أحمد بيضي
تحت شعار “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني دعامة أساسية للتمكين الاقتصادي لساكنة العالم القروي”، تشهد مدينة خريبكة، خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 22 يونيو 2025، تنظيم الدورة الرابعة ل “المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني” لجهة بني ملال-خنيفرة، وذلك بشراكة بين مجلس الجهة ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ممثلة في كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ويأتي هذا الحدث في سياق يتسم بتنامي الوعي الجماعي بأهمية هذا القطاع كرافعة للتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، خاصة في الأوساط القروية والجبلية.
وتطمح هذه التظاهرة الاقتصادية والاجتماعية، المنظمة تحت الرعاية الملكية السامية، إلى تثمين وتسويق منتوجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني التي تعكس تنوع وثراء التراث المحلي والمجالي، وتبرز الأصالة والمهارات الحرفية والفنية التي تميز أقاليم الجهة، من خلال مشاركة فاعلة للصناع التقليديين والحرفيين، فضلاً عن التعاونيات والجمعيات المهنية، كما تسعى إلى إرساء فضاء تفاعلي للحوار والتشاور بين مختلف الفاعلين في القطاع، بما يسهم في تعزيز التعاون وتبادل الخبرات وإقامة شراكات جديدة وتعبئة الموارد والخبرات الضرورية لدعم وتطوير مشاريع الاقتصاد الاجتماعي بالمنطقة.
ويأتي تنظيم هذه الدورة للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لجهة بني ملال-خنيفرة، كتتويج لسلسلة من المحطات السابقة التي أقيمت بكل من مدن أزيلال وبني ملال وخنيفرة، والتي حققت نجاحا لافتا ساهم في تسليط الضوء على الدور المتصاعد للاقتصاد الاجتماعي والتضامني في خلق فرص الشغل، وتحقيق الاندماج الاقتصادي والاجتماعي، وتحفيز دينامية اقتصادية محلية متجددة، ويمنح المعرض منصة مفتوحة لتقوية سلاسل الإنتاج المجالية وتسويقها، والتحسيس بأهمية استهلاك المنتوج المحلي، وتعزيز التجارة التضامنية والعادلة كوسيلة لتكريس العدالة المجالية.
ومن المرتقب أن يعرف المعرض مشاركة واسعة لـ 320 عارضا وعارضة يمثلون حوالي 170 تعاونية إنتاجية وخدماتية وحرفية وجمعيات مهنية، كما ستتخلل فعاليات المعرض برامج موازية غنية تشمل قاعة للندوات والمحاضرات والورشات التكوينية، إلى جانب فضاء خاص بالأطفال وآخر لتثمين التراث اللامادي، بما يعزز البعد التربوي والثقافي للتظاهرة، وقد تم تصميم فضاء المعرض الممتد على مساحة تقدر بـ 5000 متر مربع برؤية مبتكرة، تجمع بين بعد التسويق والانفتاح على التجارب الوطنية، إذ يضم أيضا فضاء لتبادل التجارب مع باقي جهات المملكة وفضاء مؤسساتيا يجسد الانخراط الرسمي والمؤسساتي في دعم هذا القطاع الحيوي.
يرتقب أن يشكل الحدث محطة لتجسيد التنوع الغني الذي يميز النسيج الاقتصادي والاجتماعي للجهة، من خلال عدد العارضين والعارضات، وسترافق فعاليات المعرض سهرات فنية واحتفالية تضفي عليه طابعا إنسانيا وثقافيا يعكس هوية المنطقة وعمق روحها الجماعية، كما ستشكل التظاهرة منصة لترسيخ قيم التضامن والابتكار والإبداع، في تناغم تام مع التوجهات الوطنية الداعية إلى تعزيز الاقتصاد الاجتماعي كخيار بديل وواعد لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، وكأحد الرافعات الحيوية للاقتصاد الوطني وللمحافظة على التراث المحلي وصونه في مواجهة تحديات العصرنة وضغوطات العولمة.
تعليقات
0