللامعنى، ومن الصور والمظاهر التي نرفضها في واقعنا”، مؤكدا على “أن الفن، برسمه ونظرته، قادر على تحويل العالم إلى جمال ينبع من القدرة على التقاط حقيقة الأشياء خلف سطحية المظاهر”، ذلك بعد إنهاء الحفل بتنظيم مأدبة عشاء على شرف الضيوف والمشاركين، في أجواء احتفالية طبعها التقدير والإشادة بروح الإبداع والتبادل الثقافي التي ميزت فعاليات الملتقى التشكيلي.
وكان الملتقى الوطني قد انطلق برحاب “المركز الثقافي أبو القاسم الزياني”، بخنيفرة، بحضور عامل الإقليم، والمدير الجهوي لقطاع الثقافة، ورئيس المجلس الجماعي، وشخصيات مدنية وعسكرية ومنتخبين، إلى جانب فعاليات مدنية ومهتمين بالشأن الفني والثقافي، وقد شارك في المعرض 32 فنانا وفنانة من مدن خنيفرة، بني ملال، خريبكة، مكناس، الرباط، الدار البيضاء، آسفي، مراكش، تزنيت، وحد السوالم، جلهم من الحائزين على جوائز وطنية ودولية، ولوحاتهم تتراوح بين التعبيرية، والتجريدية، والواقعية المفرطة، إلى جانب الحروفية والفن المعاصر.
وبينما اختير في هذه الدورة إدماج فن التصوير الفوتوغرافي، مع اقتراح إدماج فن النحت مستقبلا، فقد أثرت فعاليات الملتقى بورشات متنوعة، من بينها ورشة للرسم المباشر على القماش، وجداريات على ضفاف وادي أم الربيع، إلى جانب ورشة للأطفال في فنون الرسم، هدفت إلى صقل مواهبهم وتعريفهم بأساليب ومدارس الفن التشكيلي وآليات قراءته، كما أقيمت ورشة لتعلم الخط العربي، وُضعت في أفق إنجاز ورشة للتصوير الفوتوغرافي في دورات لاحقة، تأكيدا على التوجه المنفتح والشامل للجمعية في إدماج الفنون البصرية المتنوعة.
ومن أبرز محطات “الملتقى الوطني الثالث للفنون التشكيلية” أيضا، تنظيم زيارات استكشافية للضيوف والفنانين إلى مناطق طبيعية ضواحي مدينة خنيفرة، بهدف التعريف بما تزخر به المنطقة من مناظر ومواقع ملهمة، وهي المبادرة التي أثارت لدى عدد من المشاركين فكرة إقامة مشروع وطني للرسم المباشر، مستلهمين مضامينه من الطبيعة الخلابة ومقومات الأطلس المتوسط، دون أن يفوتهم خلق توقفات للنقاش بغاية تبادل ما ينبغي من التصورات والأفكار في مجال السياحة الفنية.
جمعية “لمسات فنية”، التي أخذت على عاتقها مهمة الدفع بهذا النوع التعبيري، لم تتوقف عن الإبداع والمبادرة، حيث سبق لها احتضان “ليلة الأروقة”، و”المهرجان الوطني للفنون التشكيلية”، إلى جانب طموحاتها الكبيرة لتأسيس “حديقة الفنان” كمشروع دائم للعرض الفني بالفضاء العمومي، وفكرة تنظيم “مهرجان إقليمي لإبداعات التلاميذ” بهدف تنشئة الأجيال الصاعدة على قيم الفن والتربية الجمالية، ذلك في الوقت الذي تتجه فيه الجمعية إلى الرقي بذاتها من إقليمية وجهوية إلى وطنية.
وللتذكير، فقد كانت الجمعية قد نظمت أولى دورات ملتقاها الوطني في يونيو 2017 تحت شعار “خنيفرة منبع من منابع الإلهام الوطنية”، تلتها الدورة الثانية في مارس 2019 تحت شعار “الفن التشكيلي مرآة التنوع الثقافي المغربي”، قبل أن تعترض طريقها ظروف الجائحة وتحديات ضعف الدعم، لكن الجمعية عادت في دورة 2025 بروح متجددة وعزيمة أقوى، تسعى من خلالها إلى ترسيخ موقعها كفاعل وطني في الحقل الفني، وإلى تحويل ملتقاها مستقبلا من تظاهرة وطنية إلى دولية تعانق مختلف الأجناس التعبيرية في الفنون البصرية.
تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

مقالات ذات صلة

الخميس 8 مايو 2025 - 14:14

المعارضة الإتحادية تنسحب من دورة ماي بمجلس جماعة مدينة تيزنيت

الخميس 8 مايو 2025 - 14:14

سكان من الرشيدية يطالبون بأشجار ظليلة

الخميس 8 مايو 2025 - 14:01

بوريطة: جلالة الملك يعتبر إفريقيا الأطلسية قطبا جيو – استراتيجيا ورافعة للابتكار والصمود

الخميس 8 مايو 2025 - 13:53

القوات المسلحة الملكية تحتضن ورشة حول التشغيل البيني في العمليات العسكرية

error: