جل حكومات العالم غير النفطية تهلل فرحا لانخفاض أسعار النفط، والمستهلكون يترقبون انخفاض الأسعار، وانحسار التضخم، وتراجع تكاليف النقل، بطبيعة الحال هناك …
أما عندنا هنا في المغرب ، في عهد حكومة “احميدة الرشام..احميدة اللعاب” فالأمر مختلف تماما و كأننا نعيش في عالمٍ موازٍ، أو ربما في كوميديا سوداء من إنتاج “أوبك محلي”!
عندما يهبط سعر البرميل عالميًا تحت 65 دولارًا، ترى الأسر في دول أخرى تتنفس بارتياح، تملأ سياراتها بالوقود، وتخطط لعطلةٍ أطول أو شراء حاجياتٍ جديدة.
لكن هنا، السيناريو مختلف تماما الأسعار العالمية تهبط، والمحلية ترتفع! نعم، في “وطن العجائب النفطية”، البرميل الرخيص يتحول إلى أرباح خيالية. كيف؟ ذلك اللغز الذي لم يُحل بعد! ربما قوانين الاقتصاد عندنا تسير عكس الكون!
المنطق يقول: إذا انخفضت تكلفة المادة الخام، يجب أن تنخفض أسعار منتجاتها، لكن يبدو أن “المنطق المغربي” يتبع نظامًا آخر: تحرير الأسعار لصاحب الاحتكار، وتكبيل المواطن بالضرائب! والنتيجة؟ شركات المحروقات تحقق أرباحًا قياسية كلما انخفضت الأسعار العالمية، بينما المواطن “يحتفل” بقدرته على تعبئة نصف خزان سيارته !
في الدول الأخرى مثلًا، أدى انخفاض النفط إلى تراجع التضخم بأكثر من 11%، وانخفاض أسعار الشحن والتصنيع. أما في المغرب؟ النفط ينخفض عالميا، والأسعار ترتفع محليا! كأننا نعيش في معادلة مقلوبة، أو بالأحرى: “معادلة تُقلب جيب المواطن فقط”!
هل من تفسير رسمي من دون ما تفضل به مجلس المنافسة من تبريرات لم تقنع المغاربة أصلا ؟ لا شيء… صمت مطبق، تكممه بيانات غامضة من شركات التوزيع، تظهر فجأة كلما شعرت أن المواطن بدأ يستفسر، فتلقى علينا بأرقامٍ مبهمة عن “ارتفاع التكاليف”، رغم أن أسعار النقل والتكرير عالميا في الحضيض!
أما الحديث عن تسقيف الأسعار، أو مراجعة بنية السوق، أو حتى فتح نقاش جاد حول هوامش الأرباح، فقد أصبح مضيعة للوقت، فشركات المحروقات باتت أقوى من أجهزة الرقابة و الحكامة على مايبدو، وأمهر في المناورة من حكومة « احميدة الرشام..احميدة اللعاب »، وأبرعت في التعامل مع الصحف الزرقاء من كبريات وكالات الدعاية!
في المغرب، لا يحس المواطن بنعمة انخفاض النفط، بل يُعاقب بها! فكلما تراجع سعر البرميل عالميًا، زادت أرباح الشركات، وازداد ثقل الفاتورة على الناس.
وهكذا، يتحول انخفاض الأسعار إلى خبر سار في كل مكان إلا هنا …
نعم، يحدث في المغرب فقط…« وطن العجائب النفطية ! »
تعليقات
0