وصلت دفعة جديدة من العربات المدرعة الأمريكية المتطورة من طراز M-ATV إلى المغرب، في خطوة تؤكد متانة الشراكة العسكرية بين الرباط وواشنطن. وتُظهر مقاطع فيديو حديثة لحظات إنزال هذه المدرعات، التي جرى تسليمها للقوات المسلحة الملكية في إطار برنامج أمريكي خاص بالدعم العاجل لحلفاء الولايات المتحدة.
وتندرج هذه العملية ضمن برنامج SDAF (صندوق الاستحواذ الدفاعي الخاص)، الذي تشرف عليه وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للبنتاغون. يهدف هذا البرنامج إلى تزويد الدول الصديقة بمعدات عسكرية متقدمة في آجال قصيرة، دون الحاجة إلى المرور بإجراءات تصنيع طويلة أو جداول تسليم ممتدة، ما يسمح بتلبية الاحتياجات الطارئة بسرعة وكفاءة.
وتشكل هذه الصفقة دلالة جديدة على مستوى التنسيق الأمني الوثيق بين الولايات المتحدة والمغرب، لاسيما في ظل التحولات الجيوسياسية التي تعرفها المنطقة. ويُنظر إلى هذه التعزيزات العسكرية كجزء من الاستعدادات المغربية المتواصلة لمواجهة التحديات القائمة في المنطقة العازلة بالصحراء المغربية، خاصة مع اقتراب موعد انعقاد مجلس الأمن الدولي في أكتوبر، والذي يُرتقب أن يكون حاسمًا في مسار هذا النزاع.
وتشير المعطيات الميدانية إلى أن عدد المدرعات المسلمة كبير، حيث رُصدت عمليات تفريغ متواصلة على مدار الساعة، ما يعكس حجم وأهمية هذه الخطوة من حيث الكم والنوع. ومن المنتظر أن تُمثل هذه المدرعات إضافة نوعية لقدرات القوات المسلحة الملكية، لاسيما في البيئات الصحراوية والجبلية التي تتطلب أداءً عالياً ومتانة ميدانية.
وتُعد مدرعة M-ATV واحدة من أبرز العربات القتالية في الترسانة الأمريكية، وتتميز بهيكل مصمم وفق تقنية “V-shaped hull” لتقليل تأثير الانفجارات على الطاقم، كما أنها مزودة بدروع متعددة الطبقات قادرة على مقاومة المقذوفات والأسلحة الخفيفة. وتستوعب ما بين أربعة إلى خمسة أفراد، مع قدرة تحميل تتجاوز 1.8 طن، وقابلية لتجهيزها بمنصات قتالية متنوعة تشمل الرشاشات الثقيلة والأنظمة المتقدمة.
على صعيد الأداء، تعتمد المدرعة على محرك ديزل قوي يتيح لها السير بسرعة تصل إلى 105 كيلومترات في الساعة، مع مدى عملياتي يفوق 500 كيلومتر، ما يجعلها مثالية للعمليات السريعة والبعيدة في مناطق الاضطراب.
وتكتمل جاهزيتها الميدانية بأنظمة اتصال متطورة تسمح بالتنسيق اللحظي مع باقي الوحدات، إلى جانب نظام قيادة دقيق يعزز من سرعة الاستجابة في مختلف المهام.
في سياق موازٍ، يتواصل الدعم السياسي الأمريكي للمغرب داخل أروقة الكونغرس، حيث يقود النائب جو ويلسون جهودًا لتوسيع الدعم العسكري للرباط، ويعمل على تصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي. ويواكب هذا التحرك السياسي الدينامية العسكرية الجديدة بين البلدين، التي تشكل ركيزة أساسية في جهود المغرب لتعزيز أمنه القومي والاستقرار الإقليمي.
بهذا، تُمثل مدرعات M-ATV إضافة استراتيجية حقيقية إلى منظومة الدفاع المغربية، وتؤكد مرة أخرى أن الشراكة مع الولايات المتحدة ليست مجرد تعاون تقني، بل رهان جيوسياسي عميق في ظل المتغيرات الراهنة.
عن الدفاع العربي
تعليقات
0