أيوب السعود
رغم الأجواء الإيجابية التي صاحبت الإعلان عن اتفاق جديد بين إسبانيا وبريطانيا بشأن مستقبل جبل طارق، لم تتردد مدريد في التأكيد على مطلبها التاريخي باستعادة السيادة على “الصخرة”.
الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطة من الاتحاد الأوروبي، يهدف إلى تسهيل التنقل بين جبل طارق والمدن الإسبانية المجاورة، وخاصةً بعد التحديات التي فرضها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويتضمن الاتفاق إدماج جبل طارق في فضاء شنغن، مع تولي الشرطة الإسبانية مسؤولية مراقبة الحدود في المطار والميناء، نيابة عن الاتحاد الأوروبي.
ورغم هذا التفاهم العملي، شدد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز على أن القضية السيادية لم تُغلق بعد. حيث كتب على حسابه في منصة “إكس”:
“بعد ثلاثة قرون من الجمود، توصلنا إلى اتفاق يخدم المواطنين ويعزز العلاقات، ولكننا لم ولن نتنازل عن موقفنا السيادي.”
جبل طارق، الذي يخضع للسيادة البريطانية منذ عام 1713 بموجب معاهدة أوتريخت، لا يزال موضع خلاف طويل الأمد بين مدريد ولندن. ورغم محاولات التقارب، لا تُخفي إسبانيا رغبتها في استعادة السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية.
من جهتهم، يرفض سكان جبل طارق أي انتقال للسيادة الإسبانية، وقد أكدوا ذلك عبر استفتاءين سابقين صوّتوا فيهما بأغلبية ساحقة للبقاء تحت الحكم البريطاني.
الاتفاق الأخير يُعتبر حلاً مؤقتًا لتفادي التعقيدات بعد البريكست، لكنه لم يُنهِ الخلاف الأعمق حول السيادة، الذي ما زال مفتوحًا ويُتوقع أن يبقى كذلك لسنوات قادمة.
تعليقات
0