مؤسسة جابر بن حيان بمريرت تختتم أيامها الثقافية بترسيخ قيم القراءة وإحياء التراث المحلي
أنوار بريس
الخميس 22 مايو 2025 - 00:44 l عدد الزيارات : 2735
أحمد بيضي
تحت شعار “القراءة والتراث شراكة لبناء المستقبل”، احتضنت “الثانوية الإعدادية جابر بن حيان”، بمدينة مريرت، مديرية خنيفرة، على يومي الجمعة والسبت 16 و17 ماي 2025، فعاليات أيام ثقافية متميزة نظمتها المؤسسة بشراكة مع جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، وذلك في إطار ترسيخ قيم المواطنة النشيطة وتعزيز الاعتزاز بالهوية الوطنية وتثمين الموروث الثقافي المحلي، سيما أن فعاليات هذه الأيام تزامنت مع “شهر التراث” الذي تحتفي به بلادنا كل سنة.
تميزت هذه التظاهرة بجمعها بين بعدين تربويين وتثقيفيين أساسيين، حيث تم تشجيع القراءة من خلال تنظيم معرض للكتاب، إلى جانب معرض خاص بالتراث المحلي الأمازيغي، عرضت فيه منتوجات تقليدية أصيلة، شملت أدوات مهنية وأواني الطبخ وأدوات الزينة والحلي والملابس التقليدية، في مشهد جمالي توج بارتداء التلاميذ والتلميذات للباس التقليدي، مما أضفى على فضاء المؤسسة لمسة تراثية عريقة تنم عن اعتزاز الناشئة بأصولهم الثقافية.
وفي هذا الصدد، شهد اليوم الأول افتتاح المعرضين بحضور رسمي وازن ضم ثلة من المنتخبين، وممثلي المصالح الخارجية، ورؤساء المؤسسات التعليمية بحوض مريرت، إلى جانب ممثلين عن هيئات المجتمع المدني، إضافة إلى الأطر التربوية والإدارية بالمؤسسة، حيث أتيحت للحضور فرصة الوقوف على إبداعات التلاميذ في مجالات الأدب والمسرح والموسيقى، التي أطرها النادي الثقافي بالمؤسسة بتعاون مع ذ. محمد العمراني، حيث جرى تكريم الفائزين والفائزات في مختلف المسابقات بشهادات وجوائز تحفيزية.
وسط ساحة المؤسسة، نصبت خيمة تقليدية احتضنت عرضا غنيا لمختلف تعابير التراث المحلي، فكانت مناسبة لاستحضار ذاكرة جماعية تنبض بعراقة الماضي وتؤسس لتربية ثقافية متجذرة في محيطها، وقد ساهم التلاميذ والتلميذات، بارتدائهم الأزياء التقليدية، في تشكيل لوحة فنية نابضة بالحياة، عكست روح الانتماء والافتخار بالهوية الأمازيغية.
أما اليوم الثاني، فقد خصص لتنظيم ندوة فكرية حول التراث المحلي، أطرها الباحثان في التراث الأمازيغي، ذ. الحسين أكضى وذ. محمد الغازولي، حيث تمحورت مداخلة ذ. أكضى حول موضوع “التراث الثقافي المحلي ذاكرة الشعوب وجسر نحو المستقبل: نموذج تراث اتحادية أيت سكوكو”، تناول فيها الخصائص الطبيعية والبشرية للمنطقة ونماذج من تراثها المادي واللامادي، فيما ركز ذ. محمد الغازولي من جانبه على “الشعر الأمازيغي والمقاومة بالأطلس المتوسط”، متناولا مراحل تطور هذا الفن ومكانته النضالية في مواجهة الاستعمار، من خلال نماذج شعرية رائدة شكلت جزء من الذاكرة النضالية للمنطقة.
وقد تفاعل الحضور، من تلاميذ وأساتذة، بشكل إيجابي مع المداخلتين، مما أفضى إلى نقاشات هادفة خلصت إلى توصيات أكدت على ضرورة الاهتمام بالتراث المحلي وحمايته وتعزيزه كرافد أساسي لبناء وعي جماعي متجذر في قيم الأصالة والمعاصرة، لتختتم هذه الأيام الثقافية بتوزيع شهادات تقديرية على المساهمين والمشاركين، دون أن يفوت رئيس المؤسسة التعبير عن امتنانه لكل من أسهم، من قريب أو بعيد، في إنجاح هذه المبادرة الثقافية والتربوية التي شكلت جسرا للتلاقي بين الأجيال وإشراقة أمل في مستقبل يستلهم قوته من ذاكرة المكان والإنسان.