احتضنت مدينة العرائش، يوم الأحد 15 يونيو 2025، المؤتمر الإقليمي للفيدرالية الديمقراطية للشغل تحت شعار “نحو تنظيم قوي يصون الحقوق ويعزز المكتسبات”، وذلك بالمركز الثقافي ليكسوس، وسط حضور وازن لمناضلي ومناضلات الفيدرالية، وبدعم سياسي لافت من قيادات حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
يندرج هذا المؤتمر في سياق الدينامية التنظيمية التي تشهدها الفيدرالية الديمقراطية للشغل، ويُمثل محطة ختامية لسلسلة المؤتمرات التنظيمية وتجديد الاتحادات المحلية بمدن الشمال، والتي شملت خلال الشهرين الأخيرين كلاً من تطوان، شفشاون، المضيق الفنيدق، طنجة، في انتظار تأسيس اتحادات محلية جديدة بكل من وزان والحسيمة. ويأتي ذلك في إطار رؤية استراتيجية لتعزيز التواجد النقابي للفيدرالية وتوسيع إشعاعها الجهوي والوطني، تحت إشراف مباشر من الكاتب العام الأخ يوسف أيذي.
ومنذ الساعات الأولى من صباح يوم المؤتمر، توافد المشاركون من مختلف القطاعات النقابية على مدينة العرائش، تأكيدًا على وعيهم العميق بأهمية وحدة الصف النقابي، وحرصهم على التفاعل والتنسيق بين مختلف مكونات التنظيم الفيدرالي. وقد عكست أجواء المؤتمر روح التضامن النقابي، حيث شكّلت المناسبة فرصة لتبادل التجارب وتعميق النقاش حول التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الشغيلة المغربية.
تميّز المؤتمر كذلك بحضور سياسي بارز لقيادات من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من بينهم الإخوة مصطفى العجاب، محمد الماموحي، مشيج القرقري، ومحمد غودان، أعضاء المكتب السياسي للحزب، في تأكيد على التناغم القائم بين الفيدرالية الديمقراطية للشغل والداعم السياسي لها في قضايا الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للطبقة العاملة.
عرف برنامج المؤتمر فقرات متنوعة، افتُتحت بأداء موسيقي ملتزم، تلاه تقديم كلمات توجيهية من عدد من الفعاليات النقابية والسياسية، أبرزها كلمة الأخ فخر الدين بنحدو عضو المكتب المركزي ومنسق اللجنة التحضيرية، وكلمة د. مشيج القرقري، وكلمة الأخت لبنى الكنوني عن المرأة الفيدرالية بالعرائش، قبل أن يختتم الأخ يوسف أيذي، الكاتب العام للفيدرالية، أشغال الجلسة بكلمة قوية جدد فيها الالتزام بمبادئ الوحدة والتضامن، ودعا إلى مضاعفة الجهود لتقوية التنظيم النقابي في مواجهة التحديات المقبلة.
وشكلت لحظات التكريم إحدى المحطات المؤثرة في المؤتمر، حيث تم الاحتفاء بعدد من الرموز النقابية والسياسية التي ساهمت في ترسيخ العمل النقابي والدفاع عن كرامة الشغيلة. وقد شمل التكريم أسماء وازنة، في مقدمتهم الراحل الحاج مصطفى القرقري، إلى جانب نخبة من المناضلات والمناضلين الاتحاديين والفيدراليين الذين تركوا بصماتهم في المشهد النقابي، من قبيل: أحمد جبور، مليكة الشنتوف، أحمد الساهلي، خديجة الدافري، علال اللوسي، ياسين المعطي، لطيفة التليدي، حسن الحصيني، زهير اللمتوني، بوسلهام الرياحي، زهير حجبي، عبد المغيث السلاوي، عبد المجيد الزازي، أحمد أحباب، محمد السملالي، البشير شردود، أحمد البغدادي، وسلام حسني.
وفي ختام المؤتمر، انتُخب بالإجماع الأخ إدريس الإسماعيلي، عن قطاع التعليم، كاتبًا عامًا إقليميًا للفيدرالية الديمقراطية للشغل بإقليم العرائش، حيث حظي بتزكية ومباركة الكاتب العام الوطني، الذي وصفه بأنه من القيادات الفيدرالية الصامدة والمخلصة التي حافظت على وهج النضال النقابي في أصعب المحطات.
بدوره، عبّر الأخ إدريس الإسماعيلي عن اعتزازه بالثقة التي حظي بها، مشددًا على أهمية التلاحم بين مختلف المكونات النقابية والسياسية للفيدرالية، ومؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيز مكانة النقابة وتوسيع مكتسباتها، بروح من الالتزام والمسؤولية تجاه الشغيلة المغربية.
العرائش إذًا، لم تكن فقط محطة تنظيمية ناجحة، بل جسدت مرة أخرى الإيمان العميق بأن العمل النقابي الجاد هو ركيزة الدفاع عن الحقوق ورافعة لتقدم المجتمع.
تعليقات
0