بنكيران حالة نفسية وليس موقفا سياسيا

عبد السلام المساوي الخميس 22 مايو 2025 - 20:36 l عدد الزيارات : 7697

لا يتعلق الأمر بصراع بين إدريس لشكر وبين بنكيران وكل الإخوانيين والتابعين والمريدين ، بل يتعلق بصراع بين قوى التقدم والحداثة والديمقراطية وبين قوى التخلف والرجعية والظلام …
إنه صراع بين فكر الأنوار والتنوير وبين الفكر القروسطوي…
إنه صراع بين حزب الاتحاد الاشتراكي بمشروعه المجتمعي الاشتراكي الديموقراطي ، وبين حزب العدالة والتنمية بلا مشروع مجتمعي …
إنه صراع بين حزب وطني ديموقراطي وحزب إخواني مستبد….
إنه صراع بين حزب تاريخي بعناوين النضال و المعاناة والتضحية ، وحزب مطبوخ في مطبخ أم الوزارات في عهد البصري بعنوان محاربة الأحزاب الوطنية الديموقراطية وقتل المناضلين ( عمر الشهيد شاهدا )..
إنه صراع بين المناضلين وبين تجار الدين …
بنكيران حالة نفسية وليست موقفا سياسيا ، وتدبير شؤون الدولة لا يمكن أن يتم مع حزب يتخذ مواقفه بموازين الغضب والقلق وجبر الخواطر . ففي الشأن العام نشتغل من أجل مصلحة الدولة والشعب وليس من أجل خاطر مول اللايف من الصالون والتهديد بالاستقالة في كاغيط الزبدة .
للأسف الشديد يوما بعد يوم نتأكد أن بنكيران لم يكن مؤهلا بتاتا لتدبير شؤون دولة لها تقاليد عريقة في الحكم ، لكن القدر السياسي قاد الإسلامويين دون سابق انذار على ظهر موجة ” الربيع العربي ” لكي يمارسوا حماقاتهم علينا ، قبل أن يخضعوا لسنة الجزر السياسي في 8 شتنبر 2021 .
إن حزب العدالة والتنمية ، كان ومازال ، حزب مستعد ، في أي لحظة ، لابتزاز جميع المؤسسات دون استثناء ، بطريقة فجة .
حزب يحمل شعار ” أنا وبعدي الطوفان ” ، و ” اما أن أكون بالشكل الذي أريد ، أو لا يكون أحد ” .
نحن في هذا البلد يجمعنا حب وطن المغرب ، وحب الأمة المغربية ، وهو مسبق على الانتماء العابر لأي ” حزب ” ، مهما بلغ صوت عويله والصراخ كل الافاق .
من حق بنكيران ومن معه ، أن يروا أن الاتحاد تبدل وان الاتحاد تغير…و.. شيء واحد ليس من حق بنكيران نسيانه ، انه وحينما كان الاتحاد اتحادا مثلما يقول اليوم ، كان هو وأصحابه يفضلون الاعتكاف في المنازل ، وقراءة الورد ليل نهار ، واداء الصلاة خفية ، والتستر على كل العلاقات .. ايامها كانوا يقولون عن الاتحاد انت حزب ( الملحدين واليساريين الضالين والعلمانيين الملعونين باذن الله تعالى ) ، وكانوا يعتقدون ان ( التعاون ) ضد الاتحاد مشروع وشرعي ، بل هو وجه من اوجه نصرة الله تعالى !!!
حزب العدالة والتنمية حزب صنع في دهاليز الإدارة ، خصوصا إدارة الداخلية في عهد ادريس البصري ، صنع لمحاصرة الأحزاب الديموقراطية الحداثية ، من خلال التشكيك في مشاريعها وأطرها ، والصاق تهم الزندقة والكفر والالحاد بكل مناضل يساري ، ديموقراطي وحداثي …
في ظروف تاريخية عسيرة شجعت الدولة ” الإسلام السياسي ” في لبوسه الدعوي والحزبي ، ووفرت له شروط الاشتغال والانتشار بهدف مواجهة اليسار الديموقراطي …واستغل الإسلاميون هذا التشجيع ” للتسرطن ” في المجتمع …وستتنبه الدولة الى خطر هؤلاء مع أحداث الدار البيضاء المؤلمة في 16 ماي 2002، فتبين لها انها تحصد ما زرعت …ان اليسار كان يؤطر الجماهير لتفجر حناجرها في التظاهرات الاحتجاجية ، اما الإسلاميون فيدجنون هذه الجماهير لتفجر اجسادها …
إن الأقنعة التي لبسها الاسلاميون طويلا ، وخدعوا بها الكثير من المغاربة ، سقطت أخيرا وظهرت حقيقة عقيدتهم الخبيثة ، عقيدة الدمار والتشتيت ووهم الخلافة الذي لم ولن يتحقق . وقضية فلسطين او الأصل التجاري الذي بنوا عليه مجدهم لم يعد ممكنا تخدير عقول البسطاء بها . وبالدارجة المغربية : ساعتهم سالات …ولم يعد لدجلهم أي تأثير لأن المغاربة بدؤوا يكتشفون ، ولو متأخرين من هم أصدقاؤهم الحقيقيون ومن هم أعداؤهم الحقيقيون .

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الخميس 22 مايو 2025 - 22:28

نحو تِرياق لإنعاش الديمقراطية المختنقة في ظل حكومة متغولة

الخميس 22 مايو 2025 - 20:22

الرد الشامل على اللغو السافل: باب ما جاء في انسحاب الاتحاد من العبث

الخميس 22 مايو 2025 - 18:13

البلوكاج،ملتمس الرقابة…المنهجية الديموقراطية…وسقيفة بنو ساعدة!

الخميس 22 مايو 2025 - 16:29

الفلاح الصغير… سيد الأرض المنسي

error: