أحمد بيضي
تشهد مدينة العيون، حاضرة الصحراء المغربية، يوم الجمعة 20 يونيو 2025، تنظيم “المنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي”، بين المملكة المغربية وبرلمان مجموعة دول المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا، في مبادرة تعكس التزام المغرب الثابت بتوطيد علاقات التعاون جنوب- جنوب، وتعزيز آليات الشراكة الاستراتيجية مع دول القارة الإفريقية، ويأتي تنظيم هذا الحدث البارز بمبادرة من مجلس المستشارين وبرلمان مجموعة CEMAC، وبشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ليشكل منصة مؤسساتية لتبادل الرؤى وتدارس فرص الاندماج الاقتصادي وتنمية المبادلات التجارية بين المملكة المغربية ودول وسط إفريقيا.
ووفق بلاغ في موضوع المبادرة التي ستجري تحت الرعاية الملكية السامية، يأتي تنظيمها في سياق دينامية إفريقية متصاعدة ترتكز على تفعيل اتفاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF) وتعزيز التكامل القاري، تعكس البعد الاستراتيجي القائم أساسا على تعزيز التعاون الإفريقي المشترك في إطار شراكة قادرة على مجابهة التحديات التنموية والاقتصادية الكبرى، خاصة في ظل الأزمات المناخية والتحولات الجيوسياسية التي تعرفها القارة والعالم، حيث يمثل المنتدى لحظة حوار برلماني واقتصادي يجمع مسؤولين حكوميين وبرلمانيين، إضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص وأرباب العمل، وخبراء في مجالات الاقتصاد والطاقة والمناخ والتنمية المستدامة.
ويغطي برنامج المنتدى ثلاث جلسات رئيسية تتمحور حول قضايا جوهرية تتقاطع مع أولويات التنمية في إفريقيا، إذ تتناول الجلسة الأولى دور القطاع الخاص في دعم الاستثمار، وتوسيع التجارة البينية، ودفع عجلة التكامل الاقتصادي بين المغرب ودول مجموعة “سيماك”، فيما تركز الجلسة الثانية على تداعيات التغير المناخي على الأمن الغذائي والتغذية، وسبل تعزيز الأمن الزراعي في ظل التقلبات البيئية، وتخصص الجلسة الثالثة لاستكشاف إمكانيات التعاون في مجال الطاقات المتجددة، بما فيها الطاقة الشمسية والريحية، كمدخل لتحقيق تنمية مستدامة، وتقليص التبعية للطاقات الأحفورية، وتوفير حلول مبتكرة لمعضلة الفقر الطاقي في إفريقيا.
وسيتخلل المنتدى، حسب البلاغ، إلقاء كلمات افتتاحية لرؤساء المؤسسات المنظمة، ومداخلات لوزراء ومسؤولين حكوميين رفيعي المستوى، إلى جانب ممثلين عن منظمات أرباب العمل وخبراء متخصصين في المواضيع المدرجة في جدول الأعمال، كما ينتظر أن يشكل الحدث مناسبة لتعزيز الدبلوماسية البرلمانية المغربية، وترسيخ دور مدينة العيون كمركز إقليمي لاحتضان المبادرات الاقتصادية والدبلوماسية ذات البعد الإفريقي، وتؤكد استضافة مدينة العيون لهذا المنتدى عمق التحول الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية، والتي أضحت في السنوات الأخيرة نقطة ارتكاز استراتيجية لانفتاح المغرب على محيطه الإفريقي.
فبفضل ما تشهده مدينة العيون من نمو متسارع في بنياتها التحتية، ومشاريعها الاقتصادية الكبرى، أصبحت فضاء متميزا لاستقبال المبادرات القارية وتنظيم الملتقيات الدولية، بما يعكس دينامية التنمية المتواصلة وموقعها المتقدم في السياسة الإفريقية للمملكة، ويرتقب أن يشكل هذا المنتدى لحظة مؤسساتية نوعية لتعميق الشراكة بين المغرب ودول مجموعة “سيماك”، وإطلاق نقاش جماعي حول الرهانات التنموية المشتركة، في سياق التحولات الاقتصادية الإقليمية المتسارعة، حيث يبرز المغرب كفاعل رئيسي في بناء منظومة اقتصادية إفريقية مندمجة ومستدامة، كما يرسخ هذا الحدث الدور المتصاعد الذي أصبحت تضطلع به العيون كواجهة دبلوماسية موازية.
تعليقات
0