مركز يؤكد على ضرورة تحقيق المردودية المستدامة للملاعب المغربية بعد تنظيم مونديال 2030

أنوار التازي الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 10:07 l عدد الزيارات : 15743

قدم مركز الاستشراف الاقتصادي والاجتماعي سبع توصيات أساسية لضمان تحقيق المردودية المستدامة للملاعب المغربية بعد تنظيم كأس العالم 2030، وهي توصيات تتكامل فيما بينها، وتجمع بين البعد المؤسساتي، والبعد الاقتصادي، والبعد الترابي، وتسعى إلى تحويل هذه البنيات من مجرد منشآت رياضية إلى أقطاب تنموية نشطة ومندمجة.

ودعا المركز في ورقة تنفيذية أصدرها تحت عنوان “الرهان الأكبر بعد المونديال: مردودية الملاعب”، إلى إرساء إستراتيجية وطنية شاملة لما بعد المونديال، يتم إعدادها بتنسيق بين القطاعات الحكومية والهيئات الترابية والمجتمع المدني، وتُدمج في الرؤية التنموية الشاملة للبلاد، وتستند إلى أهداف واضحة، ومؤشرات قابلة للقياس، وتربط بين استدامة المرافق وتحقيق العدالة المجالية، وتعزيز الجاذبية الاقتصادية والثقافية للمدن التي تحتضن الملاعب.

وأكد على ضرورة إحداث شركات جهوية مختلطة لتدبير الملاعب الكبرى، تجمع بين القطاع العام والقطاع الخاص، وتمنح صلاحيات كاملة لتسيير الملاعب وفق عقود أهداف، مع إلزامها بتحقيق مردودية اقتصادية واجتماعية محددة، وتخضع لمراقبة مالية وإدارية مستقلة، مما يضمن حكامة فعالة وشفافة، ويحد من التدبير الموسمي والبيروقراطي الذي يفقد الملاعب طاقتها التشغيلية.

وأوصى المركز بربط الملاعب بمنظومات حضرية متكاملة، عبر تحسين البنية التحتية المحيطة بها، وتوفير وسائل النقل العمومي، والمواقف، والفضاءات الخضراء، والمرافق التجارية والخدماتية، مما يُعزز من اندماجها في النسيج العمراني، ويجعلها قطبًا جاذبًا للسكان والزوار، ويمكّن من خلق دينامية اقتصادية مستمرة تمتد إلى محيطها.

وشدد المركز على ضرورة تأهيل الفرق الوطنية الكبرى وضمان استقرارها في الملاعب المونديالية، مع توفير الشروط اللوجستيكية والتنظيمية التي تسمح لها بتحقيق نتائج رياضية ومردودية جماهيرية، وتشجيع الأندية على الانخراط في مشاريع الاستثمار في البنية التحتية، والتسويق الرياضي، وتطوير تجربة المشجعين، بما يخلق حركة منتظمة داخل الملاعب ويمنحها شرعية جماهيرية حقيقية.

ودعا إلى استغلال الملاعب كفضاءات متعددة الوظائف، من خلال فتحها أمام تنظيم فعاليات ثقافية، وفنية، وتجارية، ومجتمعية، على مدار السنة، مع تنويع البرامج لتشمل كل فئات المجتمع، وتخصيص صيغ للاستعمال من قبل المدارس، والجامعات، والفاعلين المدنيين، مما يُكرّس صورة الملاعب كملك عمومي مشترك ومجال منفتح على الجميع.

وأكد المركز على ضرورة اعتماد خطة تسويقية وطنية ودولية للملاعب المغربية، تشمل بناء هوية بصرية وتجارية لكل ملعب، وتسويقها عبر المنصات الرقمية، وشبكات التواصل، والإعلام الرياضي العالمي، مع التركيز على بيع حقوق التسمية، وعقود الإشهار، وتنظيم تظاهرات دولية، مما يدر مداخيل مستمرة، ويُعزز من صورة المغرب كوجهة رياضية وثقافية.

وخلص إلى ضرورة، الاستثمار في التكوين وبناء كفاءات بشرية متخصصة في تدبير المنشآت الرياضية، من خلال شراكات مع الجامعات، والمدارس العليا، والاتحادات الدولية، مع خلق برامج مهنية لتأهيل المسيرين، والمراقبين، والمروجين، والمسؤولين التقنيين، لأن نجاح أي مشروع استثماري مرتبط بالكفاءة البشرية التي تديره، وتضمن تطوره وتكيّفه مع المتغيرات.

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأربعاء 11 يونيو 2025 - 07:24

لوس أنجليس تحت حظر التجول بعد تصاعد الاحتجاجات ضد ترحيل المهاجرين

الأربعاء 11 يونيو 2025 - 06:31

توقعات أحوال الطقس اليوم الأربعاء الحادي عشر من يونيو

الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 23:05

نزع الملكية بين ظاهر القانون وباطن السلطوية يطرح لنا سؤال من يحكم الدار البيضاء فعلا؟

الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 20:29

نارسا تفعل رصد مخالفات السير في الاتجاهين

error: