في واقعة تعكس تدهور وضع النظافة بمدينة مكناس، وثّق مواطن مغربي مقيم بهولندا مشهداً صادماً لأحد الشوارع الرئيسية بحي حمرية، وسط المدينة الجديدة، على بُعد خطوات من مؤسسات حيوية كـبنك المغرب، المعهد البلدي للموسيقى، الثانوية الإعدادية علال بنعبد الله، ومقر الجماعة، إلى جانب عدد من الوحدات السكنية.
الفيديو الذي صوّره المواطن ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر انتشاراً كبيراً للنفايات والأزبال، وروائح كريهة تُسيء إلى الفضاء العام، في منطقة يفترض أن تكون من بين الأحياء النموذجية بالمدينة.
وقال المواطن في تعليقه المصاحب للفيديو إنه حلّ بمدينة مكناس رفقة عدد من أصدقائه لقضاء عطلته الصيفية، لكنه فوجئ بما وصفه بـ”الإهمال المريع” الذي طال العديد من الأحياء، خاصة ما يتعلق بالنظافة وسوء تدبير المجال العمومي.
وأضاف أن ما زاده استغراباً هو قرب هذا المشهد من مقر الجماعة ومؤسسات تعليمية ومالية مركزية، اضطرت معه ساكنة العمارات المجاورة لإغلاق نوافذها رغم ارتفاع درجات الحرارة، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من أكوام النفايات المتراكمة، في مشهد يفاقم معاناة السكان وسط موجة الحر التي تشهدها مكناس على غرار باقي مناطق البلاد. وقد ساهم هذا الوضع في ظهور أسراب من الحشرات الضارة، مما ينذر بمخاطر صحية محتملة تهدد سلامة المواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن.
المثير في الأمر، يضيف المتحدث، أنه بعد أقل من ساعة من نشر الفيديو، وتقاسمه على نطاق واسع، تحركت الهواتف وكان من نتائج هذه الحركة أن حضرت بسرعة شاحنة جمع النفايات ليتم تنظيف المكان، وهو ما دفع هذا الغيور إلى تصوير فيديو ثانٍ وثّق فيه عملية التنظيف، موجهاً سؤالاً صريحاً للمسؤولين: “هل كان سيتحرك أحد لولا نشر الفيديو؟”.
واختتم المواطن حديثه بتوجيه نداء صادق إلى السلطات المحلية والمسؤولين المنتخبين لتحمّل مسؤولياتهم في تدبير المدينة، مؤكداً أن مكناس، بتاريخها ورمزيتها، تستحق أفضل من هذا الإهمال، داعياً إلى منحها ما تستحق من عناية واهتمام، وصيانة لكرامة سكانها وزوارها على حد سواء.
تعليقات
0