إدريس لشكر من بروكسيل: مغاربة العالم قوة استراتيجية وطنية وعلى الأحزاب الأوروبية دعم السيادة المغربية

احتضنت العاصمة البلجيكية بروكسيل لقاءً سياسياً مميزاً ترأسه إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بحضور وازن لأفراد الجالية المغربية وعدد من الشخصيات السياسية البلجيكية، في مقدمتهم الوزير ورئيس جهة بروكسيل العاصمة رودي فيرفورت.
اللقاء، الذي نظمته جامعة الكفاءات المغربية بالخارج بشراكة مع حزب الاتحاد الاشتراكي، خُصص لمناقشة دور مغاربة العالم في الحياة السياسية الأوروبية، مع التركيز على النموذج البلجيكي كمرجعية لنجاح المشاركة السياسية.

ومثل الحزب وفد رسمي ضم النائبة البرلمانية عائشة الكرجي، والنائب البرلماني نائب رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، الحسن لشكر، وعضوة المكتب السياسي فتيحة سداس، إلى جانب مشاركة فاعلين سياسيين من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا والسويد وكندا والولايات المتحدة وروسيا والمغرب، وفق ما صرح به الدكتور رضوان قديري، رئيس جامعة الكفاءات المغربية بالخارج.
اللقاء شهد نقاشاً معمقاً حول سبل تعزيز تمثيلية مغاربة العالم داخل المؤسسات السياسية الأوروبية، وتناول الحضور النوعي لهم في المجالس المنتخبة والبرلمانات، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه مشاركتهم السياسية والفرص المتاحة أمامهم في ظل تجربة الاندماج الناجحة ببلجيكا.
وفي كلمة قوية، أكد إدريس لشكر أن مغاربة العالم ليسوا مجرد امتداد ديمغرافي بل قوة فكرية وسياسية واجتماعية، مطالباً بإشراكهم في الهيئات الدستورية والمؤسسات التمثيلية وضمان حقهم في التصويت والترشح، ومشدداً على ضرورة إصلاح الخدمات الإدارية والقنصلية وتبسيطها، وإحداث آلية دائمة لإدارة الأزمات التي قد تؤثر على أفراد الجالية.
كما حيّا الكاتب الأول مغاربة بلجيكا الذين يشغلون مواقع القرار في الحياة السياسية، منوهاً بأسماء بارزة مثل زكية الخطابي وأحمد لعوج ومريم كيتير ورشيد مدران وفؤاد أحزاجي، معتبراً أنهم لا يجسدون فقط رموزاً للاندماج، بل فاعلين حقيقيين في صياغة السياسات العامة. واعتبر أن نجاح مغاربة بلجيكا يعود إلى نضج البيئة الديمقراطية البلجيكية، وانفتاح الأحزاب على الكفاءات، واستثمار الجالية في التعليم والعمل المدني، إضافة إلى وعي الأجيال الجديدة بأهمية المشاركة السياسية.
ووجه لشكر دعوة صريحة لمغاربة المهجر للمساهمة في بناء المؤسسات الديمقراطية بالمغرب، مؤكداً أن أبواب الاتحاد الاشتراكي مفتوحة لهم، وأن الحزب سيظل وفياً لقيم العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية.
كما دعا إلى استلهام التجربة البلجيكية الناجحة وتعميمها على دول أوروبية أخرى، والعمل على هيكلة الجهة الثالثة عشرة للجالية المغربية في المهجر على غرار التنظيمات الجهوية بالمغرب.
اللقاء شهد أيضاً اجتماعات ثنائية بين الوفد الاتحادي وقيادة الحزب الاشتراكي البلجيكي، بهدف توطيد العلاقات بين الحزبين وتعزيز أدوار مغاربة العالم في دعم العلاقات المغربية الأوروبية.
ولم تغب القضايا الدولية عن كلمة الكاتب الأول، حيث أعرب عن تضامن الاتحاد الاشتراكي العميق مع الشعب الفلسطيني، مندداً بالقصف الوحشي الذي يتعرض له أبناء غزة على يد حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، ومثمناً مواقف الأحزاب الاشتراكية الأوروبية في دعم القضية الفلسطينية.
وفي ما يخص الوحدة الترابية، اعتبر لشكر أن موقف بلجيكا الداعم لمبادرة الحكم الذاتي منذ 2022 أصبح متجاوزاً أمام الموقفين الفرنسي والإسباني، موجهاً عتاباً لرفاقه في الحزب الاشتراكي البلجيكي ومطالباً بدعم صريح وواضح لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، معبراً عن اعتزازه بمواقف عدد من قادة الحزب الذين عبّروا بشكل شخصي عن دعمهم للوحدة الترابية للمملكة.