وجه إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خلال المؤتمر الإقليمي السادس للحزب ببني ملال، المنعقد مساء الجمعة 13 يونيو 2025 تحت شعار: “تخليق الممارسة السياسية مدخل أساس لتنمية مجالية مستدامة”، انتقادات لاذعة للحكومة، محذرا من استمرار تغولها ورفضها تقديم الضمانات الكافية لتنظيم انتخابات نزيهة وشفافة في السنة المقبلة.
وأكد لشكر أن ما تعيشه البلاد اليوم من اختلالات بنيوية وتفشي الزبونية والمحسوبية، لا يمكن أن يشكل أرضية سليمة لتنظيم انتخابات ذات مصداقية، متسائلا بمرارة: “عن أية انتخابات يتحدثون؟ وهل يعقل أن نفس الموظفين الذين تم تفصيل مواقعهم وترقياتهم على مقاس الولاءات الحزبية، هم من سيشرفون على صناديق الاقتراع؟”
وشدد الكاتب الأول على غياب الثقة حتى داخل مكونات الأغلبية الحكومية، مستحضرا كيف كانت أحزابها نفسها، قبل انتخابات 2021، تتحدث عن فساد العملية الانتخابية، ليضيف: “فإذا كانت أحزاب الأغلبية نفسها تشكك في الانتخابات، فكيف نطالب نحن في المعارضة، ونحن خارج تسيير الجماعات والجهات والغرف، بوضع ثقتنا في هذه الحكومة؟”
وطالب لشكر بضرورة فتح حوار وطني صريح حول شروط وضمانات العملية الانتخابية المقبلة، مشيرا إلى أن “الرجة” التي يمكن أن تعيد الثقة في المؤسسات تمر أولا عبر إبعاد المفسدين وفتح المجال أمام نخب جديدة من الشباب والنساء وحملة القضايا العادلة، وإعطائهم الإمكانية الفعلية للوصول إلى مواقع القرار المحلي والجهوي.
واعتبر أن الحكومة الحالية تعاني من انسجام ظاهري يخفي صراع المصالح وتوزيع الغنائم، داعيا رئيسها إلى كشف كل المعطيات المتعلقة بصناديق الدعم والتمويل التي أصبحت، بحسبه، وسيلة لإعداد خفي للانتخابات في غياب الرقابة والشفافية، حيث قال: “من حقنا أن نسائل هذه الصناديق، وأن نعرف كيف توزع، ولمن تمنح، ولماذا تتكرر نفس الأسماء ونفس الجهات؟”
وختم لشكر كلمته بتأكيد عزم حزب الاتحاد الاشتراكي مواصلة تفعيل ملتمس الرقابة الشعبي، عبر النزول الميداني في المدن والقرى، دفاعا عن ديمقراطية حقيقية ومؤسسات شفافة، داعيا كل الغيورين على الوطن إلى الاصطفاف خلف هذا المسار من أجل انتخابات حقيقية تعيد الثقة للمواطنين في المشاركة السياسية.
تعليقات
0