تشهد منطقة الشرق الأوسط والخليج تصعيداً عسكرياً متزايداً بين إيران وإسرائيل، مع تبادل مكثف للضربات الصاروخية والغارات الجوية التي خلفت خسائر بشرية وأضرار مادية كبيرة، وسط تحذيرات دولية من استمرار هذا التصعيد.
و أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته الجوية استهدفت منظومات دفاع جوية إيرانية في سلسلة ضربات ليلية على منطقة طهران.
وأفاد الجيش في بيان أن “سلاح الجو ضرب خلال الليل عشرات الأهداف بما فيها منشآت صواريخ ارض جو، في إطار عملية تهدف إلى تدمير قدرات الدفاع الجوي للنظام الإيراني في منطقة طهران” مضيفا “للمرة الأولى منذ بدء الحرب ضربت القوات الجوية منظومات دفاعية في منطقة طهران، على مسافة أكثر من 1500 كلم من الأراضي الإسرائيلية”.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الأحد تعرضه لدفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية، وهي السادسة منذ بداية التصعيد الحالي، حيث أسفرت عن إصابة عشرة مدنيين في مناطق مختلفة داخل إسرائيل. يأتي هذا الهجوم الصاروخي بالتزامن مع تفعيل إيران لأنظمة دفاعها الجوي في مدينتي أصفهان و كرمنشاه، في محاولة لصد الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة التي تستهدف مواقع متعددة في عمق الأراضي الإيرانية.
وتعكس هذه التطورات تبادلاً مكثفاً للهجمات، بعد إعلان وكالة الأنباء الإيرانية “تسنيم” الجمعة عن انطلاق ما وصفته بـ”الرد الإيراني الساحق” بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية صوب إسرائيل. ووفقاً لمصادر إسرائيلية، تسبب سقوط أحد هذه الصواريخ في تل أبيب بمقتل امرأة واحدة على الأقل، إضافة إلى إصابة نحو 70 شخصاً، وتدمير واسع النطاق في محيط المدينة الكبرى، وهو ما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه “حدث خطير جداً”.
كما أكدت القناة 12 الإسرائيلية مقتل مواطنين آخرين إثر سقوط صاروخ على مدينة ريشون ليتسيون جنوب تل أبيب، في حين نفت قيادة الجيش الإسرائيلي مزاعم وكالة تسنيم حول أسر قائدة طائرة مقاتلة خلال عمليات القصف، مؤكدة عدم وقوع أي حادثة من هذا القبيل.
على الصعيد العسكري، صرح قائد سلاح الجو الإسرائيلي بأن الطائرات الإسرائيلية نفذت غارات دقيقة في طهران استهدفت مئات المواقع، بينها منشآت للدفاع الجوي، مؤكداً تحليقها فوق سماء العاصمة الإيرانية خلال تنفيذ الهجمات، في حين توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بـ”فرض ثمن باهظ على النظام الإيراني جراء إطلاقه الصواريخ”.
في المقابل، أكد الحرس الثوري الإيراني استمرار عملياته العسكرية، معلناً عزمه إطلاق نحو 2000 صاروخ في الضربات المقبلة، مع تأكيد استمرارية العمليات “ما دام ذلك ضرورياً”.
على المستوى الدولي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الطرفين إلى خفض التصعيد، مشدداً على ضرورة التوقف الفوري للأعمال العدائية، وأهمية اعتماد الحلول الدبلوماسية لوقف النزاع الذي يهدد استقرار المنطقة بأسرها.
وتأتي هذه التطورات وسط توقعات من مسؤول أميركي بأن المواجهة الحالية بين طهران وتل أبيب قد تمتد لأسبوع كامل، مما يعزز مخاوف التصعيد الإقليمي وتحوله إلى نزاع أوسع.
في ظل هذه الأوضاع، تبقى آفاق التهدئة غامضة، في وقت لا تزال فيه العمليات العسكرية مستمرة على الأرض، مع إعلان كل من إيران وإسرائيل استعداداتهما لمواصلة المواجهة، مما يعكس مدى هشاشة الأمن الإقليمي وتعقيد ملف الصراع بين الطرفين.
تعليقات
0