لم يكن أحد يتصور حضور حفل لأسطورة الأغنية العربية، الراحل عبد الحليم حافط، سنة 2025، لكن مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” قدم لجمهوره هذه الإمكانية !.
فبفضل تقنية “الهولوغرام”، أتيحت للجمهور المغربي فرصة فريدة للاستمتاع بتلك الأجواء الرائعة من جديد، مساء أمس الاثنين بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، حيث عاش لحظات استثنائية عبر رحلة موسيقية تخطت حدود الزمن وتموقعت في قلب العالم الفني لعبد الحليم حافظ، الذي لا يزال صوته متغلغلا في أعماق الوطن العربي وفي كل بقاع العالم، حتى بعد وفاته.
وهكذا، أطل العندليب الأسمر على جمهوره الذي استقبله بالتصفيقات الحارة والمتوالية، وقد امتلأت قاعة المسرح عن آخرها، لا بالجماهير فحسب، بل بالأحاسيس الفنية الصادقة أيضا.
لقد عاد الزمن إلى الوراء وأعاد إلى الجماهير الأسطورة عبد الحليم حافظ بكل تفاصيله، بما في ذلك الحركات التي كان يقوم بها على الخشبة، وحركات رأسه وكذا طريقة تفاعله مع الفرقة الموسيقية ومع الجمهور، حيث تم الاشتغال على إطلالته في هذا الحفل بواقعية متفردة عكست من جديد شموخ وجاذبية هذا الفنان العربي، الذي ما انفك يلامس القلوب بنفس الإيقاع.
وافتتحت وقائع هذا الحفل الاستثنائي بالأغنية الخالدة والمهداة إلى المغرب، “الماء والخضرة والوجه الحسن”، قبل الانتقال إلى تقديم باقة من الروائع الغنائية للعندليب الأسمر، من قبيل “بحبك”، و”أول مرة تحب يا قلبي”، و”جانا الهوى”، و”جبار” وكذلك “أسمر يا اسمراني”، في أجواء مميزة أعادت إلى الذاكرة أجواء الحفلات الموسيقية الشرقية الخالدة.
ولم يتوان الجمهور الحاضر عن ترديد كلمات مختلف القطع الغنائية المقدمة، وذلك في تناغم جميل وتفاعل أخاذ مع فنان أسطوري بعثت التكنولوجيا روحه الفنية الجميلة إلى الخشبة من جديد، والذي يعد هذا الحفل البهيج بمثابة تكريم لفنه الخالد.
وقد تمكنت هذه الأمسية الفنية المميزة من جمع أجيال مختلفة على محبة صوت خالد سيظل حفله إحدى أقوى لحظات النسخة العشرين من المهرجان.
يشار إلى أن عملاق الأغنية العربية، عبد الحليم حافظ، خلف وراءه إرثا فنيا غزيرا. فبعد مرور أزيد من 40 عاما على رحيله (30 مارس 1977)، يواصل صوته الملهم اختراق كل الحدود.
كما يعد حفل العندليب الأسمر بتقنية “الهولوغرام” ثاني تجربة تقدم في إطار فعاليات مهرجان موازين، حيث تمت السنة الماضية، ضمن فعاليات الدورة ال19 عشرة للمهرجان، برمجة حفل مماثل لسيدة الغناء العربي، أم كلثوم، وهي تجربة مميزة يسعى من خلالها المهرجان إلى الاحتفاء بالأصوات الغنائية العربية الخالدة من خلال الارتكاز على أحدث الآليات والوسائل التكنولوجية، كما هو الشأن بالنسبة لتقنية “الهولوغرام”.
وتقام الدورة العشرون لمهرجان “موازين – إيقاعات العالم” في الفترة ما بين 20 و28 يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث تقترح دورة هذه السنة برنامجا غنيا يلبي كافة الأذواق، ويجمع أبرز النجوم العرب والعالميين، ما يجعل الرباط وسلا ملتقى لتبادلات فنية استثنائية.
تعليقات
0