افتتحت مساء اليوم الثلاثاء 27 ماي 2025 بمدينة سلا، أشغال المؤتمر العام لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي، في أجواء متميزة بطابعها الوحدوي والتقدمي، وبمشاركة وازنة لـ24 وفدا يمثلون 16 دولة عربية، وعدد من سفراء الدول العربية المعتمدين بالمغرب، إلى جانب شخصيات سياسية وبرلمانية من الطيف التقدمي العربي، حيث أنطلقت أشغال المؤتمر بعزف النشيد الوطني المغربي، الذي تلاه تقديم عرض موجز لأبرز المنشآت الحضرية والتنموية التي يشهدها المغرب، ما يعكس التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي تحققه المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وشهدت الجلسة حضور الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي أكد في كلمته الترحيبية أن احتضان الاتحاد لهذا المؤتمر يدخل في صلب الدينامية الدبلوماسية التي ينخرط فيها الحزب عربيا ودوليا، مذكرا بأن ميلاد هذا التنظيم الشبابي العربي كان انطلاقا من المغرب، بمبادرة واحتضان من الاتحاد الاشتراكي وشبيبته الاتحادية.
وقد سلط القيادي الإتحادي الضوء على السياق الدولي الذي ينعقد فيه المؤتمر، والموسوم بحالة “اللايقين” الناتجة عن تحولات جيوسياسية متسارعة، وصعود مقلق لليمين والشعبوية، وعودة التوترات المسلحة، مبرزاً بداية نهاية الأحادية القطبية التي أعقبت سقوط جدار برلين، وبروز قوى عالمية جديدة على غرار الصين والهند والبرازيل وغيرها.
وعلى المستوى العربي، أكد لشكر أن المنطقة لا تزال تعيش تداعيات تصدع الصف العربي، واستمرار حرب الإبادة في فلسطين، مع ما يمثله ذلك من تهديد لاستقرار الشرق الأوسط والمنطقة ككل، محذراً من تغلغل المشاريع الإقليمية الأجنبية ومن استمرار التضييق على الحريات وتعطيل الحراك الديمقراطي في عدد من البلدان.
ودعا الكاتب الأول إلى عقلنة الخطاب الاشتراكي الديمقراطي وتوحيد صفوفه بعيدا عن الشعارات الفارغة، قائلا إن “النجاح في العمل العربي المشترك لن يتم إلا من خلال الاحترام الكامل للوحدة الوطنية والترابية لكافة الدول العربية”.
من جانبه عبر فادي الوكيلي العسراوي، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، عن اعتزاز الشبيبة باحتضان المغرب لأول دورة لهذا المؤتمر بعد توسعه ليشمل 16 منظمة، مشيرا إلى أن هذا اللقاء هو مناسبة لتجديد الالتزام بالقيم المشتركة كالحرية، الكرامة، العدالة الاجتماعية، حقوق الإنسان والحداثة، داعيا إلى بلورة برامج عملية للتصدي للتحديات المشتركة وعلى رأسها التشغيل، الصحة، التعليم، والهجرة السرية، مؤكدا أن الشبيبة ليست مجرد آلية نضالية، بل هي مشروع للمستقبل.
أما باسم كامل، منسق التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، فقد شدد على رمزية تسمية الدورة بـ”دورة فلسطين”، داعيا إلى الوقوف دقيقة صمت ترحماً على أرواح الشهداء، ومؤكدا أن الشباب العربي الاشتراكي يمتلك من المؤهلات ما يجعله قادرا على كسر هيمنة القوى الكبرى، مطالبا بإشراك فعلي للشباب في القيادة الحزبية والسياسية، ومحذرا من الاكتفاء بإدماجهم في اللجان الجانبية فقط.
من جهته، ألقى السفير جمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين، كلمة مؤثرة استعرض فيها واقع الشعب الفلسطيني في ظل العدوان المستمر، واصفا النكبة بأنها ليست حدثا تاريخيا فقط، بل جرح مفتوح إلى الآن وانها “سياسة تطهير عرقي مستمرة تحميها ازدواجية المعايير وصمت العالم في ظل إفلات إسرائيل من العقاب”.
وشكر الشوبكي المغرب، ملكا وشعبا، على دعمه الثابت للقضية الفلسطينية، كما نوه بمواقف حزب الاتحاد الاشتراكي الداعمة للقضية، وبدور الشبيبة الاتحادية والاتحاد العربي في الدفاع عن الحق الفلسطيني داخل المحافل الدولية، معربا عن اعتزازه بالشبيبة الاتحادية وباتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية، واصفا إياهما بأنهما “خزان للكفاءات ومنصة للمواقف المساندة لفلسطين”، داعيا إلى تشكيل تيار شبابي عربي موحد يقف في وجه الاحتلال والعنصرية.
بدوره شدد فادي حماد، الأمين العام لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي، أن المؤتمر يشكل فصلا مشرقا جديدا في مسار الديمقراطية الاشتراكية، مذكرا بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق الشباب التقدمي في مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية التي تمر بها عدة دول عربية، موجها تحية خاصة لحزب الاتحاد الاشتراكي على استضافته لهذا الحدث التاريخي.
وتتوزع أشغال المؤتمر، الذي يستمر إلى غاية 30 ماي، على جلسات موضوعاتية تتناول الدبلوماسية البرلمانية، التحديات المشتركة، التجارب الشبابية في القيادة، ووضع المرأة في الحركة الاشتراكية، بالإضافة إلى جلسة خاصة حول الوضع الفلسطيني الراهن، وزيارات ميدانية بمدينة طنجة.
وسيختتم المؤتمر بانتخاب أجهزة جديدة للاتحاد، والمصادقة على البيان الختامي، ليؤكد مرة أخرى الدور المحوري الذي يلعبه المغرب وحزب الاتحاد الاشتراكي في دعم الدينامية الشبابية التقدمية، وتعزيز الحوار والعمل العربي المشترك في ظل التحديات الراهنة.
ويُذكر أن الكاتب الأول لحزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر، قد سبق أن استقبل قبل انطلاق أشغال المؤتمر عددا من الوفود الشبابية القادمة من السودان، موريتانيا، مصر، الأردن واليمن، حيث تم التوقيع على اتفاقيتي شراكة مع حزب بناء السودان وحزب الإصلاح الموريتاني، بحضور قيادات من المكتب السياسي للحزب والشبيبة الاتحادية.
تعليقات
0