من سياسة “الكنبة” إلى سياسة “الباروكة”: أو “حين كدت أكتوي بالجمر والرصاص”

أنوار بريس الأربعاء 18 يونيو 2025 - 08:07 l عدد الزيارات : 2914

د. أحمد العاقد*

خرج علينا مؤخرا من يطرح موضوعا للنقاش العمومي يهم أحد المعادن الوطنية، وتبين أن الحلقة برمتها مخصصة لمعدن نفيس ووطني أصيل هو “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”. خرج من استلقى على ظهره على الكنبة إياها، يريد إظهار نبوغ عقله، وهو يبحث عن بكارة جديدة بتضليل الحقائق والتهجم على النزهاء والوطنيين الأحرار.
واليوم، يخرج علينا التائه الولهان لينافس سياسة “الكنبة” ويؤسس لسياسة “الباروكة”، أي سياسة القناع. فباروكة العقل أقوى من باروكة الرأس، وحجاب البصيرة أشد فتكا من حجاب البصر.
لم يتورع التائه عن إطلاق الكلام على عواهنه دون احترام للمقتضيات الدستورية وللاختصاصات الحصرية لجلالة الملك في تعيين رئيس الحكومة. لم يتورع عن تكريس الجهل الدستوري متحدثا عن صلاحيات الملك، ويتحدث عن عدم التكرار “rebolote”. تائه يتوقع امرأة تترأس الحكومة، وفي الآن نفسه، يهاجم الحزب الذي تنتمي إليه متعللا بأنه لا يستحق لاعتبارات ذكرها على لسانه الفج.
سياسة “الباروكة”، كي لا يختل اصطفاف شعرها، تعترف بأن الظروف لم تسعفها للاكتواء بمعاناة سنوات الجمر والرصاص، وأنها كادت تكتوي. نعم كادت، وفي الفعل المستخدم ما يفيد رمزية “الباروكة” وإدراكها الساذج.
التائه الذي يدعي صفة الفيلسوف لم يستوعب بعد، وقد امتطى جرارا لم يركبه الفيلسوف محمد أركون، أن وزارة العلاقات مع البرلمان في الهندسة الحكومية هي التجسيد الفعلي للممارسة الديمقراطية والتوازن بين الأغلبية الحكومية والمعارضة البرلمانية. الأكثر من ذلك، لم تسعفه الذاكرة أن المقصود بهلوسته، إدريس لشكر، كان أحد أهم الأضلاع الثلاثة، وهو رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، إلى جانب المرحوم عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب، والمرحوم عبد الرحمن اليوسفي، الوزير الأول إبان حكومة التناوب التوافقي. فعلا، هو التائه الذي لم يتمكن من استيعاب الديمقراطية ومخرجاتها الطبيعية: لابد من فائز واحد وخاسرين كثر، بصناديق زجاجية وانتخابات حزبية على دورتين، وما أدراك ما الدورتين في التقاليد الديمقراطية.
يقر التائه في بداية الحلقة، وبدون مبرر، أن إدريس مثقف. وتبين في الحلقة كلها أن المثقفين المغاربة الأحرار أكبر منه.
إنه التائه الولهان، ولن أزيد أكثر من ذلك. للحقيقة والتاريخ، سمع “الأيقونة” من لسان من اعتبره أنه أخذ مكانه في المجلس الوطني في مؤتمر الحزب زمن كورونا، من اعتبره مثقفا حربائيا آنذاك.
نعم، كنت اتحاديا كما قلت، وستظل في الذي كان في سجل الاتحاد. وأهمس في أذنيك بصوت أكثر ما يمكن انخفاضا: لن يفلح المحتال حيث أتى، فكيف لضحية المحتال أن يفلح؟

*عضو المكتب السياسي
مدير الفريق الاشتراكي بمجلس النواب

تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Google News تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أنوار بريس على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأربعاء 18 يونيو 2025 - 11:22

مراكش تحتضن الدورة 14 للمعرض الدولي للطب العام بمشاركة إفريقية ودولية واسع

الأربعاء 18 يونيو 2025 - 11:09

وزير الخارجية البنمي يؤكد أن المغرب شريك هام لدول أمريكا الوسطى…

الأربعاء 18 يونيو 2025 - 10:00

تقرير دولي: 79 % من المغاربة يرون أن الفوارق الاجتماعية أصبحت خطرا على المجتمع

الأربعاء 18 يونيو 2025 - 08:01

… إدريس لشكر هو من كشف هشاشة بنكيران

error: