جلال كندالي
أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عن اعتماد نظام إلكتروني متطور لرصد حالات الغش، سيشرع في العمل به خلال اختبارات الدورة الاستدراكية للامتحان الوطني والجهوي الموحد لنيل شهادة البكالوريا.
وتأتي هذه المبادرة في سياق تصاعد ظاهرة الغش عبر الوسائط التكنولوجية، وتطور أساليبها بشكل مقلق خلال السنوات الأخيرة، وهو ما دفع إلى التحرك لمواجهة هذه السلوكيات التي تهدد قيم الاستقامة والمساواة في منظومة التقويم التربوي.
وقد جاء هذا التوجه الجديد نحو الرقمنة بعد تسجيل أرقام مقلقة خلال الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد للبكالوريا التي أجريت ما بين 29 و31 ماي 2025، حيث كشفت الوزارة عن ضبط 2769 حالة غش، رغم ما طبع هذه الدورة من أجواء إيجابية وانخراط جدي من مختلف المتدخلين التربويين والإداريين وفق الوزارة.
ويمثل هذا الرقم تراجعا بنسبة 12 في المائة مقارنة بدورة 2024، إلا أنه لا يزال يعكس حجم التحدي المطروح أمام المنظومة التربوية في محاربة أساليب الغش المستجدة، خصوصا تلك المرتبطة بالوسائط التكنولوجية الحديثة.
النظام الجديد وفق مذكرة موجهة إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، يعتمد أجهزة إلكترونية متنقلة قادرة على رصد محاولات التواصل الإلكتروني من داخل قاعات الامتحان بشكل أوتوماتيكي، دون التدخل في مضمون التواصل أو المساس بخصوصية المترشحين.
ويرتكز هذا النظام على منصة رقمية متصلة على مستويات محلية وجهوية ووطنية، تتيح تتبعا آنيا دقيقا لكل الحالات المرصودة.
الوزارة أكدت أن هذا النظام سيفعّل بشكل تجريبي أولا خلال اختبارات الدورة الاستدراكية على مستوى جهوي، لجمع المعطيات الميدانية وتقييم أدائه، قبل تعميمه لاحقا على الصعيد الوطني.
وسيتم الاعتماد على الفرق الجهوية لمكافحة الغش، والتي ستتلقى تكوينا خاصا لاستعمال هذه التقنية بشكل فعال، مع بقاء مسؤولية ضبط الحالات المرصودة على عاتق اللجان المحلية في مراكز الامتحانات.
وشددت المذكرة على ضرورة احترام السرية والمعطيات الشخصية للمترشحين، مؤكدة أن معالجة البيانات ستتم وفقا لضوابط قانونية وأخلاقية دقيقة.
تعليقات
0